قال موقع "عربي 21" اللندني، أمس الثلاثاء، عن مصدر يمني، إن محاولات جديدة لأبو ظبي للسيطرة على جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية الواقعة جنوبي اليمن.
وتحدث المصدر المقرب من السلطة المحلية في سقطرى، حول أن أبوظبي شرعت في خطة "اختراق الوحدات الأمنية والعسكرية، وتفكيكها عبر حملة استقطاب واسعة للجنود اليمنيين ونقلهم جوا إلى أراضيها"، سعيا منها لتفريغ تلك الوحدات من الولاء للحكومة اليمنية الشرعية، مضيفا :"الطيران الإماراتي، ينشط عبر رحلات منتظمة، لنقل الراغبين من سكان الجزيرة اليمنية في السفر إلى أراضي الدولة الخليجية بدواعى العمل أو للتجنيد ضمن قواتها المسلحة".
وأضاف المسؤول الحكومي "إن عملية التحشيد والاستقطاب وصلت إلى داخل الوحدات الأمنية والعسكرية، بإغراء العشرات من الجنود الحكوميين برواتب مجزية في حال سافروا إلى الإمارات، إما للتجنيد في الجيش الإماراتي أو الاشتغال في مهن أخرى، مشيرا إلى أن هناك وعودا أطلقها الإماراتيون وحلفاؤهم داخل الجزر التابعة لأرخبيل سقطرى، بمنحهم رواتب تصل إلى 6 آلاف درهم، في خطوة مثيرة جدا.
وتحدث المسؤول أن من الوعود التي حصل عليها من تم نقلهم إلى أراضي الدولة الخليجية الطامعة في جزيرة سقطرى "تجنيدهم في السلك العسكري الإماراتي"، وأنهم "لن يعودوا مرة أخرى إلى الجزيرة حيث مسقط رأسهم".
وبحسب المصدر فإن من يقود عملية الحشد والتجييش هو "مسؤول ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" في سقطرى، يحيى مبارك بن سعيد".
وأكد المصدر أن سلطات مطار سقطرى، أوقفت كل شخص كان الإماراتيون يحاولون نقله دون جواز سفر، وألزمته بالحصول على وثيقة السفر الرسمية، وإلا فلن يسمح له بالمغادرة، مضيفا أن العسكريين الذين تم إغراؤهم بالسفر لأبوظبي، اتخذت سلطات المطار، بعض الإجراءات أهمها "التوقيع على وثيقة تؤكد تخليه التام عن وظيفته في الأمن والجيش"، فضلا عن "منعهم من السفر مالم يكن لديه جواز سفر يمني".
وقال المصدر أنه في خضم هذا الحراك، يشاع في أوساط المجتمع السقطري أن هناك حاجة إماراتية للتجنيد ضمن قواتها المسلحة، عقب إحجام مواطنيها، أي الإماراتيين، من الانخراط فيها، نظرا لرغبتهم في العمل في الجانب المدني، لافتا إلى أن الذين سافروا ويقدر عددهم بالمئات، يسكنون حاليا، في فنادق، في انتظار دفعة جديدة من السقطريين، حتى يتم توزيعهم في معسكرات التجنيد الإماراتية.
وكشف المصدر عن مخاوفه من أن يتم تجنيد أبناء سقطرى كـ"مرتزقة للقتال" في دول أخرى، دعما لحلفاء أبوظبي مثلا في ليبيا، في ظل تقارير دولية عن عملية تجنيد مرتزقة سودانيين ومن تشاد ودول أخرى، لدعم حليفها، خليفة حفتر، في هجومه على العاصمة الليبية، طرابلس، مستدركا : لا يمكن لأحد من أبناء سقطرى أن يقبل العمل خارج الإمارات، حال أرادت ذلك.
وفي وقت تبدو مخاوف أخرى من ترتيبات إماراتية خطيرة، تسعى لتحقيقها من خلال "استقطاب الجنود الحكوميين ونقلهم إلى أراضيها، تزامنا مع نقل مئات أخرين من أتباع المجلس الانتقالي أيضا"، ومن ثم "إعادة تشكيلهم قتاليا يعقبه عودتهم إلى سقطرى وفرضهم بالقوة داخل قوات الشرطة والجيش لضمان موطئ قدم لها بين الجيش اليمني.
التعليقات