تتعرض عدد من أشجار دم الأخوين النادرة في سقطرى للسقوط والتهالك، دون معرفة الأسباب الحقيقية، في ظاهرة غير مسبوقة في تأريخ الجزيرة.
وقالت مصادر محلية إن عددا من أشجار دم الأخوين النادرة في محمية دكسم بسقطرى، تعرضت مؤخرًا للسقوط، دون معرفة أسباب هذه الكارثة.
ويأتي سقوط هذه الأشجار النادرة جدا، في ظل سيطرة مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيًا على جزيرة سقطرى، حيث تتعمد المليشيا عسكرة الطبيعة السقطرية.
وقال الناشط الإعلامي السقطري عبدالله بدأهن، إن عددا من أشجار دم الأخوين سقطت في توقيت واحد خلال أقل من خمسة أيام ، وفي نطاق جغرافي واحد لا يتجاوز مداه 2 كم (اثنين كيلومتر) في محمية دكسم الطبيعية وسط الجزيرة".
وأضاف بدأهن، في بلاغ بعثه للسلطات المحلية والحكومة والمنظمات ذات العلاقة، أن "الأسباب بحسب أبناء المنطقة مجهولة ويستبعد أغلبهم أن تكون الأسباب بفعل فاعل مباشر". مضيفًا "غير أنه من الوارد أيضاً أن يكون التدخل السلبي للإنسان في استخداماته وأثناء أنشطة الإنتفاع من تلك الأشجار وعلى مدار السنوات مما يؤدي ربما إلى تراكم الضرر ثم ينتهي بها المطاف إلى السقوط في الأخير.، كما أن إحتمالات أن يكون ذلك جراء الأوبئة والأمراض التي تصيب البيئة النباتية".
وناشد الناشط السقطري الجهات المعنية والمختصة في ذات الشأن التدخل السريع في دراسة وبحث أسباب الكارثة وسرعة معالجتها.
وتحتل شجرة (دم الأخوين) المرتبة الأولى وهي في غاية الأهمية والقداسة في حياة الإنسان السقطري على إمتداد الأزمان، كما انها العنوان الأبرز في شهرة سقطرى العالمية، بحسب بدأهن.
وكشف بدأهن بأن شجرة دم الأخوين مهددة بالانقراض، وسقط منها ما لا يقل عن سبعة آلاف خلال ظروف التغير المناخي وما صاحبها من الإعصارات التي مرت على سقطرى خلال الأعوام الخمسة الأخيرة .
وبحسب بدأهن، فإن شجرة دم الأخوين لم تعد تنبت حالياً، ولم تعد قابلة للتكاثر ذاتياً لأسباب منها أن نظام رعي المواشي السائبة والذي حال دون ذلك. كما تحتاج بحسب الدراسات إلى مئات السنين لتصل إلى حجمها بهذا الشكل الكبير .
وأشار الناشط السقطري إلى أن "كل ما نشاهده مما تبقى منها اليوم هي فقط البقية الباقية منذ قرون طويلة لربما كان قد شجعت على نموها طفرة لن تتكرر ساعدتها في النمو والتكاثر وقد يكون صاحبها في تلك الحقبة لربما غياب تام للمواشي أو كانت هناك قوانين بيئية صارمة في حقبة زمنية ما عاشتها سقطرى خلال القرون الماضية".
التعليقات