تطورات الاحداث المتسارعة في جزيرة سقطرى اليمنية خلال الاسبوع الجاري وتكثيف تحركات المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا ضد الجيش والسلطة المحلية تحمل معها الكثير من المؤشرات من حيث الدلالة والتوقيت ..
لفهم ماتشهده سقطرى يجب الرجوع الى المشهد في العاصمة المؤقتة عدن حيث تشهد توترا كبيرا بين التحالف و السعودية من جهة والمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا من جهة اخرى وصلت مرحلة كسر العظم، تلوح معها مؤشرات مواجهة عسكرية محتملة بين الجيش الوطني المرابط في شقرة ومليشيا الانتقالي للسيطرة على مدينتي زنجبار وجعار بعد فشل الوساطة. .
بدا الخطاب الاعلامي للإمارات متراخيا هذه المرة حيال الوضع في عدن على غير ماجرت العادة في حين صعد اعلام ابوظبي في سقطرى حيث نشرت جريدة العرب الاماراتية الصادرة في لندن صباح اليوم الخميس 16 ابريل 2020، عنوانا يقول: "الاحتكاك في سقطرى اختبار لما ستؤول اليه الامور في عدن"، هنا مربط الفرس، اذن فابوظبي تقايض السعودية ..سقطرى مقابل عدن..
تسعى الامارات ترسيم حضورها في سقطرى بصفقة مع الرياض قائدة التحالف العربي في اليمن مقابل تسليم عدن للسعودية وانهاء تمرد ادواتها ضدها والزامها بتنفيذ جميع بنود اتفاق الرياض..
تتعامل ابوظبي ببراغماتية واضحة مع ملف الجنوب كأداة مساومة لا اكثر لتحقيق مكاسب استراتيجية بالنسبة لها في سقطرى حيث لاتخفي اطماعها فيها منذ بداية الحرب في 2015..
وتسعى الامارات الى إجبار الرئيس عبدربه منصور هادي على توقيع عقد لتأجير جزيرة سقطرى لمدة (99) عاما بسيادة يمنية منقوصة مثل نموذج (هونج كونج) الصينية، وهو مارفضه الرئيس هادي في عام 2016 واطاح بنائبه ورئيس حكومته خالد بحاح الذي كان يزمع التوقيع على عقد التأجير بصفته رئيس للحكومة حينها تحت ضغط اماراتي..
التعليقات