[ دبابة تحمل العلمين الإماراتي والسعودي ]
قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن تطورات الساحة اليمنية تكشف صراع النفوذ المهيمن على شراكة الحرب بين الإمارات والمملكة العربية السعودية. وأن الدولتين وجهتا عاصفة الحزم للاستحواذ على محافظتي المهرة وسقطرى.
ولفت التميمي في تصريح لصحيفة "الشرق القطرية" إلى أن الإمارات تحركت لنوازع ثأرية وحرضت على عمليات قتل الدعاة والسياسيين لتصفية حساباتها مع كل من له علاقة بالإسلام أو التدين أو من ارتبط بالربيع العربي، مشيراً إلى أن هذه المرة نرى الحقائق الناصعة تتكشف للجميع في لحظة مواجهة مفصلية بين المشروع الإماراتي الانفصالي، ومشروع الدولة اليمنية الاتحادية.
واعتبر التميمي منع محافظ المهرة إرسال مداخيل المحافظة للبنك المركزي، هذا الإجراء جزء من خطة فصل المحافظة عن المركز، وتوظيف مواردها في خدمة المشروع السعودي التوسعي الذي يتم بتمويل من المحافظة نفسها، حيث تتيح هذه المبالغ التي يتم الحصول عليها من عائدات الضرائب والجمارك في بناء النفوذ الخاص للمحافظ راجح باكريت الذي يدين بالولاء للسعودية، خصوصا وأن معظم سكان المحافظة يعارضون المحافظ والمخططات السعودية في المهرة.
ورأى التميمي أن السعودية تفعل كل ذلك لأنها توجه كل عاصفة حزمها للاستحواذ على محافظة المهرة اليمنية بكل السبل الممكنة، كما تفعل الإمارات أيضا في أرخبيل سقطرى.
وأكد أن الرياض تسعى بكل ما أوتيت من حيلة ومكر إلى إجهاض التحركات الشعبية والاعتصامات التي يقودها أبطال المهرة وشعبها، وفي مقدمتهم اللواء علي سالم الحريزي.
وأوضح التميمي، أن الاعتصامات في محافظة المهرة تُبقِي المنافذ الحدودية البرية بين اليمن وسلطنة عمان مفتوحة ومتنفسا لملايين اليمنيين، ولهذا لا نستغرب أن يكون أحد أهداف التصريحات الأخيرة لمحافظ المهرة الموالي للسعودية هي التلويح بإغلاق المنافذ.
وأكد التميمي أن الوجود العسكري السعودي في المهرة، بدأ يتطور بشكل متسارع ليصبح احتلالا مكتمل الأركان، وأن هذا الوجود مبتدأ المشاكل في المهرة ومنتهاها، معتبراً الوجود السعودي قوض ويقوض كل مظاهر الحياة والاستقرار والسلم الاجتماعي في المحافظة، وأن السعوديين مارسوا عبره كل أشكال النفوذ المباشر في دلالة واضحة على النزعة التوسعية التي لازمت الدولة السعودية طيلة العقود الماضية من تاريخها، وهو ما جعل كل الدول المجاورة لها تحتفظ بملف أزمة ونزاع حدودي مع السعودية.
وكانت وثائق من النيابة العامة أكدت ضلوع "هاني بن بريك" رجل الإمارات في جنوب اليمن وراء جرائم القتل.
وصف التميمي، هاني بن بريك بالأداة القوية الفاعلة على الأرض، مشيراً إلى أن الكشف عن هذه الحقائق يجعله مكشوفا ومتجرداً من الغطاء الذي كان يتدثر به بصفته أحد الكوادر السلفية المصنوعة سعودياً.
ولفت المحلل السياسي اليمني، إلى أن تورط بن بريك المباشر في الاغتيالات التي طالت رفاقه من الدعاة والعلماء في عدن تجعله مجرد أداة أمنية وسياسية بيد الإمارات، مثله مثل المرتزقة الأجانب الذين جلبتهم الإمارات إلى عدن لقتل القادة السياسيين الذين ينتمون للربيع اليمني، وكذلك للتيار الواسع من الإسلاميين الذين نذر ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد نفسه ودولته لمحاربتهم، اتساقا مع مخطط صهيوني متطرف يمضي في هذا الاتجاه.
واعتبر التميمي أن الانسحاب الإماراتي من بعض المناطق اليمنية إجراء تكتيكي في أسلوب تنفيذه، لافتاً إلى أن الانسحاب يمثل إعادة تموضع بما يتفق مع الأجندة الإماراتية الخاصة.
وأردف التميمي قائلا: ومع ذلك فإن إعلان الانسحاب الإماراتي يشكل ضربة قوية لمصداقية التحالف، ويضع السعودية بمفردها في مواجهة استحقاقات كارثية من خلال الوقوع في المستنقع اليمني، والإدارة العبثية للحرب.
التعليقات