شهدت محافظة سقطرى، صباح اليوم الأحد، تظاهرة حاشدة لدعم الشرعية ومساندة السلطة المحلية بقيادة المحافظ رمزي محروس في مواجهة التصعيد العسكري الذي تتبناه المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
وتأتي هذه المظاهرة في ظل تعصيد عسكري ميداني تشهده المناطق المحررة من قبل قوات وكيانات عسكرية مدعومة من دولة الإمارات العضو الرئيسي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
ويرى الكثير من المراقبين والمتابعين الذين عبروا عن أرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن مسيرة اليوم جاءت ترجمة فعلية لموقف أبناء سقطرى الرافض لمشاريع التفتيت والتمزيق التي تنادي بها قوى وكيانات مدعومة من دولة الإمارات.
وفي هذا الصدد كتب علي الجرادي، رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح، في حسابه على فيسبوك، معلقا على مظاهرة اليوم التي خرجت في سقطرى دعما للحكومة الشرعية، بالقول: " هذا يمن الغد الذي سيتجاوز الطائفية والمناطقية والمليشيات المسلحة ومشاريع التفتيت ومحاولات اقتسام جسد (اليمن) المنهك بالحرب والفقر".
وتابع الجرادي القول: "الشعوب تعرف جيدا كيف تعبر عن مكنونها الوطني في مواجهة الهويات الطارئة.. سقطرى جذر وهوية اليمني".
في حين كتب مدير مكتب الجزيرة باليمن الصحفي سعيد ثابت في حسابه على الفيسبوك يقول: "سقطرى الصوت الأقوى والأعلى والأنقى لمعنى الهوية والانتماء للتاريخ والمجد والحضارة اليمانية".
وأضاف: "إذا قالت سقطرى فصدّقوها.. فإن القول ما قالت سقطرى".
بينما كتب الصحفي اليمني عدنان هاشم على فيسبوك معلقا على المسيرة الحاشدة التي خرجت اليوم في سقطرى دعما للشرعية ومساندة للسلطة المحلية يقول: "خرجت سقطرى ترفض الاحتلال وتعلن مواجهته".
وأضاف هاشم بلغة ساخرة: "رئيس الوزراء يقف على مسافة واحدة من الأطراف ولا يتدخل في السياسة"، في إشارة لتصريح سابق أدلى به رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك ولاقى تصريحه هذا انتقادات واسعة من قبل كتاب وصحفيين يمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.
في حين كتب وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان على فيسبوك: " هذه هي سقطرى الآن أيها العالم".
وأضاف: "أعلام الجمهورية اليمنية تقول لا للمؤامرات.. لا للإمارات".
وتابع الرويشان القول: "سقطرى المضيئة تغسل البلاد، خرجت كما لم تخرج من قبل، هتفت كما لم تهتف من قبل: بالروح بالدم نفديك يا يمن.. كفاين ومحروس على الرؤوس في أكبر تظاهرة عرفتها سقطرى في تاريخها".
مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي كتب هو الآخر على تويتر: "سقطرى تقول كلمتها الأولى والأخيرة إنها مع الدولة الشرعية مع السلطة المحلية وضد المشاريع الصغيرة ولن تسمح باستمرار عبث الإمارات في المحافظة".
في حين علق الصحفي اليمني عدنان الشهاب على فيسبوك بالقول: "سقطرى الجزيرة المحاطة بأمواج المحيط، مسورة أيضا برجالها الشرفاء وأبنائها الأبطال".
واختتم الشهاب تعليقه موجها كلامه لأتباع الإمارات: "سقطرى يمنية موثقة بمواثيق الرجولة والإباء، فلا داعي للمغامرة.. شلوا عفشكم".
غير أن الصحفي شاكر أحمد خالد كان له موقف مختلف نوعا ما عمن سبقوه إذ حمل تعلقه انتقادا مبطناً للحكومة اليمنية والرئيس هادي خاصة فيما يتعلق بالحرمان الذي يعانيه أبناء سقطرى في مختلف مناحي الحياة، فكتب على فيسبوك يقول: "هذه المسيرة خرجت اليوم في سقطرى تأييدا للشرعية والوفاء لهادي رغم ما يعانيه أبناؤها من حرمان الدولة ومحاولات اﻹمارات شراء ولائها".
وأضاف يقول: "لا يوجد شعب يعيش هذه المرحلة من الخذلان يبادل رئيسه هذه التضحيات، لكن من يفهم؟".
في حين كتب الأكاديمي والناشط السياسي اليمني محمد السعدي على حسابه في تويتر يقول: "سقطرى تتحدث يمني، رجالها يحملون بذور العزة اليمنية، والتاريخ الذي يتجاوز الأقزام".
وكان محافظ سقطرى رمزي محروس قد أعلن في وقت سابق رفضه لأي تشكيلات عسكرية يتم إنشاؤها خارج مؤسسات الدولة الرسمية.
وعملت الإمارات التي دخلت اليمن تحت غطاء التحالف العربي لدعم الشرعية على إذكاء النزاعات المناطقية والجهوية من خلال دعم وإنشاء كيانات عسكرية وسياسية تتبنى تقسيم اليمن وتدعو إلى إستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل إعادة تحقيق الوحدة في عام 1990.
وشهدت محافظتا سقطرى وشبوة الأسبوع الماضي اشتبكات مسلحة بين قوات الحكومة الشرعية ومليشيات النخبة الشبوانية على خلفية محاولة الأخيرة السيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة.
*نقلا عن الموقع بوست
التعليقات