الخبر من عمق المحيط

دعت لدعم الأرخبيل وسكانه.. جمعية عالمية: سقطرى الساحرة تقع على مفترق طُرق (ترجمة خاصة)

دعت لدعم الأرخبيل وسكانه.. جمعية عالمية: سقطرى الساحرة تقع على مفترق طُرق (ترجمة خاصة)
سقطرى بوست -  ترجمة خاصة: الاربعاء, 13 نوفمبر, 2019 - 11:04 مساءً

 

قالت جمعية الطيور العالمية إن أرخبيل سقطرى الساحرة تقع على مفترق طُرق بين الصراع والحفاظ على أنظمة الجزيرة المدهشة التي تعتبر جوهرة في تاج التنوع الحيوي.

 

وقالت الجمعية في تقرير نشرته على الانترنت-ترجمه "سقطرى بوست"- إن أرخبيل سقطرى الجوهرة في تاج التنوع الحيوي في الجزيرة العربية مهدد بالصراعات.

 

ويَتهم سكان الجزيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بمحاولة السيطرة على الجزيرة و"استعمارها" عبر إنشاء صراعات داخلية ضد السلطة المحلية.

 

وطالبت الجمعية الدولية (الشهيرة التي تأسست عام1922) المنظمات العالمية والوطنية بدعم السلطات المحلية للحفاظ على هذا التنوع المهم في الجزيرة.

 

وقالت الجمعية: يُعتبر أرخبيل سقطرى الفريد موقعًا مهمًا للطيور والتنوع البيولوجي وموقع اليونسكو للتراث العالمي وهو ذا أهمية عالمية لحياته البرية المستوطنة وثقافاته القديمة الغنية، ولكن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء قبل أن تغير ضغوط العصر الحديث هذه الجزر القديمة إلى الأبد .

 

وتشير الجمعية إن أي شخص زار أرخبيل سقطرى سوف يصفه بأنه لا وجود لمكان آخر على الأرض يشبهه بمناظرها الطبيعية المثيرة وأشجارها الغريبة التي تأسر الأذهان وكأنها أرض العجائب الغريبة.

 

وقد سمح الفصل الجيولوجي بين الجزيرة والسواحل اليمنية الطويل للحياة البرية للجزر بالتطور بطرق فريدة، وأكثر من ثلث الحياة النباتية في العالم موجودة في الجزيرة، بما في ذلك شجرة الدم ذات شكل التنين، والتي استخدمت عصارتها القرمزية على مدى قرون فالأدوية والأصباغ، وحتى أحمر الشفاه.

 

يقول ريتشارد بورتر، مستشار الجمعية في شأن سقطرى والذي قام برحلات بحثية متعددة في علم الطيور بالأرخبيل: "تعد النظم الإيكولوجية الفريدة في سقطرى واحدة من الجواهر الموجودة في تاج التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية".

 

حتى وقت قريب، ظلت هذه النباتات والحيوانات الفريدة محفوظة بشكل جيد نسبياً بفضل عزلتها الطويلة والعلاقة التقليدية القوية بين السكان المحليين وبيئتهم. يشرح الدكتور كاي فان دام، الرئيس الفخري لجمعية أصدقاء سقطرى بالقول: "ليس التنوع البيولوجي العالي في سقطرى فريدًا في حد ذاته فحسب، حيث يعج بالحياة بأشد مظاهره تجسيدًا، ولكنه فريد أيضًا في حقيقة أنه لم يفقد أيًا من الطيور أو الزواحف أو أنواع الرخويات الأرضية خلال القرن الماضي حتى الآن". إذ عادةً ما تعاني الجزر من أكثر الانقراض.

 

على سبيل المثال، على عكس التعداد السكاني العالمي الذي يهدد الجزر حافظ سكان سقطرى على 800 زوج من النسور بل وازدهرت في الجزيرة فبالنظر إلى العلاقة المتناغمة بين الناس والطيور إذ ترى السكان يمارسون التقنيات الزراعية التقليدية ويوفرون إمدادات ثابتة من الغذاء للنسور من خلال رمي الجثث. على هذا النحو، تعتبر سقطرى رمزا للأمل للحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض، ويمكن رؤية النسور في جميع أنحاء الجزيرة تتكاثر على المنحدرات والحجر الجيري، كما تتجول بين القرويين داخل السوق بحثا عن الطعام.

 

ومع ذلك، فإن الملاذ الآمن الذي وفرته سقطرى للحياة البرية لآلاف السنين أصبح الآن تحت التهديد. أثار محافظو البيئة مؤخراً مخاوف من وجود سلسلة من الضغوط الجديدة التي تهدد "القيمة العالمية البارزة" للأرخبيل. وتشمل التطورات غير الخاضعة للرقابة، وزيادة استخدام المبيدات الحشرية، والاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية وعدم كفاية لوائح الأمن الحيوي التي تهدد بإدخال الأنواع الغريبة للجزيرة التي تجتاح الجزيرة.

 

وتابعت الجمعية: كما أن هناك مخاوف من أن تؤدي هذه التهديدات إلى تعطيل النظم الإيكولوجية الفريدة في سقطرى.

 

وكانت جمعية الطيور العالمية ضمن جهود كبيرة لوضع جزيرة سقطرى ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو من أجل الحفاظ عليها.

 

وقالت الجمعية "إضافة إلى ذلك، فقد تدهورت سقطرى بسبب الأضرار الناجمة عن الأعاصير وتعاني من الحرب الأهلية المستمرة في اليمن. هناك مخاوف من أنه مع تطور سقطرى، قد يتم فقدان تراثها البيئي والثقافي.

 

وقال فرانك جاردنر، مراسل الأمن في شبكة بي بي سي عن الصعوبات في دعم مجتمع سقطرى وبيئته: "التحدي الآن هو كيفية تحسين الظروف المعيشية لسكانها الفقراء والمعرضين للكوارث إلى حد كبير دون تدمير التوازن البيئي الدقيق للجزيرة."

 

وتُتهم الإمارات من قِبل سكان الجزيرة بمحاولة تدمير التوازن البيئي في الجزيرة ببناء مبانٍ طويلة في مناطق سياحية ومحميات طبيعية يحظر البناء عليها، كما قامت ببناء سور كبير على الشريط الساحلي.

 

وقالت جمعية الطيور العالمية في ضوء هذه التهديدات الناشئة، يجب على المنظمات الوطنية والدولية أن تتحد لمساعدة صانعي القرار في مجتمع سقطرى والسقطريين في جعل حفظ التنوع في الجزيرة أولوية قصوى.

 

 يقول بورتر: "تعد الدراسات الاستقصائية الشاملة التي دعمتها الجمعية لتحديد تجمعات الطيور والمناطق المهمة للطيور والتنوع البيولوجي في الأرخبيل الآن ذات أهمية حيوية لإعلام صناع القرار وأولئك الذين يراجعون حالة موقع التراث العالمي. إنه لأمر رائع أيضًا أن يأخذ أصدقاء سقطرى زمام المبادرة في رفع مستوى الوعي بشأن الحفاظ على الحياة البرية".

 

واختتمت الجمعية بالقول: بالنظر إلى الأهمية الإيكولوجية لهذا الأرخبيل والعديد من الضغوط التي تهدد ليس فقط وضع الأرخبيل في اليونسكو للتراث العالمي ولكن أيضًا تهدد شعب الجزيرة، من المهم أن تصبح حماية سقطرى في طليعة صنع القرار".

المصدر

 


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات