سقطرى بوست – حوار خاص – معاذ الشرعبي
أربعة أعوام مرت على الحرب في اليمن، وها هو العام الخامس يمضي بالحرب إلى الاستمرار والبقاء بلا أفق وبلا سلام، وكل المؤشرات تؤكد أن وراء هذا البقاء سياسات ومشاريع إقليمية ودولية.
جبهات تفتح كل يوم، دون حسم. ما يجعل الحرب مسدودة النهايات. فلا الرئيس هادي عاد إلى البلاد كرئيس شرعي، ولا الدولة عادت إلى حضن الشرعية، ولا الشرعية ظلت شرعية، ولا التحالف العربي، ظل تحالفا مساندا بل تحول إلى جزء من المشكلة، وصار له أهداف خاصة، وما بين الرياض وأبو ظبي تاهت المسارات وتاهت معها اليمن.
سياسات احتلال وسيطرة، ففي حين ظلت وتستمر مناطق الشمال بيد مليشيات الحوثي، تستمر المناطق المحررة خارج سيطرة الشرعية، وتحاول كل من أبو ظبي والرياض التوسع في بعض المناطق، تحت مظلة الاستحواذ وفرض السيطرة على بعض المناطق الحيوية والمهمة والجزر والموانئ والمطارات وغيره. من عدن إلى الغيضة إلى جزيرة سقطرى تحاول دول التحالف أن تبسط نفوذها، وسط صمود ومقاومة شعبية تتطور في مواجهة ومقاومة هذا التوسع غير المشروع.
في هذا الحوار الذي اجراه موقع "سقطرى بوست" مع السياسي والمفكر اليمني عبدالباري طاهر، نقيب الصحفيين الأسبق، سنتطرق إلى بقاء الحرب مفتوحة في اليمن، وبلا أفق، والأسباب التي شاركت في بقاء الحرب، وأيضا العوامل التي يلعب عليها التحالف ودول التحالف. بالإضافة إلى جزيرة سقطرى وما تتعرض له من محاولات سيطرة فاشلة. يطرح طاهر رأيه وقرأته في هذا السياق وفي سياق الرد على أسئلة سقطرى بوست.
نص الحوار
*بقاء الحرب في اليمن مفتوحة وبلا أفق واهمية السلام الآن؟ ماذا يقوله الأستاذ عبدالباري طاهر لنا؟
**بقاء الحرب مفتوحه كأبواب الجحيم حصاده الكارثي تدمير الكيان اليمني : قتل الإنسان وتدمير الكيان وتمزيق المجتمع وإعادة اليمن _ كل اليمن _ الى مكوناتها الاولى كل عام كل شهر كل لحظة تتمزق اواصر الإخوة و القربي يتمزق نسيج المجتمع ونتحول الى مليشيات وعصابات وأدوات حرب ضد بعضنا وضد شعبنا وأمتنا العربية وجوارنا.
الحرب بلا غاية و لا أفق هي ما يجعلها اسوء كارثه على وجه الارض في القرن الواحد و العشرين يعيشها اليمن ويراها العالم حسب التقارير الدولية ورؤية المجتمع الدولي وذلكم ما يجعل مطلب السلام الان هو الأكثر إنسانية وواقعية وتعبيرا عن يقظة ضمير واحساس بالكارثة الدامية التي شردت الملايين وقتلت الآلاف وأصابت الملايين بالمجاعة القاتلة والأوبئة الفتاكة.
*إطالة الحرب وبقاءها ما هي الاثار المترتبة والنتائج ومن يدفع ثمنها؟
**استمرار الحرب و اطالة أمدها سوف يضاعف المأساة و يعمق الكارثة . ويجعل اليمن الارض اليباب ويجعل عودة الأمن و السلام عسيرا إن لم يكن مستحيلا بقاء الحرب المستدامة يفكك المجتمع والكيان اليمني ويجعل اقتصاد الحرب مصدر العيش شبه الوحيد ويحول اليمنيين الى " مرتزقة حرب" وقد يصل إلى حرب الكل ضد الكل .
اليمن الان فريسة مليشيات الحرب وهي ادوات للصراع والمخططات الإقليمية والدولية غابت قضايا الثورة والجمهورية والدسترة التي ناضل من أجلها اليمنيون منذ منتصف القرن الماضي وغابت قضايا : الحرية والديمقراطية والوحدة والعدل وأصبح المطلب الوحيد " ايقاف الحرب".
*الشارع اليمني اين هو موقفه برأيك؟ هل تعتقد أنه مع بقاء الحرب أم مع خيار ايقافها؟
**الشارع اليمني والمدنية والقرية والمجتمع المدني والاهلي وقبل ذلك وبعده الإنسان اليمني يدعو الى وقف الحرب. ولكن تجار الحروب ومرتزقتها والقوى الإقليمية والدولية هم الحريصون على استمرارها. أما الإنسان اليمني فقد مسته نيران الحرب، اماتته وصادرت اهم مقومات الحياة فرضت الحصار الداخلي والخارجي على اليمن ولم يعد اليمن الان يفكر الا في كيفية الخلاص من حرب لا ناقة له فيها ولا معزة.
*لماذا هذه الرغبة تحديدا في إيقاف الحرب هل لأن الشعب والشارع اليمني ليس طرفا في هذه الحرب؟
**رغبة اليمنيين كل اليمنيين أو غالبيتهم العظمى في إيقاف الحرب فلانها " بلا قضية " ودعاوى كل اطرافها ومشعليها زائفة وليس من ورائها غير قتل الإنسان تدمير الكيان اليمني. هذا ما تشهده اليمن اليوم كانت البداية انقلابا على شروع الدستور ومخرجات الحوار ومبادرة التعاون الخليجي. ولكن مالها الاثم والمدمر اضحى تمزيق اليمن وتحويله إلى كيان خراب تتقاتل فيه المليشيات مدعومة بالسند الاقليمي والدولي. وتلاشى كلية وعد الدستره ومخرجات الحوار وعودة الشرعية.
*سقطرى اليمنية برأيك لماذا الأنظار عليها هكذا يبدو كبيرا .. اليوم يجري الحديث عن عودة لتشكيل قوات عسكرية بمساعي إقليمية وتحديدا إماراتية؟ كيف ترى انت الأمر؟
**محافظة سقطرى تاج جزر المحيط الهندي كلها. تضم ثلث غرائب العالم التركيبة المجتمعية فيها قل نظيرها فيها مئات الاف من الأشجار النادرة والكثير من الطيور ايضا تتوسط بين العرب والقرن الافريقي وبين المحيط والعربي والبحر الاحمر انها طريق الحرير القادم بامتياز المطامع والصراع من حولها قوي و قادم ما تقوم به أمريكا هو اعاقة قطار طريق الحرير وما يجري في اليمن أجل للصراع الحالي والقادم ايضا من حول الموانئ والشواطئ و الجزر.
*اين يكمن الخلل تحديدا برأيك؟
**الخلل اولا وأخيرا في غياب الدولة. وانصراف اليمنيين الى حرب بالوكالة تدمر بلدهم وتقتل أبنائهم وترميهم الى المجهول بدون إدراك ووعي بما يجري وطبيعة التحولات الكبرى القادمة من حولهم.
*هل تعتقد سيظل الصراع على سقطرى وكيف؟ ولماذا القوى الإقليمية وتحديدا الامارات تركض وراء السيطرة والاستحواذ؟
**سيظل الصراع من حول سقطرى محتدما فهي من أهم جزر المحيط كله. وهي الان محط أنظار القوى الدولية الكبرى إن لم نقل اهم جزيرة في المحيط والمحزن غياب القوة والإرادة اليمنية التي تحمي سيادة الجزيرة بل و اليمن كلها.
وهناك مؤشرات وجود ثروة نفطية هائلة يسيل لها لعاب الدول والشركات الكبرى ولديها امتداد شاسع في البر والبحر فهي ارخبيل يتاخم القرن الأفريقي " الصومال" ويحادد عمان وتاريخها عميق الارتباط باليمن و لكن المخاوف عليها كبيرة في ظل الحرب اللعينة التي لا غاية لها غير تفكيك اليمن و نهب جزره و موانئه وشواطئه وثرواته.
التعليقات