سقطرى بوست
حاوره: المحرر السياسي
مثلت مسيرة سقطرى الشعبية أمس نقطة تحول كبيرة على صعيد مواجهة الاحتلال الذي تسعى إليه الإمارات عبر وكلاء ومليشيات مسلحة موالية لها.
ففي حين تحاول الإمارات العودة إلى جزيرة سقطرى من زوايا عديدة؛ تواجه هذه العودة بمقاومة عسكرية وشعبية ملفتة. الحضور الجماهيري الكبير الملفت الذي خرج بالامس كان رسالة قوية وواضحة على مستوى اليمن والمنطقة.. حيث أرسل العديد من الرسائل للقوات التي تحاول السيطرة على المناطق الحيوية والموانئ.
سياسيون وناشطون ومحللون قرأوا ما حدث من تحرك جماهيري وشعبي في سقطرى من زوايا سياسية وعسكرية بحتة وهم لديهم القدرة اليوم على قراءة هذا المتغير والواقع بمنطق وعلى ضوء حقائق ومؤشرات.
في هذا الحوار مع الناشط والمحلل السياسي والرجل الحقوقي توفيق الحميدي يقرأ موقع "سقطرى بوست" معه المتغير الذي حدث في سقطرى وابعاده.
نص الحوار
*ما رايك بالذي يحدث في سقطرى اليمنية؟ لماذا عادت هواجس الإمارات نحو السيطرة واللعب على ورقة الاحتلال في سقطرى؟
**الذي يحدث في سقطرى إنقلاب واضح من السعودية والإمارات على أهداف التحالف بالتدخل في اليمن، وينقل هذه التصرفات من إطار المشروعية إلى إطار الاحتلال، والتدخل في شؤون اليمن الداخلية، كشفت الأيام أن التحالف لم يتدخل في اليمن لأجل استعادة الشرعية وكسر الانقلاب الحوثي، بل لتحقيق أهداف قديمة ذات أطماع اقتصادية وجيوسياسية، ساهم الانقلاب الحوثي بل قل الاتفاق الحوثي مع السعودية والإمارات على السرعة في تحقيقه على الأرض، خاصة بعد خسارة الإمارات لمواقع اقتصادية مهمة في الصومال وجيبوتي، كما أن تبادل الأدوار بين السعودية الأمارات يؤكد على وجود اتفاق غير معلن على تقسيم تركة الدولة اليمنية المريضة، فسقطرى بالنسبة الإمارات التي تلعب دور وظيفي خط دفاع أولى لمصالحها ومصالح الدول التي تدعمها في دورها الوظيفي الذي ظهر جليا بعد الربيع العربي، لسلوك الإمارات في سقطرى يأتي في سياق السلوك العام في المناطق الجنوبية، الذي يسعي إلى تقويض سلطة الدولة؛ ونشر الفوضى من خلال المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، ومنع عودة عدن بالذات إلى القها الاقتصادي خاصة بعدالغاء اتفاقية تشغيلها مع دبي المواني، وبالتالي حاولت نقل هذه الفوضى إلى سقطرى من خلال ملشنتها، ومحاولة تزوير التاريخ؛ وتحويلها إلى محمية اماراتية سواء اقتصاديا أو عسكريا.
*كيف تقيم مسيرة أبناء سقطرى الحاشدة التي خرجت رافضة للتحرك الجديد؟
**مسيرة أبناء سقطرى امس رسالة الحر اليمني الطبيعية، رسالة التاريخ الضارب في الاعماق مقابل الدول الطارئة، وانا اسمي الحراك السقطري؛ بالظاهرة السقطرية، القائمة على الإرادة والاستقلالية والعزة ، وهي تجربة قابلة لتكرار كما رأيناها في المهرة وعدن وشبوة، لمعادلة الحرية مقابل المال والإرادة مقابل القوة ستكرر وستكون الغلبة بالنهاية للشعوب، على المستوى السياسي تبقي الحسابات السياسية الإقليمية والعالمية لصالح سقطرى واليمن.
*أداء السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ ومن يعملون معه في مقاومة الاحتلال واعلانهم رفضه؟
**المحافظ رمزي محروس قدم نموذج جديد المسؤول الحر والغيور على وطنه، نموذج الحر، وهو نموذج مشرف، المسؤول الذي يندمج بشبعه ويعيش همومهم، حيث التفت سقطرى خلف ابنها الذي تعرف اخلاقه وصدقه ووطنيته، حيث أن تقدم المحافظ امس الحشود يدين حكومة الفنادق التي تسعى لتغيير الأوضاع عن بعد، دون انزتدوس اقدامهم التراب اليمني أو يعيشوا هموم شعبهم، المحافظ يقدم معادلة جديدة في مسيرة الصراع والاستقلال اليمن، الاندماج بالشعب والعيش على أرض الوطن طريق الانتصار، وهو ما يخشاه الحوثي ودول التحالف ولا تعيه الحكومة الشرعية.
*ماذا تقول عن من تسميهم سقطرى بمليشيات الامارات هل سيصمدون أمام المقاومة الملفتة والشرسة؟
**تعطينا أمريكا درسا لا يستوعبة إلا الأحرار ، عندما قررت أمريكا الرحيل من فيتنام، ذهب العملاء الفيتنام خلفهم لعلهم يجدون مكان على ظهر السفينة التي تقلهم ، لكن آخر جندي أمريكي رمي بالسلام ليسقط العملاء لان وظيفتهم انتهت، الوطن هو الثابت الباقي وغيرة إلى زوال، وأول الزائلين هو المستعمر والطامع في تراب الوطن، عندما يفتقد أعوان الإمارات الثقة من الشعب لن يجدوا مكان يحتويهم ولو ملكوا ذهب الدنيا، من يبيع تراب وطنه ويغازل الطامع على حساب شعبه سيخسر كل شيئ حتى اقرب الناس إليه.
*كان هناك تحرك عسكري لمليشيات الحزام الأمني قبل أسبوع تقريبا وفشلوا في السيطرة على الميناء كيف نعتبر هذا الفشل وهل ما حدث من طرد لتلك المليشيات نصر ورسالة واضحة لمن يفكرون بعودة السيطرة؟
**الإمارات تعيش انتفاشه غير حقيقة، وتعتمد على حسابات عسكرية ومالية غير واقعية، دون تقدير حقيقي للواقع، وأول هذا الواقع القيم والمعاني التي مازال يحتفظ بها اليمني، الإمارات واحزمتها تخسر على كل الجبهات، تخسر في عدن بعد فضيحة السجون السرية، وأصبحت قضية عالية وقيادات اماراتية ضمن قوائم الاتهام؛ تخسر في شبوة وسقطرى عسكريا، حسابات الربح والخسارة مختلفة اليوم، التحرك الشعبي اليوم في المهرة وسقطرى وعدن تغيير حقيقي في ميزان الصراع على السيادة، والسيادة تنصر شعبيا بالنهاية، كان مريم قائدة الطائرة الإماراتية بطل لدي اليمنين في بداية الحرب، مالذي تغيير لتصبح الإمارات خصم اساسي تفتقد حاضنتها الشعبية؛ وحتى العسكرية، أصبحت الوجود الاماراتي عاري بلا ستر اغاثيا وشعبيا وعسكريا وبدت منبوذه بعد انكشاف وجهها في السجون والاغتيالات، ونصيحتي الإمارات أن يقفوا امام شموخ سقطرى التي اصبحت بوصلة كل يمني ومفخرته.
*هناك مقاومة شعبية اعتقد جماهيرية عن سقطرى تمتد من أراضي سقطرى إلى المهرة الى عدن إلى تعز الى كل محافظة ترفض الاحتلال الارض والانسان ماذا تقول عن هذه النقطة؟
**سقطرى ظاهرة ملهمة، وشكلت انتفاضتها الأولى مع رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن غر نقطة تحول حقيقي اخضعت الإمارات وكشفت تواطؤ السعودية مع الأمارات على تقسيم النفوذ وتبادل الأدوار، واليوم سقطرى هي عنوان جديد لمرحلة جديدة، خطت لليمنين طريق اخر وقدمت صورة مشرقه، دفعت اليمنيين سياسيا إلى تأطير هذه التجرية في كيان شعبي سياسي لدعمها والعمل معها الهيئة الوطنية لحماية السيادة ودمر الانقلاب (سيادة)، اعلنت عن نفسه تعز، وهي مرحلة سيكون لها ما بعدها كما نشاهد حاليا في المهرة وعدن. كما بدأت كيانات أخرى تستلهم التجربة السقطرية الملهمه.
*على الرغم مما ذكرناه سابقا فلماذا الإمارات لم تفهم هذه الرسائل؟ على ماذا تراهن بعد كل هذا الفشل؟
**الإمارات لا تريد أن تعلن الهزيمة، حيث هي تقوم بدور وظيفي لصالح دول كبرى، وأي هزيمة لها سيكون على حساب دورها الإقليمي وموقعها الاقتصادي، ولذا الإمارات اليوم تحاصر من قبل حرب المواني التي بدأت تتحرك في باكستان وإيران وجيبوتي وعمان والنقطة الاضعف للمقاومة اليمن، ولذا لا تريد أن تفهم، هناك مقامره من النهاية، كل مرة يظهروا بعنوان سواء الانفصال أو السيطرة على المواني أو المليشيات المسلحة، كما أنها تعتمد على نكرات متسلقة منعزلين عن الواقع وغير قادرين على الاعتراف بالحقيقة حتى لا يخسروا امتيازاتهم.
*رسالتك الأخيرة؟
**رسالتي للشرعية اتمنى أن لا تكافئ الشرعية سقطرى كما كٌوفأت حجور وأن تضع سقطرى واهلها في عيينها وقلبها، وثانيا العودة السريعه للوطن فالشعب الذي وفي سقطرى كبير وقادر على ابطال كل المؤامرات
الإمارات الشراكة تختلف عن الالحاق، اليمن أكبر من يلحق، والمال لا يمكن ان يمنحك إرادة الشعوب.
التعليقات