كشفت الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية إجراءات السلامة التي اتخذتها للحيلولة دون عودة تفشي فيروس كورونا مع رجوع خدمة القطارات ابتداء من 11 مايو/أيار، وهو موعد رفع الحجر الصحي المفروض في فرنسا منذ 16 مارس/ آذار الماضي. فإضافة إلى ارتداء المسافرين للكمامات الواقية بشكل إجباري، تعتزم الشركة فرض رقابة صارمة على مخالفي الشروط الصحية التي أعلنتها الحكومة.
كباقي الشركات الفرنسية الكبرى، تستعد شركة السكك الحديدية لمعاودة نشاطها في مجال نقل المسافرين بحذر ومع مراعاة الشروط التي أوصت بها اللجنة الصحية التي تقدم النصيحة للسلطات الفرنسية في هذا المجال.
وكانت هذه الشركة التي تنقل ملايين من المسافرين الفرنسيين سنويا قد أوقفت نشاطها منذ 27 مارس/آذار الماضي بسبب تفشي وباء كورونا، حسب ستيفان رابيباش، المدير العام لشركة "ويغو" المتخصصة في نقل المسافرين بأسعار زهيدة.
وفي رسالة بعثها الأربعاء عبر البريد الإلكتروني لكبار المسافرين، كتب هذا المسؤول "عودة شركة "ويغو" لنقل المسافرين إلى الخدمة ستتم بشكل تدريجي خلال شهر مايو/أيار الجاري. هدفنا هو تمكين جميع الناس من التنقل والسفر بسهولة مع مراعاة الشروط الصحية المفروضة من قبل السلطات".
ارتداء الكمامة الواقية إجباري داخل القطارات
وتابع "سنعاود العمل تدريجيا وسنضاعف من عدد القطارات خلال شهر يونيو/حزيران المقبل، فيما نتمنى أن نستجيب لطلبات جميع المسافرين في شهر يوليو/تموز القادم وثم نعود إلى الوضعية العادية التي كنا فيها قبل تفشي وباء كوفيد 19
ومن بين الشروط الصحية التي يتوجب على كل مسافر مراعاتها، ارتداء الكمامة الواقية بشكل إجباري، حسب هذا المسؤول الذي أضاف أنه "في حال رفض أي شخص الاستجابة لهذا الشرط، فلن يسمح له بالسفر".
ويضيف المدير العام لشركة "ويغو" "بإمكان أي مسافر غسل يديه بالماء داخل القطار في أي وقت أو تطهيرها بسائل معقم" منوها أن "القطارات وكل أجهزتها، كالمقاعد والنوافذ والطاولات إلخ، سيتم تنظيفها قبل وأثناء وبعد كل رحلة".
شركة السكك الحديدية أمام تحد صحي كبير
وفي مقابلة مع جريدة لوبارزيان، رأى كريستوف فانيشيه، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسكك الحديدية أن "نقل ملايين المسافرين في الأيام القليلة المقبلة يضع شركته أمام تحد صحي كبير". لكنه يعول كثيرا على "انضباط الفرنسيين وقدرتهم على احترام الشروط الصحية المفروضة والتحلي بروح المسؤولية" كما يقول.
ولتسهيل العلاقات بين المسافرين وموظفي الشركة، دونت إدارة هذه الشركة وثيقة سيتم توزيعها في جميع محطات القطار تتضمن "الالتزامات التي تتعهد الشركة باحترامها لضمان سلامة المسافرين مقابل تصرفات مسؤولة من قبل مستخدمي القطارات".
كما يتوقع أيضا أن تنشر الشركة الوطنية للسكك الحديدية الجمعة المقبل مواعيد القطارات ونسبة الحجوزات المسموحة في كل قطار وفق كل وجهة والتي ستتراوح حسب كريستوف فانيشيه "ما بين 50 و60 بالمئة من المقاعد".
تغريم المسافرين الذين لا يرتدون كمامات واقية
وأضاف في هذا الخصوص "عندما تصل نسبة الحجز في أي قطار 50 بالمئة، فعملية حجز التذاكر ستتوقف بشكل أتوماتيكي لأن الهدف قبل كل شيء هو احترام مبدأ "التباعد الاجتماعي" المفروض من قبل السلطات الصحية بين المسافرين، منعا لانتقال أو تفشي فيروس كورونا
وأضاف الرئيس المدير العام للشركة الفرنسية للسكك الحديدية أنه سيتم بيع السائل المعقم لتطهير الأيادي في 165 محطة فرنسية، فضلا عن نشر حوالى 2000 موظف إضافي للسهر على راحة المسافرين ومراقبة مدى احترامهم أم لا للشروط الصحية.
وواصل أن عددا من عناصر الأمن سيتم أيضا نشرهم في المحطات لتأمين التنقلات من جهة وتغريم كل مسافر لا يرتدي كمامة واقية من جهة أخرى.
احترام مبدأ "التباعد الاجتماعي" داخل القطارات
أما فيما يتعلق برخص التنقل التي يتوجب على كل مسافر تقديمها، فلم يجيب الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسكك الحديدية عما إذا كانت الشرطة هي التي ستتكلف بالتثبت منها أم لا، مكتفيا بالقول "بأن هذه النقطة سيتم البت فيها الجمعة المقبل".
وحول الصيغة المثلى لاحترام مبدأ "التباعد الاجتماعي" في المحطات وداخل القطارات، أضاف نفس المسؤول أن ذلك سيتم بطريقتين متكاملتين.
الأولى بواسطة كاميرات المراقبة التي سترصد حركات المسافرين ونسبة تدفقهم في المحطات. والثانية عبر نشر ملاحظين على أرصفة القطارات لتقييم عدد المسافرين وتقاسم المعلومة مع مسؤولين في المحطات الأخرى ليتسنى لهم تنظيم عملية التنقل بشكل أفضل.
ولا تستثني شركة القطارات رسم رموز على الأرض لتسهيل حركة المسافرين داخل المحطات وبالتالي احترام مبدأ "التباعد الاجتماعي" كما هو الحال حاليا في بعض مراكز التسوق والمحلات.
عدم رفع سعر التذاكر
وإلى ذلك، أكد كريستوف فانيشيه أن شركة القطارات لن تسوق الكمامات الواقية في المحطات بل على المسافرين اقتناءها أو شراءها في الأماكن المخصصة لذلك، موكدا "تغريم كل شخص لا يرتديها".
وبشأن بعض المخاوف التي عبر عنها مسافرون مثل رفع سعر التذاكر، فطمأن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للسكك الحديدية "أن أسعار التذاكر لن ترتفع وستكون معقولة ومشابهة لتلك التي كان يدفعها المسافرون قبل الحجر الصحي ". فيما استثنى تدارك الشركة الخسائر المالية التي تكبدتها بسبب الحجر الصحي المفروض، برفع الأسعار.
التعليقات