سجلت أسعار الخضروات في اليمن ارتفاعاً حاداً خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل تزايد الطلب عليها ونقص المعروض في الأسواق، وسط تباين في التسعير بين مختلف المحافظات، إلا أن عدن جنوب البلاد التي تتخذ منها الحكومة عاصمة مؤقتة جاءت الأكثر غلاءً.
وترصد "العربي الجديد"، زيادة سعرية تقدر بنحو 45% لجميع أصناف الخضروات في أسواق صنعاء وبنسبة 70% في أسواق مدينة إب وسط البلاد، و90% في أسواق محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن خاصة في مدينة سيئون، بينما تقفز النسبة في عدن إلى 130%.
وارتفع سعر البطاطس في صنعاء إلى 600 ريال للكيلوغرام، بينما وصل في عدن إلى نحو 1200 ريال. ويبلغ سعر صرف الدولار في صنعاء 560 ريالا بينما يصل إلى 905 ريالات في عدن.
يقول صادق الهندي، المتعهد التجاري في سوق علي محسن الشهير جنوب غربي صنعاء، في حديث مع "العربي الجديد"، إن هناك العديد من العوامل التي تتسبب في اضطراب الأسعار وتغيرها بشكل سريع، منها ارتفاع الطلب ونقص المعروض في ظل عدم ثبات مستوى الإنتاج نتيجة لأزمات الوقود وارتفاع تكاليف النقل.
وأضاف صادق أن هناك عوامل أخرى تتعلق بتأثير تغير الطقس وبحث المزارعين عن بدائل ذات جدوى لتحقيق الاستدامة الإنتاجية والمالية من خلال العمل على زراعة بعض المحاصيل ذات الربحية والعائد المادي المناسب.
ويعتمد أغلب مزارعي الخضراوات والفواكه والحبوب في اليمن على المياه الجوفية، حيث تقدر نسبة المساحة المزروعة التي تعتمد على مياه الآبار بحوالي 36%. وتسبب توقف الكثير من المضخات في تلف المحاصيل، وبذلك فإن التأثير على المستهلكين والمزارعين سيستمر إلى أمد أطول وفق مسؤولين في القطاع.
ويتحدث أحمد عبدالخالق، بائع خضروات في سوق كريتر المركزي وسط مدينة عدن، عن تأثير ارتفاع الأسعار على توجهات المستهلكين وجعل الكثير منهم يقننون الشراء بحسب الاحتياج اليومي، كالشراء بالحبة للطماطم أو البصل وليس بالكيلوغرام، أو شراء بمبلغ مالي محدد.
يشكو المواطن أبوبكر الكلدي من سكان مدينة زنجبار في أبين في حديث لـ"العربي الجديد"، من ارتفاع أسعار الخضروات في المحافظة الواقعة جنوب البلاد، رغم كونها من أهم المحافظات الزراعية في اليمن.
وبحسب الخبير الزراعي بسام قاسم، في تصريح لـ"العربي الجديد" فإن أزمات عديدة من بينها أزمة الديزل واضطراب موسم الأمطار نتيجة للتغيرات المناخية أثرت كثيراً على الإنتاج الزراعي، حيث تضرر أكثر من مليون مزارع، فضلا عن الأضرار المتراكمة بسبب الحرب في البلد، فضلا عن التأثيرات المرتبطة بالأسواق العالمية.
ولم تتوقف تأثيرات الحرب الروسية في أوكرانيا منذ نهاية فبراير/ شباط الماضي، عند حدود تراجع الإمدادات من القمح والحبوب من أهم الدول المنتجة والمصدرة لها، بل يطاول التأثير عديد السلع والمواد والمستلزمات الزراعية والأسمدة، ما يلحق تأثيرات واسعة في قطاع الزراعة الذي يعد من أكبر القطاعات التشغيلية والاقتصادية في اليمن.
ويعاني اليمن من تضخم فاتورة استيراد المدخلات الزراعية التي تقدر بأكثر من 3 مليارات دولار، ومنها المبيدات التي تثير بالأساس جدلاً واسعاً مع ارتفاع حدة الانتقادات الداعية للحد من استخدامها والتركيز على الأصناف والأسمدة العضوية المناسبة للاستخدام الزراعي.
العربي الجديد
التعليقات