[ فيروز ]
"وطبعاً أبداً ما مننسى، أمنا الحنونة فرنسا". اشتهرت هذه العبارة في التسعينيات، حين أطلقها برنامج كوميدي لبناني بمناسبة كأس العالم الذي استضافته فرنسا.
لفرنسا في لبنان اسم مستعار هو "الأم الحنون"، يقال من باب السخرية حيناً، ومن باب الإشادة حيناً آخر، تبعاً لخلفيات القائل. فالعلاقة مع فرنسا إشكالية ومتشعّبة، ولم تحظَ يوماً بإجماع اللبنانيين.
في هذا السياق، لم تكن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاجلة إلى بيروت بعد انفجار المرفأ، غريبة، بل "خطوة طبيعية" نظراً لتعاطي فرنسا مع لبنان كأنه "حصتها" في الإقليم.
ويزيد اهتمام فرنسا بلبنان تبعاً لأجندة الرئيس، لكنّ الثابت أنّ الاهتمام كبير.
وليس غريباً أن يبادر آلاف اللبنانيين لتوقيع عريضة تطالب "بعودة الانتداب" الفرنسي، فهناك جزء من الشعب اللبناني يشعر بارتباط ثقافي وهوياتي مع فرنسا، ويعدّ ذلك من أوجه الخلاف التي أخذت مناحٍ دامية بين اللبنانيين.
فمن الانقسامات التي مهّدت للحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، الخلاف على هوية لبنان، إذ كان اليمين اللبناني ينادي بفينيقيّته، فيما كان اليسار والتيارات القومية العروبية تنادي بعروبته. أحد أوجه تلك الهويّة الفينيقية التماهي مع الثقافة الفرنسيّة، والاعتداد بها، مما كان يستفز الطرف الآخر ذي الولاءات العربية
والجدير ذكره أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذّر من "حرب أهلية" في لبنان "إذا تخلينا عنه"، وذلك قبيل عودته إلى بيروت الأسبوع المقبل في زيارته الثانية بعد انفجار بيروت في الرابع من الشهر الجاري.
وقالت الرئاسة الفرنسية أمس، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إن ماكرون سيستهل زيارته بلقاء الفنانة فيروز وعدد من السياسيين.
التعليقات