[ السودان: هل يمضي على خطى الإمارات في التطبيع مع إسرائيل؟ ]
أصدر وزير الخارجية السودان المكلف، عمر قمر الدين إسماعيل، الأربعاء 19 من أغسطس/آب، قرارا بإعفاء السفير حيدر بدوي صادق، من منصبه كناطق رسمي لوزارة الخارجية ومديرا لإدارة الإعلام، على خلفية تصريحات للأخير قال فيها إن بلاده تتطلع لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
ونقلت وزارة الثقافة والإعلام السودانية عن وزير الخارجية السوداني قوله: "تلقت وزارة الخارجية بدهشة تصريحات السفير حيدر بدوي صادق الناطق باسم الوزارة عن سعي السودان لإقامة علاقات مع إسرائيل، وأوجدت هذه التصريحات وضعا ملتبسا يحتاج لتوضيح".
وأضافت: "تؤكد وزارة خارجية جمهورية السودان أن أمر العلاقات مع إسرائيل لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية بأي شكل كان، ولم يتم تكليف السفير حيدر بدوي للإدلاء بأي تصريحات بهذا الشأن".
في المقابل، أكد بدوي خبر إقالته قائلا: "تلقيت إخطارا بإعفائي من منصبي دون توضيح الأسباب".
وأكد بدوي لوسائل إعلام سودانية محلية صحة رسالة منسوبة إليه، قال فيها: "أقول للرئيسين (مجلس السيادة، عبد الفتاح) البرهان و(رئيس الوزراء عبد الله) حمدوك: احترموا شعبكم واكشفوا له ما يدور في الخفاء بشأن العلاقة مع إسرائيل".
وعلى الجانب الإسرائيلي، رحب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتصريحات الناطق باسم الخارجية السودانية المقال، قائلا إنها تعكس "القرار الشجاع الذي اتخذه رئيس مجلس السيادة السوداني (الفريق أول عبد الفتاح البرهان) والذي دعا للعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين".
وأضاف نتنياهو: "إسرائيل والسودان والمنطقة بأسرها ستربح من اتفاقية السلام وتستطيع أن تبني معا مستقبلا افضل لجميع شعوب المنطقة. سنقوم بكل ما يلزم من أجل تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة واقعة".
وفي السياق ذاته، كشف وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، النقاب عما وصفها بصفقة وشيكة مع السودان، تنبأ أن تفضي إلى توقيع اتفاقية سلام بين البلدين. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن كوهين قوله: "يُتوقع أن تتم هذه الخطوة التاريخية قريبا، وربما قبل نهاية العام الحالي"، مضيفا أن بعثات مشتركة تعمل على قدم وساق للتوصل لاتفاق.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد التقى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في أوغندا، فبراير/ شباط الماضي ، واتفقا على "بدء التعاون المؤدي إلى تطبيع العلاقات" بين الجانبين.
وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول البرهان، في حينها إن لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أتي "في إطار بحث السودان عن مصالحه الوطنية والأمنية". وفي الشهر ذاته، عبرت طائرة إسرائيلية لأول مرة الأجواء السودانية، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وداخليا، قال حزب الأمة القومي السوداني في بيان: " يعيش السودان الآن فترة انتقالية، ويرى حزب الأمــة القومي أن البت في المسائل الوطنية الخلافية هو من صميم اختصاص الحكومات الوطنية المنتخبة".
وأضاف الحزب: "لم تزل إسرائيل محتلة لأراض عربية، ولم يتم التوصل إلى أي شكل من أشكال التسوية النهائية بشأنها مع الفلسطينيين، وأية علاقة مع إسرائيل في ظل عدم استرداد الأراضي العربية المحتلة، في تسوية مقبولة والتزام بقرارات الشرعية الدولية، لا مبرر لها".
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخميس 13 من أغسطس/آب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
وقوبل اتفاق التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب بتنديد فلسطيني واسع رسمي وشعبي، إذ اعتبرته القيادة الفلسطينية، "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".
ويشير مسؤولون أمريكيون إلى وجود عواصم عربية على استعداد لعقد اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل. وكانت البحرين وعمان قد أشادتا بالخطوة الإماراتية، لكنهما لم تعلنا عن خططهما تجاه إسرائيل.
ويرى مراقبون أن السودان ، في ظل الحكومة الانتقالية الحالية، أصبح أكثر قربا من المحور الإماراتي السعودي. وأعلنت السعودية والإمارات، إبريل/نيسان 2019، عزمهما تقديم حزمة مساعدات للسودان تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار.
ويرى جانب من السودانيين، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن التطبيع مع إسرائيل قد يكون مخرجا للسودان ووسيلة لإعادته إلى المجتمع الدولي، خاصة في ظل ما يعيشه السودان من أوضاع اقتصادية صعبة.
في المقابل، يرفض المعارضون فكرة التطبيع ويشككون في إمكانية تحقيق مصلحة اقتصادية، مطالبين المؤيدين بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية لدولتين طبعتا بالفعل مع إسرائيل منذ عقود وهما مصر والأردن. ويضيف هؤلاء متسائلين: إذا لم يستفد مواطنو مصر والأردن اقتصاديا من التطبيع، فلماذا سيستفيد المواطن السوداني!
التعليقات