في إطار محاولاتها المتواصلة لإرغام المسؤول السعودي الكبير السابق في المخابرات، سعد الجبري، على عودة لبلاده ذكرت صحيفة "غلوب اند مايل" الكندية، أن الرياض تمارس ضغوطاً على كندا لإعادة الجبري اللاجئ على أراضيها.
وبحسب تقارير سابقة فإن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عندما شرع في إحكام قبضته على السلطة خلال الأعوام القليلة الماضية، اعتقل عدداً من كبار أفراد الأسرة الحاكمة والشخصيات المعارضة، لكن شخصاً واحداً ظل يراوغه، هو الجبري، الذي كان مقرباً من أحد منافسيه البارزين على العرش.
السلطات السعودية حاولت اعتقال الجبري عبر إصدار مذكرة توقيف بحقه
وتقول أسرة الجبري إن ولي العهد عمد في الشهور الأخيرة إلى زيادة الضغط على أقاربه، بما في ذلك اعتقال ابنيه البالغين، لمحاولة إرغامه على العودة إلى المملكة من منفاه في كندا. وقالت أربعة مصادر مطلعة على الأمر لوكالة "رويترز" إن أنظار ولي العهد تنصب على وثائق متاحة للجبري تتضمّن معلومات حساسة.
وهو ما أوردته الصحيفة الكندية في تقريرها حيث أشارت إلى أن ضابط الاستخبارات السابق (61 عاماً)، يمتلك معلومات حساسة وعميقة حول الأصول المالية لأفراد الأسرة الحاكمة في المملكة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رفضت ذكر اسمها "لأسباب دبلوماسية"، أن السلطات السعودية حاولت اعتقال الجبري عبر إصدار مذكرة توقيف بحقه لدى الشرطة الدولية (الإنتربول.)
وأضافت أن الرياض أرسلت وفداً إلى كندا عام 2018، لمطالبة سلطات الأخيرة بإعادة الجبري إليها، إلا أنها لم تنل مبتغاها، ما دفعها لتقديم طلب رسمي خريف عام 2019 لإعادة الضابط الاستخباراتي.
وظل الجبري لفترة طويلة مساعداً للأمير محمد بن نايف الذي كان ولياً للعهد، وأطيح من ولاية العهد في 2017 ليصبح بن سلمان حاكماً فعلياً للسعودية.
وفي السادس من مارس/ آذار الماضي، اعتقلت السلطات السعودية بن نايف واثنين آخرين من كبار أفراد الأسرة الحاكمة، في أحدث حلقة من سلسلة من الإجراءات الاستثنائية التي تهدف، فيما يبدو، إلى تعزيز نفوذ بن سلمان داخل أسرة آل سعود الحاكمة، والتخلص مما قد يبدو تهديداً لسلطته، قبل أن يخلف الملك سلمان (85 عاماً) سواء بوفاته أو بتنازله عن العرش.
وتقول أسرة الجبري إنه بعد أيام من اعتقال الأمير محمد بن نايف، ألقت السلطات السعودية القبض على اثنين من أبناء الجبري هما عمر (21 عاماً) وسارة (20 عاماً)، في مداهمة ساعة الفجر لبيت الأسرة في العاصمة الرياض.
وأعقب ذلك، اعتقال شقيق مسؤول المخابرات السابق في أوائل مايو/ أيار.
التعليقات