الخبر من عمق المحيط

ترامب ومسلمي الإيغور : الرئيس الأمريكي امتنع عن معاقبة الصين من أجل صفقة تجارية

ترامب ومسلمي الإيغور : الرئيس الأمريكي امتنع عن معاقبة الصين من أجل صفقة تجارية

[ الصين وامريكا ]

سقطرى بوست -  متابعات الثلاثاء, 23 يونيو, 2020 - 01:27 مساءً

قال الرئيس دونالد ترامب إنه لم يفرض عقوبات أكبر على المسؤولين الصينيين لاعتقالهم المسلمين في شينجيانغ لأنه كان "وسط صفقة تجارية".

وقال ترامب لموقع أكسيوس الإخباري إنّ تحقيق صفقة "عظيمة" يعني أنه لا يستطيع فرض "عقوبات إضافية".

واحتجزت الصين نحو مليون من الإيغور والمجموعات العرقية الأخرى في مخيمات في شينجيانغ لتعليمهم وعقابهم، لكنها تنفي إساءة معاملتهم.

ونشأت المشكلة بعد مزاعم جاءت في مذكرات نشرت لجون بولتون مستشار الأمن القومي السابق لترامب.

وقال بولتون في مذكراته إنه خلال قمة أقيمت العام الماضي، أعطى ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ الضوء الأخضر لبناء المعسكرات في منطقته الغربية، حيث قال الرئيس الأمريكي إنّ ذلك "هو بالضبط الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله". ونفى ترامب هذا الادعاء.

ماذا قال ترامب لأكسيوس؟

جاءت تعليقات الرئيس في مقابلة أجريت يوم الجمعة الماضي ونشرها موقع الأخبار الأمريكي يوم الأحد.

ويقول أكسيوس إنه عندما سُئل ترامب عن سبب تأجيله فرض المزيد من العقوبات على مسؤولي الحزب الشيوعي حول قضية المخيمات، قال: "حسناً، كنا في منتصف صفقة تجارية كبيرة".

وأضاف: "وعندما تكون في منتصف المفاوضات ثمّ فجأة تبدأ بفرض عقوبات إضافية- لقد فعلنا الكثير. لقد وضعت تعريفات على الصين وهي أسوأ بكثير من أي عقوبة يمكن أن تفكر فيها".

وفرضت الولايات المتحدة تعريفات على السلع الصينية تقدر بأكثر من 360 مليار دولار، كجزء من حرب تجارية قاسية. وردّت الصين بتعريفات على سلع قيمتها أكثر من 110 مليارات دولار من المنتجات الأمريكية قبل توقيع اتفاق "المرحلة الأولى" في يناير/كانون الثاني.

ولدى سؤاله عن سبب عدم استخدامه لقانون ماغنيتسكي، الذي أقره الكونغرس في عام 2016 لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان، قال ترامب "لا أحد تحدث عنه فيما يتعلق بالصين على وجه التحديد".

أبرز ما ذكره جون بولتون في كتابه حول إدارة ترامب
كما ضغط أكسيوس على ترامب بشأن ادعاء بولتون، مستشار الأمن القومي السابق له، بالقول إنه طلب من الرئيس الصيني مساعدته في إعادة انتخابه عبر شراء المنتجات الزراعية من المزارعين الأمريكيين.

وأجاب ترامب: "لا، على الإطلاق. ما قلته لجميع الأشخاص الذين نتعامل معهم، وليس فقط الرئيس شي، أنني أريدهم أن يتعاملوا مع هذا البلد. ما هو جيّد للبلاد جيّد بالنسبة لي".

وأضاف: "لكنّني لا أتجول قائلاً: ساعدني في انتخابي. لماذا أقول ذلك؟".

بماذا تتهم الصين في شينجيانغ؟

يقول ناشطون إنّ الصين تحاول تطويع الجماعات العرقية المسلمة بالقوة بتدمير ثقافتها وحظر ممارساتها.

بينما الصين تقول إنّ المعسكرات في منطقة الحكم الذاتي هي مراكز تعليمية مهنية تستهدف التطرف الإسلامي.

وذكر تقرير في مارس/آذار أنّه تمّ نقل عشرات الآلاف من الإيغور إلى خارج شينجيانغ للعمل في مصانع في أنحاء الصين.

وقالت وسائل إعلام صينية رسمية إنّ أي نقل للعمالة كان طوعياً.

تغيير الحسابات بالنسبة الى الصين

تحليل لباربارا بليت أشر-مراسلة بي بي سي في وزارة الخارجية الأمريكية

أعلن الرئيس ترامب علناً وبصراحة، الحقيقة التي ظلت تسبب ضيقا لدى نواب في الكونغرس ومسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية، خلال العامين الماضيين.

في خريف عام 2018 ، كانت الولايات المتحدة على وشك فرض عقوبات على كبار المسؤولين والكيانات الصينية المتورطين بمعسكرات الاعتقال الجماعي لمسلمي الإيغور. وبطلب نادر من الحزبين من المشرعين، أعرب مسؤولون من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي عن دعمهم لهذا الطرح. ولكن كما قال ترامب، تمّ وضع الفكرة على الرف حتى لا تتعرض محادثات التجارة مع بكين للخطر.

وفي مايو/أيار من هذا العام، وبعد عدة أشهر من إبرام المرحلة الأولى من الصفقة التجارية، صوّت الكونغرس بأغلبية ساحقة لصالح مشروع قانون لحماية الحقوق الإنسانية لمسلمي الإيغور. وعلى الرغم من أنّ ترامب وقّع في النهاية على القانون، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيتصرف حيال ذلك.

ووقع ترامب معاهدة اقتصادية تاريخية مع الصين قيل إنها ستكون ركيزة لحملة إعادة انتخابه، ولكنّ التوترات بشأن فيروس كورونا يمكن أن تغيّر الحسابات. وأشارت الإدارة إلى أنها قد تعاقب بكين على التستر على تفشي الفيروس، ونددت بقانونها الأمني ​​الجديد الذي يحكم هونغ كونغ. ويعتبر الغضب تجاه الصين الآن قضية انتخابية رئيسية وقد يؤثر ذلك على أي إجراء بشأن قمع مسلمي الإيغور.

ما الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة؟

تعرضت إدارة ترامب للانتقادات لعدم استهداف الصين بشكل أكثر صراحة بشأن حقوق الإنسان.

ومع ذلك، انتقد بعض المسؤولين في الإدارة بعض ​​معاملة الصين لمسلمي الإيغور بشكل علني.

ووجهت وزارة الخارجية للصين اتهامات بالتعذيب وسوء المعاملة. وفرضت، إلى جانب وزارة التجارة، بعض العقوبات على المسؤولين الصينيين بشأن شينجيانغ.

وهناك بعض القيود المفروضة على الاستيراد على الشركات الصينية وحظر التأشيرات على بعض المسؤولين الصينيين وبعض الحظر على السلع التي ينتجها عمال يعملون قسرا.

ووقع الرئيس الأمريكي يوم الأربعاء الماضي على تشريع يجيز فرض عقوبات أمريكية ضد المسؤولين الصينيين بسبب شينجيانغ، لكنه يقول إنه سيقرر لاحقاً توقيت تفعيلها.


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات