[ ميدل آيست آي : سد النهضة تحوّلٌ في موازين القوى بحوض النيل ]
قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن سد النهضة الذي توشك إثيوبيا على إكمال بنائه وتشغيله، يمثل -وفق مراقبين مقربين من المشروع- "تحولا بالغ الأهمية في ميزان القوة" بحوض النيل.
وفي تقرير إخباري نشره اليوم الأحد، قال الموقع إن السلطات المصرية -رغم كل اللهجة المتشددة في بياناتها- تدرك أن مشروع بناء سد النهضة سيصبح يوما ما في القريب العاجل "أمرا واقعا".
وذكر الموقع آخر التطورات في هذا الملف، مشيرا إلى أن مصر اتهمت إثيوبيا أمس بأنها تريد أن تجعلها أسيرة المفاوضات بشأن السد العملاق الذي من شأنه أن يهدد حصة مصر في مياه نهر النيل، كما أنه بات مصدر توتر في منطقة حوض النيل منذ أن شرعت إثيوبيا في تشييده قبل عقد تقريبا.
وأعلنت مصر أن المحادثات الثلاثية مع إثيوبيا والسودان بشأن السد العملاق المثير للجدل على مجرى نهر النيل الأزرق، وصلت إلى طريق مسدود بسبب "تعنت" أديس أبابا.
وكان اجتماع ثلاثي مشترك ضم دول مصر والسودان وإثيوبيا أمس السبت، خلص إلى تكليف الخرطوم بإعداد مسودة وثيقة "توافقية" جديدة للمفاوضات بشأن سد النهضة، بناء على ملاحظات الدول الثلاث.
وبينما تعتبر إثيوبيا السد ضروريا بالنسبة لها في توليد الطاقة الكهربائية وتحقيق التنمية، ترى مصر والسودان أنه يشكل تهديدا لمواردهما المائية.
ونقل الموقع الإخباري عن محمد السباعي المتحدث باسم وزارة موارد المياه والري المصرية، في بيان نشره على صفحة الوزارة في موقع فيسبوك، أنه غير متفائل "بتحقيق أي اختراق أو تقدم في المفاوضات الجارية حول السد".
وأرجع السباعي السبب في ذلك إلى "تعنت أثيوبيا الذي ظهر جليا خلال الاجتماعات التي تعقد حاليا بين وزراء الموارد المائية في مصر والسودان وإثيوبيا".
ويأتي البيان الشديد اللهجة بعد أيام من المفاوضات حول المشروع، وسط إصرار متزايد للتوصل إلى اتفاق قبل بدء إثيوبيا ملء خزان السد المقرر في يوليو/تموز.
وأضاف السباعي أن "الموقف الإثيوبي يتأسس على إرغام مصر والسودان إما على التوقيع على وثيقة تجعلهما أسرى لإرادة إثيوبيا، أو أن يقبلا باتخاذ إثيوبيا إجراءات أحادية، كالبدء في ملء سد النهضة دون اتفاق مع دولتي المصب".
وكانت المحادثات بين وزراء الري وموارد المياه في دول حوض النيل الثلاث، بحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا، قد استؤنفت الثلاثاء بعد توقف دام أربعة شهور.
وبعد عدة جولات فاشلة من التفاوض، رعت الولايات المتحدة والبنك الدولي -بطلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنظيره وحليفه الأميركي دونالد ترامب- محادثات بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل بشأن قواعد ملء السد وتشغيله.
وبحسب ميدل إيست آي، فإن تلك المحادثات تعثرت بعد أن حثت وزارة الخزانة الأميركية إثيوبيا على التوقيع على اتفاق دعمته مصر، واصفة إياه بـ"العادل والمتوازن".
ورفضت إثيوبيا محاولات الولايات المتحدة حلَّ الخلاف بشأن سد النهضة، واتهمتها بأنها "غير دبلوماسية" وتحابي طرفا دون آخر، إلا أنها تعهدت بمواصلة المحادثات الجارية.
ويرى الموقع الإخباري البريطاني في تقريره أن القاهرة -رغم كل اللهجة المتشددة في بياناتها- تدرك أن مشروع بناء سد النهضة سيصبح يوما ما في القريب العاجل "أمرا واقعا".
ونقل التقرير عن مراقبين "مقربين من المشروع" أن السد يمثل "تحولا بالغ الأهمية في ميزان القوة" بحوض النيل.
التعليقات