فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في حشد أغلبية الثلثين اللازمة لكسر الفيتو الذي استخدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتمرير مبيعات أسلحة للسعودية والإمارات خلافاً لرغبة الكونغرس.

 وصوت خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وعددهم 53 لصالح تجاوز حق النقض بينما امتنع 15 عضواً عن التصويت.

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن عن صفقات بيع أسلحة للسعودية ودول أخرى بقيمة (8,1) مليار دولار، والتي وضعها في خانة التصدي للتهديد الإيراني.

بينما الكونغرس بجناحيه الجمهوري والديمقراطي لم يرضخ لقرارات ترامب، إذ أصدر سلسلة قرارات لمنع الإدارة من إبرام عقود بيع أسلحة مع كل من السعودية وحلفاء آخرين للولايات المتحدة منها الإمارات العربية المتحدة.

وصوّت البرلمانيون الأميركيون ضدّ صفقات الأسلحة هذه، وكان دافعهم مقتل الصفحي السعودي  جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في اسطنبول في اكتوبر الماضي، وكذلك العدد الكبير للضحايا المدنيين الذين يسقطون يوميا من جرّاء النزاع الدائر في اليمن، حيث تقود السعودية والإمارات تحالفا عسكريا ضد المتمردين الحوثيين.

وقرّر ترامب  في مايو الماضي الالتفاف على الكونغرس من خلال اللجوء إلى آلية طوارئ لإقرار هذه الصفقات مستخدما حق الفيتو.

وللمرة الثالثة لم يتمكن الكونغرس من الحصول على أغلبية الثلثين التي كان يحتاجها المجلس لتجاوز حق النقيض.

وكان ترامب قد استخدم الفيتو الرئاسي للمرة الثالثة خلال فترة ولايته، لإبطال مفعول القرارات التي أصدرها الكونغرس وبالتالي تمرير صفقات الأسلحة.

واعتبر السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواصل منح السعودية "شيكا مفتوحا"، منتقدا استخدام ترامب حق النقض (الفيتو) ضد قرارات الكونغرس الخاصة بتعليق بيع أسلحة للسعودية.

وقال ميرفي - في تصريحات نقلتها شبكة سي إن إن الأمريكية -  "إن على ترامب ألا يعترض على تحركات الكونغرس"، مشيرا إلى قضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، والدور الذي تلعبه السعودية في الحرب الأهلية في اليمن، وعدم وجود حماية لحرية التعبير في المملكة.

كما أعرب السيناتور الديموقراطي بن كاردين عن أسفه لعدم تصويت زملائه الجمهوريين ضد الفيتو الرئاسي، معتبراً أنّهم بقرارهم هذا "تخلّوا عن مسؤولياتهم" في مراقبة عمل السلطة التنفيذية.

وقال "علينا واجب قانوني وأخلاقي في آن معاً لضمان أنّ الأسلحة الأميركية لا تستخدم في قمع حقوق الإنسان أو ارتكاب أعمال عنف ضدّ مدنيين أبرياء".

وقد برر ترامب في رسالة إلى مجلس الشيوخ استخدام الفيتو لتعطيل قرارات المجلس، إنّ هذه القرارات "تضعف القدرة التنافسية للولايات المتحدة على الصعيد الدولي وتضر بالعلاقات المهمّة التي نقيمها مع حلفائنا وشركائنا"، كما يرى أن هذه الصفقات هي لمواجهة الخطر الإيراني.

وعلق السيناتور الديمقراطي البارز بوب مينيندز بقوله" علينا ألا نخدع أنفسنا، فهذه الأسلحة لا تدعم السعودية والإمارات في مواجهة إيران، بل تستخدم للحرب الجوية على اليمن"