أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي وسّعت، اليوم الجمعة، توغلها داخل مدينة رفح (جنوب) ومخيم جباليا (شمال) بقطاع غزة، في حين تواصل آليات الاحتلال محاصرة مراكز إيواء النازحين في بيت حانون شمالي القطاع.
يأتي هذا في حين يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على أنحاء مختلفة من القطاع، مما خلف عشرات الشهداء والمصابين.
وقال مراسل الجزيرة إن آليات الاحتلال كثفت إطلاق النار تزامنا مع توسيع توغلها داخل مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، كما واصلت آليات الاحتلال المتقدمة إلى مدخل بيت حانون محاصرة مراكز الإيواء، ومنع الأهالي والنازحين من المغادرة.
وتستمر عمليات الجيش الإسرائيلي في جباليا لليوم السادس على التوالي، فيما تستهدف غاراته أنحاء مخيم جباليا منذ ساعات الفجر الأولى.
وأضاف المراسل أن القصف المدفعي المتواصل يستهدف منطقة بئر النعجة، وحي القصاصيب، ومنطقة الفالوجا، ومحيط مستشفى كمال عدوان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تواصل عملياتها في جباليا شمالي غزة، وإنها قضت على أكثر من 150 مسلحا.
وأضاف بيان الجيش أنه دمر منصات عدة لإطلاق الصواريخ، وأنه عثر على عشرات منها بعضها بعيدة المدى. لكن الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، تحدث عن وجود ما سماه "ضغطا عملياتيا كبيرا" في منطقة جباليا.
وفي رفح، ما زال الاحتلال يشن غارات على مناطق متفرقة بالمدينة جنوبي قطاع غزة، بينما تواصل المدفعية الإسرائيلية قصفها مناطق شرقي ووسط المدينة.
وأشار جيش الاحتلال إلى أن قوات الفرقة 162 تواصل قتالها شرقي المدينة، وهاجمت أهدافا عسكرية تابعة لحركة حماس، بإسناد من سلاح الجو.
كما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته شرقي رفح تمكنت عبر مسيّرات استطلاع من اكتشاف وتدمير منصات صواريخ كانت جاهزة لإطلاق قذائف صاروخية طويلة المدى باتجاه إسرائيل.
قصف لا يتوقف
في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة بسقوط شهداء وجرحى إثر غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت مدرسة الجاعوني، التي تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة فجر اليوم.
وأضاف المراسل أن فرق الدفاع المداني تواصل عملها لانتشال جثامين الشهداء ونقل الجرحى لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح لتلقي العلاج.
جنوبا، قال مراسل الجزيرة إن 5 أشخاص استشهدوا في استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة كوارع شرق مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب في الساعات الـ24 الأخيرة 4 مجازر، راح ضحيتها 39 شهيدا و64 جريحا.
وبذلك ارتفع عدد ضحايا الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 35 ألفا و272 شهيدا، و79 ألفا و205 مصابين.
معركة حاسمة
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن معركة رفح معركة حاسمة.
وقال نتنياهو، خلال حضوره عرضا عسكريا جويا قرب منطقة قريبة من قطاع غزة اليوم، إن "المعركة في رفح ستحسم أمورا كثيرة، لا يقتصر الأمر على بقية كتائبهم فحسب، بل يشمل أيضا الأنفاق الخاصة بهم للهروب والإمدادات الأخرى".
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه سيتم الدفع بمزيد من القوات للعملية البرية في رفح.
وأضاف، في كلمة من الحدود مع غزة، أن الجيش دمر عددا من الأنفاق في المنطقة، وأن موارد حركة حماس تُغلق تباعا، وفق قوله.
ويهدد نتنياهو وأعضاء في حكومته منذ أشهر بشن هجوم على رفح، معتبرين أنه ضروري لتحقيق هدف "القضاء" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك على الرغم من التحذيرات الدولية، ومن بينها الأميركية التي كانت تحذر من تبعات هذا الهجوم على حياة المدنيين.
وتظهر الولايات المتحدة معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية "واسعة" في رفح، بحجة حماية المدنيين هناك، لكنها تستمر في دعم تل أبيب في حربها المدمرة على قطاع غزة، رغم أن النسبة الكبرى على الإطلاق من الضحايا مدنيون، بما في ذلك برفح نفسها.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد سيطرت مطلع الشهر الجاري على معبر رفح، الذي يربط القطاع مع مصر، ووفقا للأمم المتحدة فقد فر حوالي 630 ألف شخص من رفح منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على المدينة.
المصدر : الجزيرة + وكالات
التعليقات