دخلت هدنة إنسانية مؤقتة بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة حيز التنفيذ في تمام الساعة 07:00 (بالتوقيت المحلي) من صباح الجمعة، بعد 49 يوما من اندلاع الحرب.
وأفاد مراسل الأناضول بأن الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة دخلت حيز التنفيذ وتستمر على مدار 4 أيام بموجب الاتفاق بين الكيان الصهيوني وحركة حماس بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.
وذكر أنه مع دخول وقت الهدنة لوحظ توقفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بكافة أنواعها عن التحليق في سماء جنوبي القطاع بعد أن كانت أصواتها لا تتوقف طوال أيام الحرب الـ 49.
فيما من المقرر أن تتوقف حركة الطيران في سماء مناطق شمالي القطاع عند الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي (08:00 تغ) ولمدة 6 ساعات يوميا، وفق اتفاق الهدنة المؤقتة.
وأشار إلى أن آلاف النازحين الفلسطينيين المتواجدين في مراكز الإيواء بمناطق جنوبي القطاع بدأوا بالتوجه إلى منازلهم الواقعة في مدن الجنوب لتفقدها ومحاولة الاطمئنان على أفراد عائلاتهم في ظل صعوبة الاتصالات والحركة خلال الأيام الماضية.
وبالتزامن مع ذلك لا يستطيع مئات آلاف النازحين الفلسطينيين من شمالي القطاع العودة لمناطق سكنهم في ظل تحذيرات من الاحتلال الإسرائيلي بتشكيل ذلك "خطرا على حياتهم".
وقال الاحتلال في منشورات ألقتها الطائرات الإسرائيلية فوق المناطق الجنوبية من القطاع: "إلى سكان قطاع غزة إن الحرب لم تنته بعد، الوقفة الإنسانية مؤقتة ومنطقة شمال قطاع غزة هي منطقة حرب خطيرة وممنوع التجول فيها".
وتابع: "عليكم أن تبقوا في المنطقة الإنسانية الموجودة في جنوبي القطاع وعدم التوجه إلى الشمال".
وبين أن التنقل متاح فقط "من الشمال إلى الجنوب عبر طريق صلاح الدين".
وختم قائلا: "الرجوع إلى الشمال ممنوع وخطير، مصيركم ومصير عائلاتكم بأيديكم".
وجاءت المنشورات الإسرائيلية بعد دعوات فلسطينية شعبية للعودة إلى الشمال الساعة الواحدة من ظهر الجمعة.
ورصد مراسل الأناضول حركة كثيفة للفلسطينيين في الأسواق الشعبية والطرقات بمدينة دير البلح (وسط) في وقت مبكر من صباح اليوم في مشهد غير مسبوق قبل الهدنة.
كما توجهت جرافات وآليات لإزالة ركام بعض المباني بالمناطق الحدودية والمحاذية لمناطق التوغل الإسرائيلي من أجل انتشال جثث قتلى عالقة منذ أيام وأسابيع تحت الركام بسبب صعوبة الوصول إليها.
وفي الساعات الأخيرة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، طالت مدارس تؤوي نازحين ومستشفيات ومنازل، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 14 ألفا و854 قتيلا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 36 ألف مصاب، أكثر من 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
التعليقات