استعان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالسجناء المحكوم عليهم، لمواجهة قوات "فاغنر" العسكرية، في أحدث معطيات الصراع الذي اندلع رسميا مساء الجمعة.
وقال الكرملين في بيان، إن بوتين أصدر قانونا يسمح بتجنيد السجناء للخدمة العسكرية بموجب عقود، باستثناء أولئك الذين ارتكبوا جرائم خطيرة.
ووفقا للقانون، سيتمكن المواطنون ممن لديهم سوابق جنائية من إبرام عقد للخدمة العسكرية أثناء التعبئة أو الأحكام العرفية.
وفي سياق متصل، وقّع بوتين قانونا يرفع الحد الأقصى لسن الخدمة التعاقدية أثناء التعبئة أو الأحكام العرفية أو زمن الحرب، ليطال من هم في الـ70 من عمرهم.
وبموجب القانون الجديد، سيكون سن القبول الأقصى بالنسبة لأولئك الذين يحملون رتبة ضباط كبار مثل عقيد عام وأميرال، خلال فترة التعبئة أو الأحكام العرفية أو زمن الحرب - 70 عاما. وبالنسبة للمواطنين من مختلف الرتب العسكرية - 65 عاما.
ووفقا لقانون الخدمة العسكرية، فإن الحد الأقصى لسن الخدمة للرجال هو من 50 إلى 65 عاما، حسب الرتبة. وبعد بلوغه، يمكن البقاء في القوات المسلحة الروسية لعدة سنوات أخرى من خلال توقيع عقد جديد.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان مقتضب إن عددا كبيرا من مقاتلي "فاغنر"، أدركوا خطأهم وتوجهوا بطلب من القوات الروسية للحصول على المساعدة وضمان سلامتهم.
في سياق متصل، وصلت قوات كبيرة من المقاتلين الشيشانيين إلى مشارف مدينة روستوف التي أعلنت "فاغنر" السيطرة عليها.
وأظهرت مشاهد مئات الآليات العسكرية، المحملة بمقاتلي "قوات أحمد" الشيشانية، بعد انطلاقها من كتائبها باتجاه روستوف.
وقال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، إنه سيقف بكل قوته مع القوات المسلحة الروسية في "إخماد التمرد" الذي قامت به "فاغنر".
وتعد "قوات أحمد" الشيشانية التابعة للرئيس رمضان قديروف، هي الجهة المسلحة الوحيدة التي أعلنت دعمها العسكري للجيش الروسي في مواجهة فاغنر، علما أن قديروف قال في تصريح سابق إن "رئيس الشيشان وجنود الشيشان جميعهم مستعدون للتضحية من أجل الرئيس بوتين من أجل الدفاع عن روسيا".
عمدة موسكو: الوضع خطير
تحدث عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين عن خطورة الوضع في العاصمة، رغم التشديدات الأمنية التي وجه للقيام بها.
وقال سوبيانين إنه "من أجل تقليل المخاطر إلى الحدّ الأدنى، قرّرت في إطار مقرّ العمليّات، إعلان يوم الإثنين يوم عطلة، باستثناء الهيئات الحكوميّة والشّركات ذات دورة العمل المستمرّة، والمجمع الصّناعي العسكري، وخدمات المدينة".
وحثّ في بيان أيضا سكان موسكو على البقاء في منازلهم قدر الإمكان، متحدثا عن إمكانية إغلاق مناطق بأكملها مستقبلا.
موسكو تحذر الغرب
في سياق متصل، حذرت وزارة الخارجية الروسية من أي تدخل للغرب في الصراع مع "فاغنر".
وذكرت الوزارة في بيان أن "محاولة العصيان المسلح التي حدثت في بلادنا تلاقي رفضا حادا لدى المجتمع الروسي، الذي يدعم بقوة الرئيس فلاديمير بوتين".
وأضافت أن "تطلعات المتآمرين المغامرة تهدف إلى زعزعة استقرار الوضع في روسيا، وتقويض وحدتنا، وتقويض جهود روسيا الاتحادية الهادفة إلى ضمان أمن دولي موثوق".
وأكدت الخارجية أن "العصيان يصب في مصلحة أعداء روسيا الخارجيين"، محذرة الدول الغربية من أي تلميح إلى استخدام محتمل للوضع الروسي الداخلي لتحقيق أهدافها المتعلقة بمعاداة روسيا.
وأعرب بيان الخارجية عن الثقة في أن "الوضع سيجد حلا في المستقبل القريب، مؤكدا أن أهداف وغايات العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) سيتم تحقيقها بالكامل".
بطريرك روسيا يدعم بوتين
دخل البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وعموم روسيا على خط الأزمة، وأعلن اصطفافه إلى جانب الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال كيريل في بيان، إنه "يدعم وحدة الصف ويدعم جهود الرئيس فلاديمير بوتين"، مؤكدا أن أي محاولة لبث الفتنة في البلاد تعد "أفظع جريمة ترتكب بلا مسوّغ".
وتابع: "اليوم، فيما يقاتل أشقاؤنا ويسقطون على الجبهات وهم يؤدون واجبهم بإيثار، يبذل الأعداء قصارى جهدهم لتدمير روسيا.. أي محاولة لبث الفتنة في البلاد تعد أفظع جريمة ترتكب بلا مسوّغ".
وأضاف: "أناشد من حملوا السلاح بأيديهم ومستعدون لتصويبه على أشقائهم، التفكير مرة أخرى... في مواجهة التهديد المشترك، يجب الحفاظ على وحدة الفكر والتغلب على أنانية الطموحات الشخصية".
العالم يترقب
أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنطونيو بلينكن، السبت، مباحثات حول التطورات في روسيا، مع نظرائه لدى مجموعة الدول الصناعية السبع، ومع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل.
وفي تغريدة له عبر حسابه على تويتر، قال بلينكن، إن الولايات المتحدة ستعمل "بتنسيق وثيق مع الحلفاء والشركاء" فيما يتعلق بالتطورات التي تشهدها روسيا.
وأضاف أنه أجرى في هذا الإطار، مباحثات مع نظرائه لدى مجموعة السبع، ومع بوريل.
بدورها، أعلنت دول أوروبية، السبت، أنها تراقب عن كثب تطورات الأحداث في روسيا. وقالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، في بيان، إن "العدوان ضد أوكرانيا يتسبب في زعزعة الاستقرار داخل الاتحاد الروسي".
كما حث وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، عبر تويتر، مواطني بلاده في روسيا على توخي الحذر.
وقال الرئيس البولندي أندريه دودا، على تويتر، إنه أجرى مشاورات مع رئيس وزرائه ووزير الدفاع والدول الحليفة بشأن الوضع.
وأوضح: "تجري مراقبة مجرى الأحداث خارج حدودنا الشرقية باستمرار".
من جانبه، أكد الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، مجددا أنهم على اتصال دائم مع الدول الحليفة ويراقبون عن كثب تطور الوضع في روسيا.
ووصفت إليانا يوتوفا نائبة الرئيس البلغاري، الوضع بأنه "مقلق للغاية"، وفقا لوكالة أنباء "بي تي إيه" الحكومية.
وقالت: "لا يمكننا حتى الآن التكهن كيف سيؤثر هذا على بلغاريا وما سيكون تطور الأحداث من الآن فصاعدًا"، مضيفة أنه "من السابق لأوانه التكهن بما سيحدث".
وتعليقًا أيضًا على الأمر، قالت وزيرة الخارجية الفنلندية، إلينا فالتونين، "الوضع في روسيا متوتر حاليًا بسبب التمرد المسلح الذي بدأته فاغنر"، وفقًا للإذاعة العامة.
وأضافت أن "المنافسة على النفوذ مستمرة منذ زمن طويل. الوضع غير واضح ويتطور بسرعة".
بدوره، صرح وزير الخارجية الإستوني، مارجوس تساكنا: "نحن نراقب الوضع في روسيا عن كثب ونحن على اتصال وثيق مع حلفائنا"، كما حث المواطنين على تجنب السفر إلى روسيا.
وتعليقا على التطورات في روسيا أيضا، قال وزير الخارجية الليتواني، غابريليوس لاندسبيرغيس، على تويتر: "نحن لسنا مشتتين. نرى بوضوح الفوضى. إن الهدف، كما كان دائمًا، هو النصر والعدالة لأوكرانيا. حان الوقت الآن".
ألمانيا كذلك أعلنت أنها تراقب عن كثب التطورات في روسيا بعد التصعيد مع جماعة فاغنر شبه العسكرية.
وقالت وزيرة الخارجية، أنالينا بيربوك، على تويتر، إننا نراقب التطورات منذ مساء الجمعة ونحن على اتصال وثيق بشركائنا الدوليين.
وأضافت: "يجب على المواطنين الألمان في روسيا أن يلتزموا بالتأكيد بتعليمات السفر والسلامة".
الرئاسة الفرنسية هي الأخرى علقت على الأمر. وقالت لقناة TF1 العامة: "يتابع الرئيس إيمانويل ماكرون الموقف عن كثب بينما نواصل التركيز على دعم أوكرانيا".
عربي 21
التعليقات