انتهت مرحلة الترقب، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء ترشحه لولاية ثانية، رغم ما يثيره سنه، ثمانون عاما، من قلق.
وقال بايدن في شريط فيديو نشر على موقع “تويتر”، “أنا مرشح لولاية ثانية”. وسارع الحزب الجمهوري الى اتهامه “بالانفصال عن الواقع”.
ومنذ أسبوع، تسري شائعات في واشنطن حول هذا الترشح.
ويصادف اليوم الثلاثاء 25 نيسان/أبريل مع الذكرى الرابعة لدخول الديموقراطي جو بايدن حملة الانتخابات الرئاسية السابقة تحت شعار من أجل “روح أميركا” التي حرم في ختامها دونالد ترامب من الفوز بولاية ثانية.
وإذا صحت توقعات استطلاعات الرأي، فإن منافسة أخرى بين الرجلين ترتسم في الأفق. ويحمل إعلان الترشّح في هذا التاريخ رمزية قوية.
“كرامة”
وليس هناك أي حدث مرتبط بالحملة على جدول أعمال بايدن لهذا اليوم.
ويفترض أن يتحدث الرئيس أمام نقابة ليعرض رؤيته حول ما سيكون بالتأكيد أحد المبادئ الرئيسية في حملته الانتخابية: كيفية إعادة “وظائف في قطاع الصناعة” الى الولايات المتحدة و ”إعادة بناء الطبقة الوسطى”.
منذ مطلع السنة، يشدّد بايدن على رغبته في إعادة “الكرامة” لأميركا الشعبية “المنسية” التي عرف دونالد ترامب كيف يستميلها.
ويعتقد بايدن أن الإحصاءات الى جانبه، فالرؤساء الأميركيون يترشحون عموما وغالبا ما تتمّ إعادة انتخابهم.
لكن الرئيس الثمانيني وعبر سنه، يتحدى السوابق التاريخية. فإذا أعيد انتخابه، سينهي ولايته الثانية وهو في سن 86 عاما.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 وفي شباط/فبراير 2023، خضع الرئيس لفحوص طبية خلصت إلى أنه “بصحة جيدة”.
لكن يتوقّع أن يتعرّض الرئيس الديموقراطي الذي تؤخذ عليه هفواته الكثيرة، تصاعد هجمات الجمهوريين على قدرته الذهنية.
إلا أنه يظهر قدرة غير عادية على التحمّل، من الأزمات الدولية وصولا الى الإصلاحات الكبرى.
وذكّرت زيارته الى كييف، وهي مبادرة غير مسبوقة ترافقت مع تدابير أمنية مشددة، بدوره كمهندس الردّ الغربي بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
ترامب، دي سانتيس، أو شخصية أخرى؟
أخذ جو بايدن علما، بحسب الاستطلاعات، بأن ترشيح سلفه دونالد ترامب (76 عاما) الذي وجّهت اليه محكمة في نيويورك اتهامات، لم يعد يثير حماسة أيضا.
ويعتبر الديموقراطي بالتالي أنه إذا هزم سلفه الجمهوري، الشخصية المثيرة للانقسام، مرة، فيمكنه أن يقوم بذلك مجددا عبر التركيز على شخصيته كرجل طيب وبرنامجه الموحد.
مستبقا إعلان منافسه، استهجن دونالد ترامب الاثنين حصيلة أداء الرئيس الحالي.
وقال الملياردير الجمهوري في بيان “يمكن أخذ أسوأ خمسة رؤساء في تاريخ الولايات المتحدة، ولن يتسبّبوا معا في ضرر أكبر ممّا فعله جو بايدن لبلادنا خلال بضع سنوات فقط”.
وتبقى هناك علامة استفهام كبرى حول ما ستكون عليه فرص جو بايدن إذا واجه في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 خصما أو منافسة أصغر سنا؟
ويجري التداول بكثافة باسم حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس، شخصية اليمين المتشدد، البالغ 44 عاما. لكنه لم يعلن ترشحه حتى الآن.
وسيكون هذا السباق الرئاسي الرابع الذي يخوضه بايدن. فقبل أن ينتخب في 2020، ترشّح الى انتخابات 1998 و2008 وفي كل مرة مني بهزيمة قاسية. في 2015، عدل بايدن الذي كان نائبا للرئيس آنذاك، وكان متأثرا جدا بوفاة نجله الأكبر، عن الترشح لخلافة باراك أوباما.
أ ف ب
التعليقات