روى العديد من الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب عشر ولايات في الجنوب التركي، أهوال اللحظة التي عايشوها، فيما وصفت ناجية تركية لـ"عربي21" المشهد وكأنه يوم القيامة.
الناجية التركية سما شنر من أنطاكيا بولاية هتاي، قالت لـ"عربي21"، إن الأجواء كانت مثل يوم القيامة، مشيرة إلى أنها عاجزة عن وصف ما حدث.
وأضافت أنها هربت ومعها نجلاها أحمد وأكين، من المنزل، لافتة إلى أنهم كانوا يسمعون أصوات الناس من تحت الأنقاض تطلب المساعدة.
ولفتت إلى أن عددا من المواطنين توفوا أثناء هروبهم بعد انهيار بعض الجدران عليهم، مشيرة إلى أن ابنة خالها "15 عاما" داست على الجثث أثناء الهروب.
وتابعت بأنها وأبناءها مشوا في الشوارع نحو نصف ساعة تحت المطر حتى وصولها إلى منزل أختها، مشيرة إلى أنه بسبب الأنقاض والظلام الدامس بسبب انقطاع الكهرباء ضلوا طريقهم.
وقالت إنها بكت عندما ذهبت أمس الاثنين لرؤية منزلها الذي تدمر، لافتة إلى أن الجدار الذي بجوار سرير ابنها كان سينهدم على رأس ابنها.
وأضافت أنه عقب الزلزال، كانت الناس تصرخ وتبكي وهي تبحث عن أبنائها وأقاربها، لأن الجميع ضل طريقه عن الآخر بسبب الزحمة والظلام.
وذكرت أن أختها إلهام سقور وابنها جان، خرجوا تحت المطر لإنقاذ إحدى جيرانهم وتبلغ من العمر "18 عاما"، وقاموا بكسر الباب لإنقاذها.
وروى المواطن التركي سنن سازجي أوغلو، أنه احتضن أطفاله على الفور، فجأة أصبح الوسط أزرق، ونحن نخرج من تحت الأنقاض وكأنها لحظات نهاية العالم.. أتمنى ألا يعيش أحد هذه اللحظات.
وتابع سازجي أوغلو، "ما زلنا تحت تأثير الزلزال، لم أر مثل هذه الهزة في حياتي من قبل، فجأة اهتزت الأرض واستيقظنا في الليل، وكان المبنى على وشك الانهيار علينا.. احتضنت أطفالي وفجأة تحول كل شيء إلى اللون الأزرق، المباني المقابلة والمجاورة انهارت بالكامل".
وأضاف: "الأجواء كانت وحشية، البعض كان يهرع ويصرخ لا إله إلا الله، والجميع كان يهرب، وبعضنا كان يخرج من تحت الأنقاض، كان مثل نهاية العالم".
صحيفة "حرييت" نقلت عن ناجين، من ولاية ملاطية، أن ما جرى كان مرعبا للغاية، وكأنه "يوم القيامة".
الناجي مهتاب أيفلي، ذكر أنه شعر بالرعب الشديد، قائلا: "في تلك اللحظة كنا نظن أننا سنموت وأن الأرض سوف تبتلعنا".
وتابع: "وقت الزلزال كان طفلي نائما، وأغلقت عليه بقوة وأنا أضمه... وشعرت كأن الزلزال استمر نحو 5 دقائق وليس دقيقة ونصف الدقيقة كما قيل، كان مثل يوم قيامة مصغرة".
أما يوسف نزاري، فقد ذكر أن منزلهم اهتز في الزلزال الأول، لكنه انهار بالكامل في الزلزال الثاني الذي حدث ظهر الاثنين.. "لقد رحب بنا بشكل جيد في مراكز الإيواء في أنقرة.. إن التشرد شيء سيء، أتمنى الرحمة لمن فقدوا حياتهم، والشفاء العاجل للمصابين".
الطفل براءات أولوتاش "6 أعوام" قال: "كنت خائفا كثيرا، ومنزلنا تدمر، ونمنا في ذلك اليوم في البرد وتعرضت للبرد، لا أريد أن تتكرر التجربة".
الشاب يوسف طه توتال، ذكر أنه أثناء محاولته النزول من الشرفة أثناء الزلزال سقط على الأرض وأصيب بكسر في ظهره وتلف في عموده الفقري.
وأضاف يوسف لموقع "ilkha" التركي، أن المبنى كان يهتز بشدة، وحاول النزول عبر الشرفة لأنه كان يعتقد بأنه لن يستطيع الخروج، وبينما كان يتدلى منها وضع قدمه على لافتة متجر كان يغطيها الثلج فانزلق وسقط على ظهره.
وتابع بأن الزلزال الثاني حدث وهو في المستشفى بعد خروجه من العملية التي استمرت 5 ساعات، مشيرا إلى أنه كان ينظر إلى المباني وهي تنهار، وقام والده بنقله إلى مستشفى آخر على الفور بسيارته الخاصة.
الناجي أورهان جودل، ذكر أنه ظن بأن نهاية العالم قد حانت، مشيرا إلى أن منزله دمر بالكامل فيما أصيبت ابنته بكسر بذراعها.
وأضاف: "لم نعرف ماذا نفعل، وبشكل ما رمينا بأنفسنا إلى الخارج، وعملت على إنقاذ أطفالي".
والولايات التي تضررت جراء الزلزال الأول الذي كان في الساعة الـ04:17 من فجر الاثنين وبلغت قوته 7.7 درجات، والثاني الذي كان في الساعة الـ13:24 من مساء الاثنين، هي كهرمان مرعش وهتاي وكليس وديار بكر وأضنة وعثمانية وشانلي أورفا وأديامان، وملاطية، وغازي عنتاب.
وتواصل فرق الإنقاذ لليوم التاسع على التوالي جهود البحث عن ناجين تحت أنقاض المنازل التي انهارت جراء الزلزال في الولايات العشر.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الزلزال تسبب بمقتل 35 ألفا و418 شخصا، فيما يتلقى 13 ألفا و208 العلاج في المستشفيات.
المصدر: عربي21
التعليقات