كشفت صور الأقمار الصناعية الإسرائيلية والتقارير الأجنبية عن توفر نظام دفاعي إسرائيلي متقدم تم توصيله للإمارات، لاسيما "برق 8" الذي اعترض مؤخرًا طائرات مسيرة تابعة لـ"حزب الله" في طريقها إلى منصة حفر "كاريش" في عرض البحر المتوسط قبالة الشواطئ اللبنانية، مع العلم أن الهند وأذربيجان فقط هما اللتان تمتلكانه، أما أوكرانيا فهي أيضًا مهتمة به للدفاع عن أجوائها ضد الهجمات الروسية.
المحافل العسكرية الإسرائيلية زعمت أن الإمارات حازت بطارية إسرائيلية من طراز "برق" للحماية من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار الإيرانية، بحسب صور الأقمار الصناعية المحدثة، كما أنه تم نشر البطارية قرب قاعدة الظفرة جنوبي أبوظبي.
آفي شاريف مراسل صحيفة "هآرتس" العبرية، ذكر أنه "في أبريل الماضي تم إطلاق قطار جوي بحمولة عشر طائرات نقل ثقيل تابعة لسلاح الجو الإماراتي هبطت وأقلعت من قاعدة النبطي الجوية في جنوب دولة الاحتلال، مع العلم أن وكالة رويترز ذكرت مؤخرا عن شراء نظام سبايدر المضاد للطائرات قبل شهر، وبالتزامن مع ذلك أفادت التقارير بأن الإمارات اشترت بالفعل نظامًا إسرائيليًا آخر مضادًا للطائرات بدون طيار".
ونقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن "مصادر أمنية إسرائيلية أنه تم بالفعل نشر هذه البطاريات في دولة الإمارات، ومنذ ذلك الحين صدرت صور أقمار صناعية حديثة تظهر البطارية المنتشرة في القاعدة الإماراتية، وتظهر الصور قاذفتين وراداراً في وضع التشغيل، حيث إنه يجري إنشاء نظام طيران إقليمي مشترك بين إسرائيل والدول العربية، هدفه الأساسي احتواء الهجمات الإيرانية المتزايدة باستخدام صواريخ كروز وطائرات بدون طيار تكررت خلال العامين الماضيين".
وأشار إلى أن "الإمارات والسعودية تعرضتا لهجمات إيرانية مباشرة من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري، أو من خلال وكلائها في العراق وسوريا والحوثيين في اليمن، وتمت مهاجمة قواعد عسكرية ومواقع استراتيجية وموانئ وطيران ومنشآت نفطية وغيرها في السعودية والإمارات، بطائرات بدون طيار انتحارية، مثل النوع الذي ذهب إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وأطلقت طائرات أخرى باتجاه إسرائيل في السنوات الأخيرة. وفي المرحلة الحالية يستفيد تحالف الدفاع الجوي الإقليمي من وسائل الكشف والاعتراض الموجودة بالفعل في أيديه".
وأكد أن "الولايات المتحدة نفسها مشاركة في هذه المنظومة الدفاعية الجوية من خلال تثبيت راداراتها على جبال النقب جنوب فلسطين المحتلة، وأخرى على السفن الأمريكية المبحرة في البحر الأحمر والخليج العربي، تضاف إليها اليوم بطارية صواريخ برق الإسرائيلية المتمركزة في الإمارات منذ عدة أشهر.. مع العلم أنه في فبراير الماضي تم اعتراض طائرات إيرانية بدون طيار تحمل مواد متفجرات كانت في طريقها إلى إسرائيل من إيران عبر طائرات أمريكية في سماء العراق".
ونقل عن أوساط عسكرية أنه "في آذار/ مارس 2021 اعترضت طائرات إف35 الإسرائيلية طائرات بدون طيار إيرانية في سماء المنطقة بالتنسيق مع دول الجوار، مع أن منظومة برق مخصصة لحماية السفن ومنصات الغاز والمنشآت الاستراتيجية على الأرض من صواريخ كروز السريعة والصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على مسافات تصل إلى 150 كم.
وفي يونيو الماضي أسقطت صواريخ باراك لأول مرة في اعتراض عملياتي مسيّرتين أطلقهما حزب الله باتجاه منصة الغاز".
تجدر الإشارة إلى أن الجهات الوحيدة التي تشغل نظام برق الذي أرسلته دولة الاحتلال إلى الامارات هي القوات البحرية والبرية والجوية في الهند، وفي أذربيجان التي استخدمته لاعتراض صاروخ باليستي روسي أطلقته أرمينيا في آخر جولة قتال رئيسية في عام 2020. والآن تدخل الإمارات العربية المتحدة على خط حيازتها، فيما وقع المغرب صفقة هذا العام لشراء ذات المنظومة، وقد أبدت أوكرانيا اهتمامًا كبيرًا بها في الأسابيع الأخيرة للتعامل مع الهجمات الصاروخية الروسية.
من الواضح أن هذا التطور يكشف عن مزيد من ملامح ما قيل سابقا عن منظومة تحالف للدفاع الجوي بين دولة الاحتلال وعدد من الدول العربية، إذ يتحدث الاحتلال عن شكل أكثر طموحا من التعاون معها، خاصة في الخليج، لاسيما على صعيد توريد أنظمة الرادار المطورة المحمولة على منطاد، ورادارات تستخدمها منظومة القبة الحديدية، ما يوفر إمكانيات الكشف عن مجموعة أكبر من الأهداف، كما أن حركتها تتيح إمكانية استخدامها في سيناريوهات مختلفة.
المصدر: عربي21
التعليقات