أعلن مجلس اعتلاء العرش رسميا السبت تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا، بعد يومين على وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية عن 96 عاما.
وفي جلسة تاريخية متلفزة عقدت في قصر سانت جيمس بلندن، أعلن المجلس أن "الأمير تشارلز فيليب آرثر جورج هو الآن، بوفاة جلالتها.. ملكنا تشارلز الثالث.. فليحفظ الرب الملك".
وأصبح تشارلز (73 عاما) أكبر ملوك بريطانيا سنا عند توليه الحكم. وسيكون أمامه تحدي الحفاظ على تمسك البريطانيين بالنظام الملكي، إذ يعتبر البعض أنه بالٍ، إلا أن إليزابيث الثانية تمكنت من المحافظة على رونقه.
وبات تشارلز أكثر حضورا في الأشهر الأخيرة، ومثل والدته التي عانت مشاكل صحية، إلا أنه يواجه تحديا آخر بعدما أصبح ملكا ورئيس 15 دولة من نيوزيلندا إلى بهاماس.
ويتألف المجلس من هيئة مستشارين خاصة يبلغ عدد أعضائها الآن نحو 670 من كبار الساسة، من بينهم رئيسة الوزراء ليز تراس. وتقدم الهيئة المشورة للملوك منذ عصر النورمان.
كما يحضر اللوردات الروحانيون والعلمانيون، أساقفة كنيسة إنجلترا الذين يجلسون في مجلس اللوردات بمن فيهم رئيس أساقفة كانتربري، إلى جانب أقرانهم العلمانيين في المملكة.
ويضم المجلس أيضا اللورد رئيس بلدية لندن، وكبار موظفي الحكومة والمفوضين الساميين من الدول الأربع عشرة الأخرى التي يتولى فيها الملك منصب رئيس الدولة، وكذلك اللورد رئيس المجلس وتتولى النائبة بيني موردنت هذا المنصب حاليا.
تتم دعوة كل المستشارين لكن لن يتمكن جميعهم من الحضور في ضوء المهلة القصيرة المتاحة. وفي عام 1952، بعد وفاة جورج السادس، حضر 191 عضوا في مجلس خلافة إليزابيث.
واختلط الملك الجديد الجمعة بالجموع أمام قصر باكينغهام بعدما ترجل من السيارة التي كانت تقله، وصافح الحشود، فيما تعالت صيحات "فليحفظ الله الملك".
وفي أول كلمة له بصفته ملكا، وعد تشارلز الثالث بخدمة البريطانيين طوال حياته، مستعيدا الالتزام الذي قطعته والدته على نفسها في عيد ميلادها الحادي والعشرين. وقال في كلمة متلفزة من قصر باكينغهام: "أجدد أمامكم هذا الالتزام بالخدمة طوال حياتي".
وأعلن الملك تشارلز أن نجله الأكبر وليام سيصبح أمير ويلز، مضيفا "أود أيضا أن أعرب عن محبتي لهاري و(زوجته) ميغن في وقت يواصلان بناء حياتهما في الخارج"، علما بأن العلاقات مع نجله الأصغر تدهورت بشكل ملحوظ.
وعن زوجته كاميلا قال تشارلز "أعلم أنها ستفي بمتطلبات دورها الجديد بتفان راسخ أعوّل عليه كثيرا".
وقد كرم العالم الجمعة، ذكرى الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت الخميس عن 96 عاما بعد أن رافقت البريطانيين مدة 70 عاما، مع قرع أجراس الكنائس وطلقات مدفعية من أستراليا إلى المملكة المتحدة، حيث بدأت مرحلة حداد وطني من عشرة أيام.
إطلاق 96 طلقة مدفع
وأقيمت مساء الجمعة مراسم دينية في كاتدرائية القديس بولس في لندن بحضور رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس.
وعند ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي (11,00 ت غ) قرعت أجراس الكنائس في كل أرجاء البلاد ولا سيما في كاتدرائية القديس بولس وكاتدرائية ويستمنستر وقصر ويندسور حيث كانت تقيم الملكة معظم الوقت. وقرع جرس مقر بلدية سيدني في أستراليا التي كانت إليزابيث الثانية ملكة عليها أيضا، 96 مرة عن كل سنة من عمر الملكة الراحلة.
وأطلقت بعد ذلك 96 طلقة مدفع من أماكن عدة في العاصمة البريطانية، مثل برج لندن ومتنزه هايد بارك فضلا عن قصور كارديف وادنبره ويورك وبورتسموث وجبل طارق.
فرانس24/أ ف ب
التعليقات