الخبر من عمق المحيط

هجمات "ألوية الوعد الحق" العراقي بالمنطقة .. لصالح من؟

هجمات "ألوية الوعد الحق" العراقي بالمنطقة .. لصالح من؟
سقطرى بوست -  الأناضول الإثنين, 28 فبراير, 2022 - 10:28 صباحاً

خلال الشهور الأخيرة، تبنى فصيل "ألوية الوعد الحق" العراقي عدة هجمات بالمنطقة، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات عن انعكاسات وتداعيات تلك الهجمات، وكذلك الجهات التي تقف وراء هذا الفصيل.

 

وتتبنى ألوية الوعد الحق شن هجمات ضد السعودية والإمارات، أو التهديد بشنها، في حين لم تتبن أي هجوم داخل الأراضي العراقية عبر منشوراتها في قناتها على التليغرام التي يتابعها أكثر من ستة آلاف مشترك.

 

ونشرت قناة "ألوية الوعد الحق" منذ إنشائها في 23 يناير/ كانون الثاني 2021 سبع منشورات، منها ثلاث بيانات.

 

وتبنّت في بيانها الأول في 24 يناير/ كانون الثاني 2021 هجوماً بطائرات مسيرة على قصر اليمامة في الرياض، وفي بيانها الثاني باركت هجوم جماعة الحوثي على أبو ظبي في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي بطائرات مسيرة أصابت صهاريج لنقل المواد النفطية في منطقة مصفح الصناعية، وأدت إلى حريق قرب مطار أبوظبي.

 

بينما تبنت في بيانها الثالث مسؤوليتها عن الهجوم بأربع طائرات مسيرة على منشآت حيوية في أبو ظبي في 2 فبراير/ شباط الجاري، وهو ما لم تؤكده الجهات الرسمية الإماراتية..

 

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في حينه، عن مسؤول في ألوية الوعد الحق قوله: إنّ "قطع الطائرات المسيرة جاءت من إيران وتمّ تجميعها وإطلاقها من العراق"، وذلك في أعقاب الهجوم على قصر اليمامة في الرياض ما يؤكد اعتراف هذا الفصيل بتلقيه الدعم من إيران وتنفيذه سياسات طهران في منع العراق من العودة الى محيطه العربي والإقليمي.

 

وكانت الامارات والسعودية قد شاركتا إلى جانب دول عربية أخرى بحضور جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ودول إقليمية في قمة بغداد للتعاون والشراكة في 28 أغسطس/آب 2021 لدعم جهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وفقا للآليات الدستورية، وتأكيد اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية.

 

وعلى ما يبدو، فان ألوية الوعد الحق التي تعلن مسؤوليتها عن هجمات على الرياض وأبو ظبي، وتنظم حملات علنية لجمع التبرعات لجماعة الحوثي، هي واجهة لفصائل شيعية مسلحة تتمتع بنفوذ واسع في مؤسسات الدولة العراقية الأمنية والعسكرية.

 

هذا النفوذ يجعلها بعيدة عن ملاحقة الأجهزة الأمنية العراقية التي تبدو غير مؤهلة لاتخاذ إجراءات رادعة ضد تلك الفصائل والجماعات المسلحة.

 

ويُعتقد أن ألوية الوعد الحق هي واجهة إعلامية لتبني عمليات كتائب حزب الله العراقية تجنبا لردود فعل متوقعة ضد هذه الكتائب.

 

وألوية الوعد الحق هي من بين المجموعات الشيعية المسلحة التي ظهرت خريف عام 2019 كمجموعات تتبنى هجمات بالصواريخ أو بالطائرات المسيرة على قواعد عراقية تستضيف قوات أمريكية أو على أرتال الدعم اللوجستي لقوات التحالف الدولي.

 

تلك القوات موجودة في العراق بطلب رسمي من الحكومة العراقية منذ سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل وأجزاء واسعة من محافظات غرب وشمال غرب العراق، وهي لا ترتبط تنظيميا بهيئة الحشد الشعبي ما يعطيها مساحة واسعة من النشاط لتنفيذ الهجمات داخل العراق وخارجه بعيدا عن أي تداعيات قد تتحملها الحكومة العراقية.

 

وظهر بالعراق مجموعات مسلحة في خريف عام 2019 وزادت من نشاطاتها بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 3 يناير/ كانون الثاني 2020 اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس ورفيقه أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.

 

ومن أهم تلك المجموعات المسلحة، أصحاب الكهف وعصبة الثائرين وقبضة المهدي وسرايا ثورة العشرين الثانية و"قوات ذو الفقار وسرايا المنتقم وأولياء الدم وثأر المهندس وقاصم الجبارين، والغاشية ومجموعات أخرى بعضها تبنى عملية واحدة أو عمليتين فقط.

 

وهناك مؤشرات على ارتباط ألوية الوعد الحق بكتائب حزب الله العراق إحدى أقوى وأكبر المجموعات الشيعية العراقية المسلحة الحليفة لإيران، حيث يعيد حساب أبو علي العسكري، المسؤول الأمني للكتائب نشر بيانات الألوية في قناته الرسمية بتطبيق التليغرام.

 

كما نظمت كتائب حزب الله العراق حملات علنية في الشوارع وفي مقراتها للتبرع بالمال لصالح جماعة الحوثي لدعم الهجمات على الإمارات والسعودية، وهو نهج مطابق تماما لألوية الوعد الحق التي تستهدف الدولتين.

 

ويُفهم من هجوم ألوية الوعد الحق، حسب بياناتها المعلنة، أنها تحاول الضغط على دولة الإمارات للتراجع عن دعم العمليات العسكرية للحكومة الشرعية التي حققت إنجازات ميدانية في محافظة شبوة اليمنية ذات الأهمية الحيوية لطرفي الصراع، جماعة الحوثي والحكومة الشرعية والقوات المتحالفة معهما.

 

وقوبلت الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي وألوية الوعد الحق بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ باليستية ومجنحة على أهداف في أبو ظبي بمباركة وترحيب من معظم قيادات المجموعات المسلحة الحليفة لإيران.

 

في حين، وصف رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر ألوية الوعد الحق بانها مجموعة من الإرهابيين الخارجين عن القانون، وطالب حكومة الكاظمي باتخاذ إجراءات حازمة مع هؤلاء لئلا يحدث ما لا يحمد عقباه.

 

وأكد في تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر على أنّ "العراق بحاجة للسلام والهيبة وعدم التبعية لأوامر الخارج، ومن المهم ألّا يكون منطلقاً للاعتداء على دول الجوار والدول الإقليمية". 

 

 


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات