اتجه حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى تعزيز وجوده العسكري شرقي أوروبا بعد زيادة التوترات مع روسيا فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا الأخيرة.
ديسمبر/ كانون أول الماضي قدمت روسيا مسودة اقتراحات إلى حلف الناتو والولايات المتحدة بشأن "الضمانات الأمنية في أوروبا" طلبت فيها التزام الناتو بعدم توسعه شرقاً.
كما تتضمن مسودة الاتفاقية طلبات بعدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفيتي السابق، وفي الدول غير الأعضاء في حلف الناتو، وكذلك عدم استخدام البنية التحتية لهذه الدول للقيام بأية أنشطة عسكرية وعدم التعاون مع هذه الدول عسكرياً.
ومن الدول التي يقصدها الاتفاق استونيا، ولاتفيا وليتوانيا في منطقة البلطيق ، وهي دول كانت ضمن حدود الاتحاد السوفيتي، وأصبحت أعضاء في حلف الناتو منذ عام 2004. وفي العام نفسه انضمت رومانيا وبلغاريا أيضاً إلى الحلف.
كما ترغب كل من أوكرانيا وجورجيا وهما أيضا من دول الاتحاد السوفيتي السابق، الانضمام إلى حلف الناتو، وتندرجان الآن ضمن الدول التي يُطلق عليها شركاء الناتو، إذ تتعاونان مع الحلف منذ سنوات.
وكان الناتو قد عزز من وجوده على الجانب الشرقي بأربع وحدات قتالية متعددة الجنسيات، وتشمل استونيا، ولاتفيا، وليتوانيا وبولندا، بعد قيام روسيا بضم شبه حزيرة القرم الأوكرانية إليها بشكل غير قانوني في 2014.
كما قرر الحلف زيادة وجوده في منطقة البلطيق ورومانيا وبلغاريا بعد تصاعد التوترات مع روسيا في الأشهر الأخيرة.
ووفقاً لمعلومات جمعها مراسل الأناضول، فإن تواجد الناتو في شرق أوروبا يتمثل فيما يلي:
دول البلطيق وبولندا
توجد وحدات قتالية متعددة الجنسيات لدى الناتو في استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا تسمى " الوجود الأمامي المعزز". وتضم هذه الوحدات ما يقرب من 4000 جندي من دول الناتو.
وتقود الولايات المتحدة القوات في بولندا، بالإضافة إلى وجود قوات من كرواتيا ورومانيا وانجلترا.
بينما تقود بريطانيا وحدات الناتو بإستونيا، وتضم قوات من الدنمارك وفرنسا وأيسلندا.
كما تقود ألمانيا، وحدات الناتو في ليتوانيا، حيث تتكون من جنود من بلجيكا والتشيك وأيسلندا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج.
أما الوحدات الموجودة في لاتفيا فتقودها كندا وتضم جنوداً من ألبانيا، والتشيك، وأيسلندا، وإيطاليا، والجبل الأسود، وبولندا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا وإسبانيا.
تنتشر وحدات الدبابات ووحدات الدفاع الجوي والمراقبة والاستخبارات في دول البلطيق وبولندا. وتقوم مقاتلات الناتو بدوريات جوية في المنطقة. وتتولى قيادة الحلفاء الجوية في ألمانيا مهمة قيادة الدوريات الجوية لحلف الناتو في المنطقة.
كما تقوم قوات متعددة الجنسيات بمهمات عديدة للحلف في بحر البلطيق، وفي هذا الإطار تُنفذ دوريات في المنطقة الموجودة تحت سيادة الدول الأعضاء بالحلف وفي المياه الدولية.
رومانيا وبلغاريا
يتمثل العنصر الرئيسي لوجود الناتو في رومانيا في القوات البرية، ويصل تعدادها إلى حوالي 4000 فرد.
تقوم رومانيا وبلغاريا بالدوريات الجوية بنفسها، وأحيانا يدعم الحلفاء بالناتو هذه المهمة بإرسال طائرات حربية.
علاوة على هذا توجد قوات أمريكية في قواعد عسكرية مختلفة في رومانيا وبلغاريا.
ويخطط الناتو لتعزيز وجوده في هذين البلدين، إلا أنه لم يتوصل بعد لقرار نهائي.
تعزيزات عسكرية لمناطق شرق وجنوب شرق أوروبا
إضافة إلى الوحدات العسكرية المذكورة أعلن الناتو هذا الأسبوع أنه سيرسل طائرات وسفنًا حربية أخرى إلى شرق وجنوب شرق أوروبا في خطوة تعزيزية لأنظمة الردع والدفاع.
وفي هذا الإطار سترسل الدنمارك فرقاطة إلى بحر البلطيق بالإضافة إلى أربع مقاتلات من طراز إف- 16 إلى ليتوانيا لدعم الدوريات الجوية لحلف الناتو في المنطقة.
كما وصلت مقاتلات أمريكية من طراز إف- 15 لقاعدة أماري الجوية بإستونيا. وستكون مهمتها تعزيز الدوريات الجوية للناتو بدول البلطيق. وستبقى الطائرات في القاعدة حتى نهاية الأسبوع المقبل.
بالإضافة لذلك تخطط إسبانيا لإرسال مقاتلات إلى بلغاريا، كما سترسل سفنا حربية إلى المنطقة لدعم القوات البحرية للحلف.
كذلك أعلنت فرنسا عن استعدادها لإرسال قوات إلى رومانيا ، وأعلنت هولندا أنها سترسل مقاتلتين من طراز إف - 35 إلى بلغاريا للمشاركة في الدوريات الجوية اعتبارًا من أبريل/ نيسان المقبل
حاملة طائرات أمريكية بالمتوسط
بالإضافة إلى شرق وجنوب شرق أوروبا يتواجد الناتو أيضاً في البحر المتوسط. ومؤخراً انطلقت تدريبات "نبتون سترايك 2022" البحرية في المتوسط بمشاركة حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان.
وبتلك التدريبات البحرية، تتم عملية نقل المجموعة الهجومية التابعة لحاملة الطائرات ترومان إلى قيادة الناتو في سابقة هي الأولى من نوعها منذ الحرب الباردة.
وتقوم السفن الحربية التابعة لقيادة قوات الهجوم والدعم البحرية بحلف الناتو إلى جانب الأسطول السادس الأمريكي بدوريات في البحر المتوسط.
وعقب ازدياد التوتر مع روسيا أصدرت الإدارة الأمريكية تعليمات للمجموعة الهجومية التابعة لحاملة الطائرات بالبقاء في المتوسط لتقديم ضمانات أمنية للدول الأوروبية.
وبدلاً من انتقال حاملة الطائرات ترومان والسفن الخمسة التابعة لها إلى منطقة القيادة المركزية التي تضم شمال شرق إفريقيا، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا تقرر بقاءها في منطقة العمليات الأوروبية.
التعليقات