يختلف سحر المواهب والقدرات الفردية للأشخاص المبدعين بمستوى إتقانهم لما يقومون به، وتزداد معايير تقييمهم عبر ما يتم اكتشافه من إمكانيات لا تصلح لغيرهم، ما يجعل منهم عملة نادرة وحالة فريدة.
الأردني محمد قسيم الصياحين (50 عاما)، عُرف قبل ما يزيد على ثمانية أعوام باسم "أبو الحروف"، إبان مشاركته في برنامج المواهب العربية، فهو يستطيع عد حروف أي عبارة مهما كان طولها فور الانتهاء من قراءتها، ولغاية 300 حرف عربي.
وبنفس الإمكانيات، فإن الصياحين يستطيع أيضا تطبيق ما يفعله على اللغة الإنجليزية، وعلى 4 لغات أخرى بمجرد النظر إليها وهي التركية والفرنسية والروسية والإيطالية.
وبطرح عدد من الأسئلة عليه، لمعرفة عدد الحروف، أجاب بدون تفكير: "الجمهورية التركية 16 حرفا"، و"رجب طيب أردوغان (الرئيس التركي) 13 حرفا"، و"وكالة الأناضول 13 حرفا"، و"السلام عليكم ورحمة الله 20 حرفا"، و"المملكة الأردنية الهاشمية 23 حرفا".
"أبو الحروف" أراد أن يثبت تفرده بما يقوم به، فقد استطاع خلال السنوات الماضية أن يدخل بقوة إلى عالم الأرقام، عبر عمليات حسابية دقيقة، وألعاب خفة بالرياضيات.
** موهبة ساحرة
من غير الممكن أن تجلس معه دون أن تسحرك موهبته، فبمجرد أن تذكر أمامه تاريخ ميلادك، يستطيع الصياحين حساب عمرك بالأعوام والأشهر والأيام خلال ثانية واحدة فقط، بسرعة تفوق الحاسوب والآلة الحاسبة، على حد قوله، مثبتا في ذلك أن من اخترع التكنولوجيا قادر على التغلب عليها.
وفي عملية حسابية، أراد أن يبرهن الصياحين لمراسل الأناضول مستوى قدراته، وذلك من خلال جمع تاريخ ميلاد شخصين مختلفين مع أعمارهما وأفضل عام مر عليهما، والفرق بين ذلك العام والعام الحالي، لتكون النتيجة واحدة لكليهما وهي 4042 رغم اختلاف الإجابات.
موهبة الصياحين دفعته إلى الخوض في إعجاز كلام الله في القرآن الكريم، وقد استنتج عبر الأرقام تشابها بعدد الأحرف لآيات القسم بسور "العاديات" و"الذاريات" و"المرسلات" و"النازعات".
ويبين للأناضول أن الآيات الأولى التي ورد فيها قسم الله في هذه الآيات، قد تساوت أعداد أحرفها، ففي السورة الأولى عدد كل آية من الآيات الثلاث الأولى 13 حرفا، وهو ما ينطبق على الآيات الأربع الأولى في السورة الثانية، والخمسة الأولى في الثالثة، والخمسة الأولى للأخيرة أيضا.
ويوضح أن "هناك سر رباني في هذا الرقم بهذه الآيات والله أعلم، فهذه الآيات تتعلق بالخيل والغزوات والمعارك"، داعيا علماء التفسير للبحث في هذا الموضوع واستعداده عبر موهبة عد الأحرف لمساعدتهم.
ولفت أنه اكتشف نفسه بمحض الصدفة خلال درس للتاريخ قبل نحو 36 عاما، ولكنه لم يجد من يتبنى موهبته من الجهات الرسمية.
ولشدة حالة الإحباط التي يعيشها من عدم الالتفات لموهبته، أكد أنه على استعداد لتسجيل رقمه القياسي (حال بلوغه) في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، باسم أي دولة تتبناه.
التعليقات