من خلال تغطية قضايا القتلة المتسلسلين وجرائم القتل البشعة، سجلت المدونة على موقع يوتيوب، إليانور نيل، أكثر من 131 مليون مشاهدة للفيديوهات التي تبثها.
وقالت إليانور نيل لبي بي سي إنها انضمت إلى بودكاست نادي الحب والكراهية للتحدث عن تطورها كمحققة في مجال الجرائم الحقيقية، كما كشفت عن بداياتها المتواضعة كفنانة تجميل على يوتيوب.
وتعترف نيل قائلة: "لقد كنت دائما مولعة بأجواء الجريمة الحقيقية، منذ أن كنت صغيرة جدا، فكانت والدتي متابعة دائمة لمسلسل تحقيقات مسرح الجريمة، وأشياء من هذا القبيل".
وقد ازداد هوس نيل بجرائم القتل والقتلة في سن الخامسة عشرة عندما اشتركت في قناة نتفليكس على الإنترنت.
وتقول نيل: "أعتقد أنني شاهدت قسم الوثائقيات بأكمله في أسبوع واحد، لقد كنت مثل الذي يريد على نحو ما وظيفة في ذلك المجال".
"أدمغة القتلة"
وبعد تحديد ما أرادت القيام به، ذهبت نيل إلى الجامعة لدراسة علم النفس.
وتشرح نيل قائلة: "إن أكثر ما يثير اهتمامي هو مدى اختلاف أدمغة القتلة عن عقولنا، فعلى سبيل المثال ، لا يمكنني شخصيا الخروج وقتل شخص ما ، ولا أشعر بأي ندم وأواصل حياتي كما لو أن ذلك لم يحدث أبدا، لكن يبدو أن القتلة يفعلون ذلك وهذا ما تسحرنيعملية الكشف عنه".
قناة يوتيوب
وعلى الرغم من أن نيل كانت مولعة بدراسة نفسية القاتل المتسلسل، إلا أنها اضطرت إلى ترك الكلية بسبب المرض وذلك عندما تعثرت بموقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، ولكن بدلا من عمل محتوى يتعلق بالجريمة الحقيقية على قناتها، استلهمت نيل تجربة جيمس تشارلز ناشط اليوتيوب في مجال التجميل.
وتقول نيل: "ومثلما فعل جيمس تشارلز، بدأت في تقديم دروس في مجال التجميل، ولكن كان ذلك أيضا هو ما جعلني أرغب في القيام بأشياء أخرى غير التجميل لأنني نظرت إلى جيمس تشارلز وقلت إن هذا ليس أنا، لا يمكنني القيام بهذه النوعية من المهارة".
وبعد مرور عام ونصف على قناة التجميل الخاصة بها، انتقلت نيل من أحمر الخدود إلى إراقة الدماء وبلغ معدل مشاهدة الحلقة حوالي مائة مشاهد. وبعد ذلك بـ 3 سنوات، اجتذبت قناة نيل أكثر من مليون مشترك.
وتقول نيل: "لم يكن مقطع فيديو واحد فقط هو الذي حقق هذا النجاح، وأعتقد أن قناتي بأكملها قد تم وضعها في القسم الموصى به على يوتيوب، وقد حصل بعض مقاطع الفيديو الخاصة بي على مشاهدات أكثر من المعتاد وواصلت الأداء بشكل أفضل وأفضل ".
"خيوط جديدة"
و قد ساعدالعدد الهائل من المتابعين إليانور في العثور على خيوط جديدة في تحقيقاتها حيث يمكن قسم التعليقات على مقاطع الفيديو التابعة لها المشتركين في قناتها من إرسال النصائح واقتراح خطوط جديدة للتحقيقات.
وتقول نيل: "إنه عندما أنشغل ببحثي أنتقل إلى الجزء التالي من القصة ثم الجزء التالي، وسيكون هناك شيء ما فاتني، وسيشير الناس إلى ذلك وأقول يا إلهي لا بد أن القاتل كان يفعل ذلك في هذه المرحلة من القصة ولم ألاحظ الأمر".
وتعتقد نيل أنها شحذت مهاراتها كمحققة، لكنها تعترف بأنها لا تزال تنظر إلى بعض مقاطع الفيديو القديمة بأسف.
وتقول نيل: "نظرت إلى الوراء في الفيديو الذي قمت بعمله عن بيغ دوهيرتي وكنت أنطق اسمها بطريقة خاطئة وأشياء من هذا القبيل، وكنت أبحث في الأماكن الصحيحة (لدى البحث) ولكن ليس في عدد كاف من تلك الأماكن".
التأثير العاطفي
ويعني قضاء المزيد من الوقت في التحقيق ساعات وساعات من الخوض في القضايا المزعجة. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون لهذا تأثير عاطفي.
وتتذكر نيل قائلة: "أتخلص من كل المشاعر أثناء تحقيقي، لكن أتذكر أنني عندما كنت أحقق في قضية جيمي بولغر التي تعد واحدة من أسوأ الحالات التي سمعت عنها في حياتي، أتذكر أنني بكيت كثيرا بينما كنت أحقق في تلك الحالة".
وعلى الرغم من ذلك، تقول نيل إنها تمكنت من فصل نفسها عن القصص التي تحقق فيها.
وتضيف نيل قائلة: "بالنسبة للجزء الأكبر من التحقيقات فقد كنت جيدة جدا في التعامل باعتبار أن هذه هي وظيفتي، وهذا ما يجب أن أفعله، وعقلي يعرف متى يحين وقت العمل ومتى يحين الوقت الشخصي".بي سي عربية
التعليقات