ناقش مقال في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قضية تهديد الذكاء الاصطناعي، وإذا ما كانت التقنية المتطورة ستقضي على البشر، بعد أن قضت الآلة على الحيوانات سابقا.
وفي مقاله، كتب مارتن وولف، بأنه كان في بريطانيا عام 1900 قرابة 3.3 مليون حصان، تستخدم للنقل، وحمل السلاح، أما اليوم فبقي عدد قليل من الخيول، بعد أن أصبحت شيئا عفا عليه الزمن.
وتساءل الكاتب: "هل يمكن أن يصبح البشر تقنية عفا عليها الزمن في يوم من الأيام، وتحل محلهم آلات أكثر براعة وذكاء وإبداعا؟".
ويتابع الكاتب بحسب ما نشرت "هيئة الإذاعة البريطانية" بأن الابتكارات التكنولوجية تخلق أنواعا جديدة من العمل عندما يكون الهدف منها تحسين أداء الموظفين، وليس أن تحل محلهم.
وأشار إلى أنه وفقا لتحليل لبنك غولدمان ساكس، فإن "الجمع بين وفورات كبيرة في تكاليف العمالة، وخلق فرص عمل جديدة، وزيادة الإنتاجية للعمال، يزيد من إمكانية ازدهار إنتاجية العمل".
ويتابع بأن رؤية البنك مشابهة لما تبع ظهور المحرك الكهربائي، والكمبيوتر الشخصي، مقدرة بأن يرفع الذكاء الاصطناعي الإنتاجية والنمو في الولايات المتحدة على سبيل المثال بواقع 1.5 نقطة مئوية.
في وقت سابق، كشف تقرير أعدته شبكة "CNBC"، عن انخفاض عدد الوظائف في القطاع التكنولوجي هذه السنة بأكثر من 5% مما فعل خلال 2022 كاملة.
ورأت أن ما استجد في سوق العمل بقطاع التكنولوجيا، ليس خوف العمال من التسريح فحسب، إنما فرضية استبدالهم جميعا، لافتة إلى تقرير "غولدمان ساكس" الذي أظهر أن هناك 300 مليون وظيفة على مستوى العالم ستتأثر بالذكاء الاصطناعي والتشغيل الآلي.
ونقلت "CNBC" عن خبراء قولهم إن الذكاء الاصطناعي و"Chatgpt" لا ينبغي أن تثير الخوف بين الموظفين لأن هذه الأدوات ستساعد الأشخاص والشركات على العمل بكفاءة.
وتوقعت أن يكون المبدعون في صناعة التكنولوجيا مثل المصممين ومنشئي ألعاب الفيديو والمصورين، هم من بين أولئك الذين من المحتمل ألا يتم القضاء على وظائفهم تماما، ولكن سيساعد الذكاء الاصطناعي هؤلاء على القيام بالمزيد من العمل وإتمام وظائفهم بشكل أسرع.
وأكدت أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستؤثر على الأشخاص الذين يرتكزون في عملهم على المعلومات والبيانات، لأن التقنية تتيح القدرة على إنشاء المسودات الأولى بسرعة كبيرة لأشياء مختلفة مثل الكتابة، أو البرمجة، أو إنشاء الصور، والفيديو، والموسيقى.
التعليقات