سقطرى بوست - خاص 

ثلاثة مليارات دولار "صرفتها" الأمم المتحدة على إغاثة اليمنيين العام المنصرم. بيد أن الكثيرين يشكون من عدم قبض شيء إلا الريح.

في مخيمات مهترئة والتي داهمتها السيول الناتجة عن الأمطار، يعيش الاف النازحين، وسط جوع وفقر وبعيدا عن أي اهتمام.

ويشكو هؤلاء النازحين من عدم الحصول على معونات من المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، والتي تواجه سيلاً من الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية شبهات فساد في توزيع المساعدات والمنح المقدمة لمعالج الأزمة الإنسانية التي يرزح تحت وطأتها نحو 20 مليون من سكان البلاد.

 تقف الأمم المتحدة على رأس الجهود الإغاثية الرامية للتخفيف من وطأة الأزمة، بالعمل مع شركاء محليين ودوليين من منظمات ومؤسسات مختلفة. بيد أن إعلاميين ونشطاء حقوقيين في اليمن أطلقوا حملة أثاروا من خلالها ملف المزاعم حول التلاعب بالمساعدات ومطالبات المنظمات باعتماد الشفافية بالكشف عن الأموال التي تلقتها وكشوفات الصرف الخاصة بها.

ونشطت الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر الأمم المتحدة كشوفات تضم أسماء 96 منظمة محلية ودولية تسلمت خلال العام 2018 ما يزيد على 2.6 مليار دولار، وقائمة أخرى بـ62 منظمة تسلمت 449 مليون دولار خلال الأربعة الأشهر الأولى من العام الجاري.

ويعتبر الهلال الأحمر الاماراتي واحدا من الجهات والجمعيات التي ظهرت في كشوفات المنظمات التي استلمت الدعم حيث استلم الهلال الاماراتي خلال 2018مبلغ 920 ,1,294,717 دولار، ويعطي للمحتاجين في التحيته في محافظة الحديدة 10اقراص روتي!

ومنذ يومين تشهد مواقع التواصل الاجتماعي انتقادا واسعا ولاذعا، يسلط الضوء على الأموال التي استملها الهلال الأحمر الاماراتي، وصورا للكروت التي يقوم الهلال الأحمر بتوزيعها على المحتاجين، ومحددة ب10 أقراص روتي.

 يقول الصحفي، معاذ المقطري، ساخرا "بالنسبة للكرت الخاص بالروتي حق رمضان اللي صرفه الهلال الاحمر الإماراتي للمنكوبين في الحديدة ..كان سيكون كرت محترم لو وقع فيه قليل شربة بجوار الروتي ..والا حتى علبة زبادي ..او علية تونه او أي سبغ.اما 10 اقراص روتي ناشف ..فهذا غير لائق بإمارات الخير! حتى موش بالهنجمة حق الكرت". 

وكتب الصحفي توفيق الشرعبي؛ معلقا بالقول "الفقر ليس الجوع  ..  الفقر هو القهر ، الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح".

ويقول الناشط الحقوقي، ياسر المليكي، وهو قائد حملة "وين الفلوس" "في إطار تتبع المنظمات التي استلمت أموال المانحين ومدى التزامها بمعايير الشفافية الدولية والمحلية والإفصاح عن المعلومات، بحثنا عن المنظمات المحلية التي تسلمت الأموال خلال 2018، بلغت المنظمات المحلية 40منظمة، وجمعنا في الجدول الاسم والمبلغ المستلم والموقع الالكتروني وتحديثه، والتقارير السنوية والانجاز، والقوائم المالية وحجم التمويلات ومصادرها للاسف أغلب المنظمات لم تلتزم بمعايير الشفافية وخصوصا المالية ،على الإطلاق".