تعيش سقطرى أوضاع معيشية مأساوية وأزمات خانقة تتفاقم يومًا بعد آخر، في ظل استمرار سيطرة مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيًا على المحافظة.
وتتنوع المآسي في الأرخبيل بدءًا بغلاء المعيشة وتفشي البطالة وارتفاع أسعار الوقود، إضافة إلى مضي أدوات الإمارات في ملشنة الحياة في المحافظة.
يقول الناشط عاطف السقطري: إن "الإمارات تتحكم بأجواء وموانئ سقطرى وصنعت أزمة المواد الغذائية والمشتقات النفطية".
وأشار إلى أن "الإمارات اليوم تجرّ سقطرى لأزمات لا أول لها ولا آخر".
وأضاف أن المندوب الإماراتي خلفان المزروعي يأتي ببواخر وطائرات باسم المساعدات الإنسانية ثم يبيعها في الأسواق بأسعار تفوق قدرة الناس بحجة أن اليمن بلاد حرب .
وذكر أن المحافظ رمزي محروس كان يفرض عليهم (على مندوبي الإمارات) صرف تلك المساعدات بالمجان لطالما أنها وصلت باسم المساعدات . لافتًا إلى أن المحافظ كان يطلب منهم فيما يخص أي استثمار تجاري أن يتم عبر الدولة بعقود رسمية وضرائب تتفق مع القانون والدستور اليمني .
وأكد أن المواطنين في سقطرى يطالبون بعودة المحافظ إلى المحافظة، بعد أن تآمرت الإمارات على اخراجه بتواطؤ سعودي.
أزمة وقود
وتعد أزمة الوقود إحدى أكثر الأزمات التي يعانيها المواطنون في سقطرى، منذ سيطرت مليشيا الانتقالي على الأرخبيل.
ومنذ أيام، تشهد سقطرى أزمة وقود، حيث أغلقت المحطات أبوابها.
وتؤكد مصادر محلية أن أن أزمة الوقود أثرت كثيرا على العديد من المجالات والأعمال في المحافظة، لا سيما القطاع الزراعي، الذي يمثل مصدر دخل للكثير من المواطنين. مشيرين إلى أن الربع الأخير من العام 2020 كانت أزمة الوقود فيه هي الأكبر والأضر.
كما أثرت أزمة الوقود بشكل كبير على مهنة الاصطياد، حيث ساءت الأحوال المعيشية للصيادين وارتفعت أسعار الأسماك.
انتشار الوباء مع تزايد الرحلات الإماراتية
تشهد سقطرى منذ أيام انتشارًا واسعًا لأوبئة فيروسية، يعتقد أنها كورونا.
وقالت مصادر طبية إن الوباء يتفشى في الأرخبيل بشكل متسارع، في ظل عدم وجود أجهزة فحص بي سي آر، ولا كوادر مؤهلة للتعامل مع حالات الإصابة.
وتزايد تفشي الوباء الفيروسي مع زيادة رحلات الطيران القادمة من الإمارات، وهي رحلات تنقل أجانب وخبراء إلى المحافظة.
ملشنة المحافظة
ولا تقتصر معاناة المواطنين في سقطرى على الخدمات والغذاء والوقود، حيث يشكون استمرار مضي الإمارات ومليشياتها في عسكرة الحياة في الأرخبيل.
تواصل الإمارات رحلاتها الجوية إلى مطار الأخبيل، تنقل على متنها أجانب وخبراء، وسط تحذيرات مجتمعية من تحويل الجزيرة إلى مكان للقوات العسكرية الأجنبية.
كما تستمر السفن الإمارات في الوصول إلى ميناء سقطرى، تحمل أسلحة وسيارات وزوارق عسكرية، كان آخرها "سفينة تكريم" التابعة لمؤسسة خليفة.
وكانت تقارير غربية كشفت سابقا أن خبراء إسرائيليين وصلوا سقطرى على متن طائرة إماراتية, مضيفة أن الإمارات وإسرائيل تعتزمان بناء قواعد عسكرية واستخباراتية في جزيرة سقطرى.
دعوات لانتفاضة شعبية
ويدعو نشطاء سقطريون أبناء المحافظة بمختلف توجهاتهم إلى الانتفاضة للمطالبة بإصلاح الوضع العام في الأرخبيل بدَا بإنهاء الإنقلاب غير الشرعي على السلطات المحلية الشرعية إضافة إلى معالجة ما رافق ذلك الإنقلاب من انهيار في الخدمات
يقول الناشط بن صافف السقطري: "حجم التلاعب والمتاجرة بمعاناة المواطنين الذي أكتشفته في الواقع السقطري من قبل بعض النخب السقطرية الموالية للإمارات وما يعرفون بالمندوبين الإماراتيين في سقطرى كبير".
وأشار في منشورٍ على صفحته بالفيسبوك رصده "سقطرى بوست" إلى أن الوضع "يستدعي الإنتفاضة الضرورية والوقوف الواجب والتصدي السريع له".
وغادر المحافظ رمزي محروس المحافظة عقب التمرد الذي نفذته مليشيا الانتقالي على السلطة المحلية والقوات الحكومية في 19 يونيو 2020، بدعم إماراتي وتواطؤ سعودي.
التعليقات