الخبر من عمق المحيط

أطفال في محرقة الحرب.. أم مكلومة تروي فاجعة عودة طفلها إليها قطع لحم ممزقة

أطفال في محرقة الحرب.. أم مكلومة تروي فاجعة عودة طفلها إليها قطع لحم ممزقة
سقطرى بوست -  تقرير خاص الثلاثاء, 19 مارس, 2019 - 04:00 مساءً

فاطمة أمرأة يمنية ذات الخمسين عاما، تقف بجوار منزلها كل صباح تندب حظها بعد أن ودعت أحد فلذات أكبادها في الحرب التي شهدتها مناطق حجور اليمنية شمالي غرب البلاد.

تقول "فاطمة" إن مأساة فقدانها لزوجها الذي سقط من أعلى سطح أحد البنايات التي كان يعمل فيها لن تنتهي بعد لتأتيها فاجعة موت ولدها سيف ذو السبعة عشرة عاما وهو يقاتل في صفوف الحوثيين.

تتحدث المرأة الحزينة لـ "المهرة بوست"، عن فاجعة سيف الذي كما تقول أُخذ من عندها بحجة أنه ذاهبا إلى محافظة ذمار وسيعود إليها بعد أسبوع.

تتساقط دموع فاطمة كلما أسهبت في الحديث، وبين الحينة والأخرى تدعو بحرقة الأم المكلومة على من ظلمها وساق أبنها إلى محرقة الموت التي حدثت في حجور.

وبعد أن غادر من عندها بحجة الذهاب إلى ذمار علمت "فاطمة" كما تقول إن ولدها سيف غادر إلى حجور بعد أن تعرض لخديعة الحصول على بطاقة ومن ثم يعود بعدها إلى صنعاء.

وتستطرد الأم فاطمة أخبرني أحد أصدقائه أنه كان يريد العودة وأرتعب عندما وصل إلى "حجور" لكنهم منعوه وبعد أيام سقط بأحد غارات التحالف كما أخبروها.

ظاهرة ترافق الحرب ..

ليس سيف وحده  من راح ضحية الحرب في اليمن، وضحية ظاهرة تجنيد الاطفال فقط، فبحسب التقارير فإن ظاهرة تجنيد الأطفال تتفاقم في اليمن خصوصاً منذ اندلاع الحرب  الطاحنة التي تعيشها البلاد منذ مطلع العام 2014م .

وتقول تقارير حقوقية  إلى أن المنظمة الدولية وشركاءها رصدوا تجنيد الأطفال في اليمن في صفوف الجيش والجماعات القبلية المسلحة وأيضاً من جانب جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة.

تجنيد الأطفال لايقتصر على الحوثيين فقط 

ومؤخرا كشفت تقارير دولية عن ضلوع اطراف أخرى في ظاهرة تجنيد الأطفال لخدمة صراعاتها السياسية، وتصاعد المخاوف تجاه استمرار التوجهات القائمة لدى تلك الأطراف لتجنيد ما تبقى من الطفولة بشكل رسمي عبر دمجهم في الجيش بعد انتهاء الحرب.

ويرى مراقبون أن الأطفال يتم إقحاهم براتب زهيد ومزايا غير مشجعة  في الحروب والصراعات  تحت عناوين ومسميات عدة ضمن دائرة الصراع القائم بين اطراف الأزمة اليمنية من جهة، و الجماعات الارهابية النشطة في اليمن من جهة أخرى، وهذه الأخرى لا تجد بدورها حرج في تجنيد الأطفال لتنفيذ عمليات انتحارية  هنا وهناك، او خوض مواجهات مسلحة مع القوات النظامية ، كظاهرة دخيلة على المجتمع اليمني، وهذا ما تؤكده منظومة العادات الاجتماعية والقواعد العرفية والقبلية في اليمن. 

دون سن الثامنة 

 وقد أكدت منظمة اليونيسيف ، في تقرير رسمي لها، ان ثلثي المقاتلين في اليمن هم من الأطفال دون سن الثامنة عشرة, ووضح أن كل  الأطراف المتحاربة في اليمن تتورط في قضية تجنيد الاطفال .. فاللجان الشعبية المسلحة التابعة لحركة انصار الله و القوات المؤيدة للرئيس هادي والمدعومة من قوى التحالف بقيادة السعودية, جمعيها قامت بإرسال أطفال تتراوح اعمارهم بين سن الرابعة عشرة وما دون سن الثامنة عشرة عام الى خطوط المواجهة الأمامية في جبهات القتال المستمر في اليمن لأكثر من عام حتى الآن، وسقوط عشرات الآلاف بين قتيل وجريح غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال".

 لا تقتصر الأضرار على كونهم مهددون بالموت فقط .. فهناك من عادو من الموت بعد أن مروا من خلاله  ولكن ببقايا اجساد ...  مبتوري الاطراف .. او فاقدين لجزء حيوي من أجسادهم .. غير الاضرار النفسية الت ترافقهم مدى الحياة .. لتظل ظاهرة تجنيد الاطفال لعنة ترافق الطغاة .. وستصيبهم بإذن الله ...

 


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات