الخبر من عمق المحيط

(تقرير خاص) منهجية الإمارات لإسقاط سقطرى.. تحريض السكان على السلطة المحلية وتعزيز شعبيتها بالمال

(تقرير خاص) منهجية الإمارات لإسقاط سقطرى.. تحريض السكان على السلطة المحلية وتعزيز شعبيتها بالمال

[ محروس في مواجهة "المزروعي" ]

سقطرى بوست -  تقرير خاص الأحد, 15 سبتمبر, 2019 - 02:29 صباحاً

منذ أسبوع بدأت الإمارات بتحريض السقطريين ضد السلطات المحلية في الأرخبيل، في وقت نشرت ميليشياتها الأمنية في جميع أنحاء الجزيرة.

 

وقال السكان إن الضابط الإماراتي خلفان المزروعي الذي وصل إلى جزيرة سقطرى الاثنين الماضي، يقوم بتوزيع الأموال على السكان والوجهات الاجتماعية في الجزيرة وتحريضهم ضد السلطات المحلية.

 

توزيع الأموال

وقال سكان لـ"سقطرى بوست" إن المزروعي يقوم بتوزيع الأموال حتى على الأطفال في كل المناطق التي يقوم بزيارتها.

 

ولفت السكان إلى أن المزروعي وصل يوم السبت منطقة بدهوله ومناطق مجاورة والتقى بالسكان محرضاً ضد السلطات المحلية ووعدهم بأن تكون الإمارات مصدر للحلول في الخدمات.

 

وتقوم أبوظبي بشراء ذمم بعض رجال القبائل وتعدهم بتنفيذ مشروعات صغيرة خاصة بهم في الجزيرة، مقابل مواجهة الرافضين لبقائها.

 

وقال مسؤول محلي في سقطرى تحدث ل"سقطرى بوست"  شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من انتقام الإمارات، إن أبوظبي قامت باستهداف المؤسسات الخدمية في الجزيرة من أجل إفشال السلطات المحلية وتقديم نفسها للسكان "كمنقذ".

 

ولفت المسؤول إلى أن السلطة المحلية غير قادرة بالفعل على مواجهة القوة العسكرية الضخمة للإمارات التي يحركها "المزروعي"، وسكان الجزيرة لم يسبق أن عانوا هذا الاستقطاب المخيف من دولة أجنبية على أراضيهم.

 

توعد السلطة المحلية

وقال إن "المزروعي قام بنهب مولدات الكهرباء التابعة للجزيرة كما يفعل اللصوص وقطاع الطُرق، رافضاً الجلوس مع السلطة المحلية".

 

وكان محافظ سقطرى رمزي محروس، قد وجه الاتهام للمندوب الإماراتي العميد "خليفة المزروعي" بالوقوف وراء الاعتداء على مؤسسات الدولة في الجزيرة. ووجه الجيش والأمن بفرض طوق على مكان سرقة المولدات لكن مدير الأمن تمرد على توجيه المحافظ.

 

وأشار إلى أن المزروعي سبق أن توعد "السلطة المحلية" بإسقاطها وتعيين سلطة جديدة من "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، وفرض أمر واقع عبر ميليشيات الحزام الأمني التابعة لها والذي بدأ ينتشر ويضع حواجز تفتيش جديدة.

 

ولفت المسؤول إلى أن السلطة المحلية ضيقت على التحركات الإماراتية في الجزيرة منذ 2018 مع وصول القوات السعودية إلى سقطرى. لكن تبدو الآن مصممة على تنفيذ انقلاب كامل.

 

حياد سعودي

وكانت القوات السعودية قد دخلت في سقطرى في مايو/أيار 2018 بعد أزمة كبيرة بين الإمارات والحكومة الشرعية اُتهمت فيها الإمارات باحتلال الجزيرة. وجاء الوجود السعودي لكبح تحركاتها لكنها أنشئت ميليشيات كتلك التي انقلبت على السلطة الشرعية في عدن وأبين شهر أغسطس/آب الماضي.

وجندت أبوظبي المئات منذ مطلع العام الجاري من أبناء سقطرى استعداداً للانقلاب على السلطة الشرعية.

وقال مصدر أمني ل"سقطرى بوست" إن القوات السعودية الموجودة في الجزيرة ما تزال محايدة ولم تقم بأي خطوات دعماً للحكومة الشرعية.

وأضاف، أن ذلك يظهر واضحاً من عدم قدرتها على حماية ناقلة نفط تابعة لها هذا الأسبوع بعد اعتراض قوات وموالين للإمارات في "قلنسية".

 

محاولة كسب السكان

وقال مصدر في مطار سقطرى ل"سقطرى بوست" إن أبوظبي تقوم بتسيير رحلات من الجزيرة إلى "مطار الريان" في المكلا، كجزء من حملتها لتحسين صورتها أمام المجتمع المحلي في الجزيرة.

ولفت المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن أبوظبي تتحكم بالمطار، وتملك ميناء خاص بها في الجزيرة.

وقال إن السقطريين يعرفون أطماع الإمارات وأنها تكرس نفسها كـ"استعمار جديد" للجزيرة.

ولم يصدر تعليق بَعد من الحكومة الشرعية على التحركات الإماراتية في جزيرة سقطرى.

 

رفض شعبي

وفي يونيو الماضي خرج أهالي سقطرى في أكبر مظاهرة شهدتها مدينة حديبو المركز الإداري لأرخبيل سقطرى لاستنكار ورفض الدعوات والشعارات الرامية إلى تمزيق المجتمع السقطري، وبث الفرقة والشقاق بين أبنائه، مؤكدين أنها دعوات مغرضة وسلوك دخيل على عاداتهم وتقاليدهم.

 

وخرجت التظاهرة تؤكد وقوف أبناء سقطرى إلى جانب السلطة المحلية وتعزيز للتلاحم الوطني ضد الوجود الإماراتي في الجزيرة. حيث تملك أبوظبي معسكرات وقاعدة عسكرية متقدمة في الجزيرة الاستراتيجية في بحر العرب.

 

وتحاول أبوظبي عكس تأثير هذه التظاهرة والتأثير على السلطة المحلية لإسقاطها. لكن السكان يعتبرون "المزروعي" حاكماً عسكرياً إماراتياً على الجزيرة. 

 

وقال الشيخ عيسى بن سالم السقطري (شيخ مشايخ الجزيرة) في مقابلة تلفزيونية قبل أسابيع إن أبناء الجزيرة يرفضون ما أسماه الاحتلال السعودي الإماراتي لأي محافظة يمنية بشكل عام وجزيرة سقطرى بشكل خاص.

 

وابدى الشيخ السقطري استغرابه من الصمت السعودي على التصرفات الإماراتية رغم الوجود العسكري السعودي بالجزيرة، ومؤكدا أن سقطرى وأبناءها سيتصدون لكل من يحاول عرقلة عودة الشرعية مهما بلغ الثمن.

 

ويبدو أن "سقطرى" كانت الهدف الأساس لدخول الإمارات في التحالف ضد جماعة الحوثي المسلحة، حسب ما أفاد الصحافي البريطاني المخضرم المهتم بشؤون الشرق الأوسط باتريك كوكبورن.

 

وأشار إلى أن الإماراتيين "حصلوا على جزيرة سقطرى الاستراتيجية التي لم يكن هناك أي حرب فيها لكن أبوظبي هبطت على الجزيرة من أجل السيطرة عليها وبالسيطرة على عدن وسقطرى يمكن أن تسيطر الإمارات على معظم النصف الغربي الجنوبي من اليمن".

 


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات