شهدت مدينة الغيضة اليوم الأربعاء فعالية هزيلة نظمها القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، الشيخ عبدالله عيسى بن عفرار، في ساحة منزله، وخلت من الشخصيات الاجتماعية وكوادر المحافظة. 

وجاء هذا الحشد الضعيف للقيادي بالانتقالي عبدالله بن عفرار، بعد أكثر من شهر على عزله من رئاسة المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، جراء انحرافه عن أهداف المجلس وتحوله إلى أداة بيد التحالف السعودي الإماراتي، بالإضافة إلى مباركته للانقلاب الذي نفذته مليشيا الإماراتي في سقطرى في 19 يونيو الماضي.

وبحسب مصادر محلية" فإن الفعالية التي دعا لها ونظمها عبدالله بن عفرار، ونفذها في ساحة منزله، شهدت حضورا ضعيفا للغاية، خلافًا للفعاليات التي كان يقيمها قبل خلعه من رئاسة المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى".

وقالت المصادر لـ"سقطرى بوست" إن الوجهاء والأعيان والشخصيات المؤثرة في المحافظة وشيوخ القبائل والعشائر قاطعوا الفعالية ورفضوا حضورها". مشيرة إلى أن "مقاطعة الوجهاء للفعالية تعبيرًا عن رفضهم لأهدافها ويفسر معارضتهم لتوجهات بن عفرار المؤيدة لمليشيا الانتقالي المدعوم إماراتيًا".

وعزت المصادر حضور بعض الشخصيات الفعالية إلى "الخوف على مصالحها من التحالف السعودي الإماراتي". 

وخرج أنصار مليشيا الانتقالي من الفعالية "متذمرين وغاضبين" بعد منعهم من رفع أعلام الإنفصال، وفقًا للمصادر ذاتها.

ومنذ صباح اليوم الأربعاء، تنفذ قوات الأمن والجيش انتشارا واسعا في مدينة الغيضة لمنع أدوات التحالف السعودي الإماراتي من إشعال الفوضى في المحافظة. 

وجاء الانتشار الأمني استجابة لتحذيرات أطلقها نشطاء وقيادات سياسية واجتماعية في المحافظة، من أي محاولات للعبث بالأمن والاستقرار.

وكان الشيخ محمد آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى قال في تغريدة مساء الإثنين الفائت إن "هناك من يعمل على جلب المشاريع الفوضوية إلى محافظة المهرة ويستهدف مؤسسات الدولة".

ودعا الشيخ محمد آل عفرار جميع أبناء المهرة لليقظة والفطنة من تلك المحاولات الدخلية والهادفة للنيل من كرامتهم وعزتهم وسيادتهم على أراضيهم والوقوف خلف السلطة المحلية.

‏في حين حذّر رئيس اعتصام شحن، حميد زعبنوت، من أي حماقة تهدف لإشعال الوضع وإثارة الفتنة في محافظة المهرة بدعم سعودي إماراتي". 

‎وقال زعبنوت" نحذر المجاميع المسلحة وقياداتها من أي تحركات تهدف لإقلاق السكينة العامة في محافظة المهرة". 

داعيًا محافظ المهرة الشيخ محمد علي بن ياسر والاجهزة الأمنية وكافة أبناء قبائل المهرة للوقوف بحزم أمام مثيري الفتن في المهرة . 

وأوضح رئيس اعتصام شحن أن "أبناء المهرة وسقطرى أعلنوا وقوفهم مع المجلس العام  لأبناء المهرة وسقطرى والمؤتمر التصحيحي والشيخ محمد بن عبدالله آل عفرار". 

مؤكدا أن أبناء المحافظة يرفضون محاولات نشر الفوضى من قبل الباحثين عن المناصب الذين سلموا سقطرى" (في إشارة إلى عبدالله آل عفرار الرئيس المخلوع من رئاسة المجلس العام). 

وكان عبدالله بن عفرار وصل الغيضة ، في الرابع من الشهر الجاري، على متن طائرة سعودية، قادمًا من سقطرى، التي ظل فيها نحو أسبوعين بعد أن وصل إليها منتصف يناير الفائت بطائرة إماراتية آتيًا من أبو ظبي.

وبحسب مراقبين، فإن بن عفرار تلقى صفعة قوية من أبناء المحافظة، الذين رفضوا حضور فعاليته، بعد أن ظل يعمل منذ وصوله الغيضة في التخطيط لإقامة فعالية كبيرة تأييدًا للتحالف السعودي الإماراتي. 

ولفتوا المراقبون إلى أن أبناء المهرة كانوا مدرمين أن وصول عبدالله آل عفرار إلى المهرة يهدف إلى زعزعة الأمن في المحافظة ومحاولة استنساخ تجربة مليشيا الانتقالي. 

وفي أوقات سابقة، حاول عبدالله بن عفرار، تكرار سيناريو سقطرى في محافظة المهرة، إلا أن محاولاته باءت بالفشل بسبب وعي أبناء المحافظة. 

وفي ديسمبر الماضي، عقد المؤتمر التصحيحي للمجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، بمدينة الغيضة، نتج عنه انتخاب الشيخ محمد عبدالله آل عفرار، بالإجماع رئيسا للمجلس العام، وتكليفه بإعادة هيكلة الأمانة العامة ودوائر المجلس. 

واعتبر متابعون أن انعقاد المؤتمر التصحيحي في ديسمبر الماضي وانتخاب الشيخ محمد آل عفرار بديلًا عن عبدالله بن عفرار كانت "ضربة معلم" تعكس الوعي الشعب، كما أنها خطوة سديدة قطعت الطريق أمام أي محاولات تخريبية كان يسعى لتنفيذها القيادي بالانتقالي عبدالله بن عفرار، تنفيذًا لأجندة التحالف السعودي الإماراتي.

- صور :