سقطرى بوست - ضيف الله الصوفي- رصد خاص
حملة تهجير قسري لمواطني مدن الشمال في عدن، جرت هذه الحملة بعد حادثة استهداف معسكر الجلاء، ومقتل "ابو اليمامة"، أثناء عرض عسكري، وتبنت مليشيا الحوثي تنفيذ العملية، غير أن الإنتقالي لم يصرح في بيانه بذلك، وتتابعت سير الأحداث في إتهام بعض أبناء الشمال، في أعمال التجسس والوشاية للحوثي، وجرى حرق وإغلاق محلاتهم بهذا المبرر، واعتقال البعض في أماكن مجهولة واحتجاز أخرين في نقاط كثيرة، ومنعهم من الدخول إلى عدن.
ويرى كثيرون أن حرف القضية وجرها الى أبعاد عنصرية لا تتماشئ مع القانون ولا الأخلاق، أمر باعث لتأجج الصراع، ملخصين ما جرى في عدن، كالتالي: مختار الرحبي، سكرتير سابق في الرئاسة اليمنية قال "يتحمل نتائج الاعتداء وترحيل أبناء المناطق الشمالية في عدن عيدروس الزبيدي والإرهابي هاني بن بريك، إذ يقومون بالتحريض المباشر ضد كل ما هو شمالي وعلى المنظمات الدولية والمحلية القيام بعملها في توثيق كل تلك الجرائم وتقديم المتسبب بذلك للقضاء اليمني والدولي".
ومن جهته يرى خالد الرويشان أن "ليست عدن ولا أهل عدن، ليست اليمن ولا أهل اليمن، لاتظن أنك أحرقت مُجرد بضاعة بائعٍ متجولٍ بريئ ومسكين لاحيلة له ولا طَول، لقد أحرقتَ بلاداً وقهرت شعباً، بل أحرقت نفسك وأشعلت مستقبلك، وتعتقد أنك ما تزال إنساناً، كيف ستواري وجهك أمام العالم، وقبل ذلك أمام الله، فما ذنب هؤلاء الباعة الأبرياء الذين يقتلون".
وقال فتحي بن لزرق في منشور على فيسبوك إنه "ليس من الصواب في "عدن" الاعتداء على العامل الشمالي، حيث يدرك الجميع أنه ليس له من الأمر شيء، إنما مواطن جارت عليه الظروف وترك قريته بحثاً عن عمل، لايعرف من الحياة لا حوثي ولا حراكي، هو "شاقي" بعرق جبينه، ولديه اسرة".
وأضاف أن "قضية عامل البسطة، الجاسوس لم تعد تنظلي على أحد، لا شأن لهؤلاء بشي، ولا ذنب لهم، ولو أن أمور الرزق ميسرة، قسماً مارأيتم أحداً في عدن، لذلك نقول لكم، لاتحرفوا قضية استشهاد أبو اليمامة عن مسارها، فاليمن كلها تتضامن من اقصاها إلى اقصاها فلا تحدثوا تشويشاً لهذا التضامن، ودعونا نقف صفاً واحداً ضد القتلة، بحثاً عن العدالة، وليس من الصواب حرف الرأي العام صوب مسار أخر وقضية أخرى".
وأشار الى أنه "ليست من الحصافة فعل أمور كهذه، دعونا نركز على قضية واحدة، هي العدالة لأبو اليمامة ورفاقه، ولا تحرفوا البوصلة، أما نحن فموقفنا أخلاقي نقوله وسنقوله، لن نقف في صف مظلمة أي انسان، وفي صف المظلومين والمقهورين سنقف.
وقال الصحفي أنيس منصور في حسابه إن "اعتقالات تعسفية لأبناء المحافظات الشمالية القادمون الى عدن في نقطة الرباط والنقطة التي مقابل محطة الشريف التابعة للحملة الأمنية لحج، تم حشرهم جمعياً في أحواش دون أكل ولا ماء، فهل هذه الاعتقالات ستعيد ابو اليمامة ورفاقة، أم تكسب تعاطف مع القتلة وتفضح العنصريتهم ومن يدعمهم."
وأضاف أن "الحزام الاماراتي في عدن ولحج، داهمت الأسواق مساء الأمس وقامت بترحيل مئات المواطنين من المحافظات الشمالية بالهوية، وهذا تصعيد خطير بتنفيذ أخطر، وتحرك عنصري مناطقي وسط صمت رسمي للشرعية والتحالف".
محمد جميح قال في تغريدته إن "حرق محلات مواطني المحافظات الشمالية وكذا ترحيلهم على يد عناصر في الأمن لن يحل المشكلة الأمنية في عدن، كما أن التهييج ضد أصحاب البسطات وباعة الخضار في المدينة إنما يخدم الحوثي بالانتقام من غيره، وتمييع جريمته بقتل أبناء الجنوب".
وأضاف جميح أن " الحوثي يريد أن يستفيد مرتين من العملية الإرهابية بعدن، مرة بالتخلص من القيادات الكبيرة، وأخرى بضرب خصومه ببعضهم، بالإيحاء بأن أطرافاً معينة سهلت له ذلك، ليوقع المزيد من الفتن بينهم، ويشغلهم بتبادل الاتهامات، فيما هو يراقب الجدال مبتسماً، وقد صرف الأنظار عن جريمته".
وقالت عنود فيصل علوي في حسابها إن "ما يحصل في عدن من منع دخول ابنا المحافظات الشمالية، والاعتداء في الاسواق وحواري عدن لاتمثل ابناء عدن فقد عشنا وتعايشنا منذ عشرات السنين بألفة وحب لا نعرف اي عنصرية، إنما هناك أجندة سياسية يمارسها ضعفاء النفوس وعديمي الرجوله القادمين من الجبال".
وكتب أحمد سعيد في حسابه على "فيسبوك" أن "هذا الامر عمل منظم وتقف وراءه جهات تستغل الأحداث وما يساعدها غباء واستهتار القائمين على الأمن في عدن والتعامل مع هذه الحوادث ببرود كبير، كما أن هناك ايادي تخطط لاستثارة الناس ضد الجنوب لتغطي على جرائما ولترفع مستوى الحقد على الجنوب وابنائه وهي تمهد للحرب عليه.
وأضاف أن "هذه الايادي هي التي تفجر، وتختلق المبررات، وعلى الانتقالي واصحاب شطحات الجنوب ان يستكملوا نومهم وسباتهم فالمشاريع تحتاج الى جهود والى حس امني عالي ولا تحتاج الى شعارات فقط".
وأشار بقوله "أنتم تبحثون عن حرية وترفضون الظلم لكن أعرف أنكم فاشلين في التعامل معها وتماهيتم مع الظلم واعتقدتم أن الأمر عفوي، لكن هذه المظالم تسقطكم وتعريكم وتحرض المجتمع عليكم، وأنتم غارقين في غبائكم، أنتم مخترقين الى العظم لأنكم لم تشتغلوا شغل أمني إستخباراتي، بل مفصعين فوق الأطقم، وتعتقدون أنكم ستبنون الجنوب بالدوشكا، كما أن السلاح سيضعكم أمام خيارات صعبه حينما الناس تمرر عليهم هذه الألاعيب، كل هذه الحوادث ممنهجه وتدار بدقه عاليه ويمكن كشفها بسهوله وايقافها، إذا لم تتحركوا وتعوا ما يخطط لكم فستغرقوا ولن نأسف عليكم أبداً.
وقال الكاتب اليمني، مروان الغفوري، معلقاً على أحداث عدن "إذا لم يكن اليمن لكل الناس فلن يكون لأحد، كان علي محسن نصف إله ثم صار شريدا وذليلا، وكان صالح "التبع" ثم هشمت جمجمته أمام العالم، وكان حسين الحوثي نصف نبي، ثم صار جثة مهلهلة، وكان أبو اليمامة يتوعد كل الناس، ثم صار مزقا، وكان طارق صالح نجل الملك القوي، وها قد صار سبية، وكان الصماد كليم السماوات، ثم قتل في حي مهجور، جميعهم خلقوا حربا وشردتهم أو قتلتهم، وستستمر الحرب في ملاحقتهم وقتلهم أو تشريدهم، إلى أن يدركوا أن اليمن بلد لكل الناس، أو لن يكون لأحد.
وكتب كمال البعداني في صفحته "فيس بوك" يروي حادثة توجيهات أبو اليمامة في عمليات استهداف لعرض عسكري أثناء حفل تخرج دفعة كلية الطيران وبقية الكليات العسكري في اغسطس من العام الماضي، حيث بداء العرض العسكري، وقضت التعليمات العسكرية، أن يحمل الطالب، محمد دحان الحارثي، من أبناء مدينة إب، علم الوحدة ويتقدم زملائه، الذي لطالما ظل يحدث نفسه، أنه وبعد وقت قصير، ستكون رتبة التخرج على كتفيه، لكن أبو اليمامة كان له رأي آخر ، حيث وجه مليشياته في الجبل المطل على منطقة صلاح الدين، مكان الحفل، فأطلقت الرصاص مباشرة على العرض العسكري، احتجاجا على رفع العلم اليمني، واستقرت رصاصة في قلب حامل علم الوحدة، الحارثي، فسقط مضرجا بدمه، كما جرح عدد من زملائه".
وأضاف أن "في تلك الليلة أعلنت وكالة سبأ أن الرئيس هادي قد أصدر توجيهات حازمة باحالة أبو اليمامة وأبو همام للقضاء، واتخاذ الإجراءات اللازمة، لكن أبو اليمامة انتقل الى الامارات، وعاد بعدها الى عدن متحديا في خطاب ناري، وتعهد بطرد الشرعية من عدن خلال أيام وقال إنها لا تفهم الا بلغة السلاح، فدار الزمان دورته ولقى أبو اليمامة مصرعه في حفل عسكري لتخرج دفعة من مليشيا تابعة للامارات، في المنطقة نفسها، وفي الشهر ذاته، الذي قتل فيه الطالب الحارثي، ولن يكون مع ابو اليمامة محمد بن زايد، ولا عيدروس، ولا هاني بن بريك ولن يكون معه علم الجنوب ايضاً".
وقال شاهد عيان، إن "في الأمس استوقفني منظر أمام باب جامع الرحمن، شارع السجن، طفل من زبيد، يمتلك عربيه، كانت مرمي بها على الأرض وبضاعته تناثرت وتجمع الناس من حوله، اقتربت احدثه مستفسراً ما المشكلة، قال إن "طقم مر من هنا ورمى ببضاعتي في الأرض ورفعوا أسلحتهم وضربوني بأعقاب البنادق ومن ثم ذهبوا"، كان موقف ذلك التهامي يدمي القلب حقاً.
وقال فتحي ابو النصر في حسابه، "اوقفوا الطيش الجاثم في عدن التي تستحق أن تستريح وتعود مدينة، عليكم أن تساهموا في تهدئة الأوضاع ولاتعززوا الإنقسام داخل مدينة منكوبة تاريخيا بالصراعات المأفونة وتداعياتها، ولذلك لاتصدقوا للمغامرين المناطقيين وكل من يستخدمون السلاح لاذلال الكادحين أيضا.
وأضاف أنه "سيكون قرارا تاريخيا لو تم نقل العاصمة المؤقتة من عدن إلى سيئون".
وغرد مواطن جنوبي في حسابه قال فيها "ليش زعلانين من هذا التصرف يا دحابشه اذا فيكم عزة اتركوا عدن، أما شباب الجنوب تموت كل يوم ونحن نرى، بينما الشماليون عملهم يرسلوا احداثيات لا أكثر، ونحن لا نحتمل وجود مخبرين بيننا" فيما رد البعض عليه أن "الحوثي ليس بحاجة الى مُخبرين او جواسيس شماليين في عدن، فالجهاز الامني والعسكري مخترق من جنوبيين أنفسهم".
ويرى بعض أبناء الجنوب، أنه لن يكون ثأر ابو اليمامة الا بتطهير الجنوب، حيث تم تداول، أبيات رثائية على وسائل التواصل، وهشتاج بعنوان، "ثأر اليمامة، تطهير الجنوب".
وثالث بيت ادعس الشمالي، دمره وسحق عضامه ورابع بيت لاتسمع كلام هادي، وشرعية الإقامه
وخامس بيت لاتترك في عدن، تعزي أو صاحب تهامه وسادس بيت لاتسمح لبائع، ولوتبقى السلامه
وسابع بيت بأرضي لاتساوم، مع أصحاب الفخامه.
فيما يرى مراقبون أن "التحريض على "الشماليين" في عدن، أدَّى إلى خلط الأوراق وإرباك المشهد، وتشتيت الجهود الوطنية العامة عن المعركة الحقيقية مع مليشيات الحوثي الانقلابية، كما أن هذه العُنصرية ضد "الشماليين"، ستمنح "الحوثي" فُرصة الظهور للتحدُّث من موقع المدافِع عن مصالح وحياة الشماليين البسطاء، وهذا ليس في مصلحة اليمن، ولا الجنوب، كما يرى أخرون أن عدن تحتاج الى قائد استخباراتي، بحيث تكون جميع القوات تحت غرفة عمليات واحدة وتوحيد الزي العسكري ومنع حمل السلاح واعادة تدوير للقيادات والنقاط وتوعية الجنود بعدم التهاون مع اي شخص وارتكاب حماقات".
التعليقات