الخبر من عمق المحيط

ردود يمنية غاضبة على تغريدة مستشار بن زايد: اليمن موحد رغم انوفكم

ردود يمنية غاضبة على تغريدة مستشار بن زايد: اليمن موحد رغم انوفكم
سقطرى بوست -   الثلاثاء, 30 يوليو, 2019 - 08:52 مساءً

سقطرى بوست - ضيف الله الصوفي - خاص 

"لن يكون هناك يمن واحد موحد بعد اليوم"، أثارت هذه التغريدة موجة غضب واسعة في الوسط اليمني خلال الثلاث الأيام الأخيرة، وشكلت رأي عام حول ما قاله عبدالخالق عبدالله، مستشار ولد زائد، في تغريدته، وما تضمر الإمارات في قوله من سوء نوايا تجاه اليمن، خصوصاً بعد قرار إنسحابها من المناطق المحررة في اليمن.

بعد دعوته لتقسيم اليمن وتصريحه بأن اليمن الواحد انتهى ولن يعود، برزت ردود عديدة، وعاصفة من تعليقات بمختلف أنواعها، بينهم مسؤلون وناشطون سياسيون، على "تويتر"، وفيها، صرح معمر الإرياني، وزير الإعلام في تغريدة على حسابه أن "الوحدة اليمنية والدولة الإتحادية ليست مادة للسجال السياسي أو مدخل للاثارة، فهي عنوان عزة وكرامة اليمنيين الثابت، والأصوات التي تطل من هنا أو هناك للنيل منها لا تمثل الا نفسها، وموقف تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والمجتمع الدولي واضح وثابت في دعم وحدة اليمن وسلامة أراضيه"

وغلب على ردود الفعل شخصيات يمنية بينها شخصيات حكومية، حيث كتب عضو مجلس النواب اليمني، عبد العزيز جباري، على صفحته بموقع فيسبوك أن "هذه البشارة تستحق قبله من الحوثي على جبين المستشار الإماراتي، ووسام الحسين من الدرجة الأولى، وأن الشعب اليمني سيظل مَدينا لأشقائه بأنهم وقفوا إلى جانبه وقت الشدة، ولم يتركوه إلا بعد أن حولوه من دولة واحدة موحدة إلى عدد من الدول لا يعرف كم يريدون عددها، وتابع: "لن يستغرب في يومٍ ما أن يقولها عبد الخالق لدولة شقيقة أخرى، وبأن المملكة (السعودية) لن تكون موحدة بعد اليوم".

وفي السياق سخر جباري قائلا "شكرا للمستشار عبد الخالق عبد الله، شكرا له، لبشارته لأشقائك اليمنيين بأن بلادهم بعد اليوم لن تكون موحدة، ودعا الشعب اليمني وقواه الوطنية والسياسية لأن تعي، ولا عذر لأحد بعد اليوم".

ومن جهته قال مستشار وزير الإعلام في الحكومة الشرعية، مختار الرحبي، في رداً على الإماراتي "ليس لمستشار ولد زائد، الحق أن يقرر مصير الشعب اليمني، كما هو لا يحق لي تقرير مصير الشعب الإماراتي في حال طلبت إحدى الإمارات الصغيرة الانفصال عن دولة الإمارات"، وأضاف الرحبي "دعوا الشعب اليمني يقرر مصيره بعيداً عن مزاجكم المتقلب، مؤكدا أن الجنوب (جنوب اليمن) ليس عيدروس، ولا هاني بن بريك، وهما رئيس ونائب ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي تشكل بدعم من دولة الإمارات قبل عامين.

وتتابعت الردود على هذا الحدث، وقال محمد الضبياني، إعلامي يمني، عبر تويتر، واصفاً عبدالخالق "أحمق على هيئة أستاذ علوم سياسية، خطابه مليء بالسخف والصفاقة، يتحدث بغطرسة مكذوبة، وأمانٍ هلامية، وأضاف أن "يقسمون بلاد الآخرين وفق هواهم المأزوم، ومساعيهم الفاجرة التي تصنع الموت لا الحياة، وتفخخ الأوطان بالضغينة والقتل والمليشيا ومشاريع التمزيق، خبتم وخابت مساعيكم الخاطئة".

وكتب الناشط اليمني، خالد العلواني، أن "اليمن ليست جزءاً من تركة عبداللة حتى يقسمها عبدالخالق وفقاً لهواه، وأن شرعنة التشظي والنزعات الانفصالية سابقة، سيكون لها آثارها المدمرة على اليمن وأمن المنطقة، فهل تقبل أن ينادي اليمنيون بتقسيم الإمارات؟ أم أنه يحل لكم ما لا يحل لغيركم ؟ وأين الشرعية التي يناصرها التحالف العربي؟".

وأكد الصحفي، فهد سلطان، أن ما تحدث به عبدالخالق عبدالله، لا يختلف عن موقف الإمارات الرسمي، والنوايا السيئة التي تحملها لليمن، وأن هذا موقف الإمارات وقد خرج إلى النور بوضوح، فقد تحدث الشرفاء من قبل أن للإمارات أهدافا لا علاقة لها بدعم الشرعية"،
وأشار أن هذا التصريح "يجب أن يؤخذ بعين الجدية ولو كان اتخاذ الموقف متأخرا"، مشيرا إلى أن "الأحزمة والتفخيخ للبلاد ودعم الحوثي يجب أن يكون مقابله موقف واضح".

فيما الكاتب اليمني نبيل البكيري، ذكر أن "التاريخ لا يقرر مصيره طارئو الجغرافيا والوجود، فضلا عن الأقزام ومُحْدَثُو النعمة، وشدد البكيري على أن اليمن ستبقى جمهورية موحدة شاء من شاء وأبى من أبى".

وقالت، الناشطة، توكل كرمان، في ردها "ستكون اليمن موحدة رغم أنف عبدالخالق عبدالله ورغم أنف آل زايد وآل سعود، وإما يمن موحد ومستقل ومستقر وصاحب سيادة من سقطرى حتى صعدة، أو لن يبقى حجر على حجر في إماراتكم الزجاجية ومملكتكم الشائخة".

ورد رياض الغيلي، على المسؤل الإماراتي بالقول "اليمن مفرد لا يقبل القسمة إلا على واحد، بينما الإمارات جمع يقبل القسمة على 7"، في إشارة إلى الإمارات السبع التي تتكون منها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال ياسر الحسني، صحفي مكتب الرئاسة اليمنية: "اليمن بلاد عظيمة، بلاد عمرها آلاف السنين، قد تمرض ولكنها لا تموت، مؤكدا أن الخطاب لا تستفيد منه سوى إيران".

وفي رد أخر كتب الصحفي اليمني، أنيس منصور، "كم انت حقير وصغير يا عبدالخالق، كشفت عن وجه بن زايد القبيح، كجنوبي يمني أقول لك نجوم السماء أقرب لكم من الوحدة اليمنية وجدت، لتبقى وستظل ثابتا من الثوابت الوطنية مهما تزاحمت اطماعكم وتدخلاتكم"

هذه الردود على تلك الطموح الذي لطالما يبقي اليمن في شتات دائم، يرى يمنيون أن دولة الإمارات تقدم الدعم لكيانات ومليشيات انفصالية في جنوب اليمن، سعياً منها إلى تقسيم هذا البلد، الذي دخلت فيه ضمن تحالف عسكري تقوده السعودية، لإنهاء انقلاب جماعة الحوثي وإعادة السلطة الشرعية، ولكن بعد قرار خروجها الأخير وسحب قواتها ظهرت نوايا غير متوقعة، فيما يرى مراقبون أن تغريدة مستشار محمد بن زايد أثارت حفيظة اليمنيين، على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قالوا إن النوايا السوداء لا تحدد مصير الشعوب العريقة.


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات