[ تظاهرة في سقطرى يوم 30 يونيو2019-فيسبوك ]
مرَّ الشهر الأول على أكبر تظاهرة في تاريخ أرخبيل سقطرى الحديث، رفضاً لتواجد ميليشيا مسلحة وتنديداً بالدور الإماراتي على الجزيرة الذي يصفه السُكان بـ"الاحتلال".
وقال مصدر حكومي لـ"سقطرى بوست" إن الأوضاع في الجزيرة هادئة في الوقت الحالي لكن الإمارات تخطط لتفجير الوضع بعد إرسال قوات للتدرب في أبوظبي مما يُعرف باسم "الحزام الأمني".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن التطورات في سقطرى تشيّر إلى طبيعة التحركات الإماراتية في المحافظات المحررة وهدف تدخلها في اليمن ضمن التحالف العربي.
وسحبت أبوظبي جزء من قواتها من الساحل الغربي ومحافظة مأرب شرق اليمن، وتقول اسوشيتد برس إن القوات المُنسحبة بين 50-75% لكن الإمارات عززت دعم الميليشيات المحلية التابعة لها.
ما الذي حدث يوم 30 يونيو؟!
خرج أهالي سقطرى في أكبر مظاهرة شهدتها مدينة حديبو المركز الإداري لأرخبيل سقطرى لاستنكار ورفض الدعوات والشعارات الرامية إلى تمزيق المجتمع السقطري، وبث الفرقة والشقاق بين أبنائه، مؤكدين أنها دعوات مغرضة وسلوك دخيل على عاداتهم وتقاليدهم.
وجدد محافظ سقطرى رمزي محروس في كلمة أمام المشاركين في يوم التظاهرة الأكبر موقف أبناء الجزيرة المؤيد للشرعية ومؤسساتها والرافض لأي تشكيلات عسكرية وأمنية غير رسمية.
كانت أبوظبي قبل ذلك بأسابيع قد أرسلت مجندين سقطريين إلى الجزيرة بعد تلقيهم تدريبات في عدن، ما اعتبره السقطريون محاولة من أبوظبي لتمزيق النسيج الاجتماعي. وقبل التظاهرة بأيام أرسلت أبوظبي آليات عسكرية لميناء الجزيرة ورفضت السلطات المحلية تسليمها لميليشيا أبوظبي لتحاول على إثرها السيطرة على الميناء لتنتهي باشتباكات مع قوات الأمن أدت إلى انسحاب ميليشيات أبوظبي.
وخرجت التظاهرة تؤكد وقوف أبناء سقطرى إلى جانب السلطة المحلية وتعزيز للتلاحم الوطني ضد الوجود الإماراتي في الجزيرة. حيث تملك أبوظبي معسكرات وقاعدة عسكرية متقدمة في الجزيرة الاستراتيجية في بحر العرب.
ووصف عاطف السقطري، وهو ناشط يشارك في مظاهرات سقطرى، التظاهرة في تصريح لـ"المونيتور" الأمريكيَّة بأنها “الأكبر في تاريخ سقطرى”، وربطها بعدم شعبية ميليشيات الحزام الأمني المتحالفة مع الإمارات.
ما الذي فعلته الإمارات بعد التظاهرات؟!
شعرت أبوظبي بالفشل مجدداً في سقطرى وقامت بعدد من الخطوات لمواجهة الاحتجاجات، أخرجت عشرات من أنصارها والتابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي في مظاهرات بسيطة لمهاجمة السلطات المحلية ودعم الوجود الإماراتي.
في نفس الوقت قام ما يُعرف في الجزيرة بـ"الحاكم العسكري" الإماراتي خلفان المزروعي بالتوجيه من أجل تقديم المساعدة للقرى النائية في الجزيرة وقَدم رشاوى لشيوخ تلك القرى من أجل الحصول على تأييدهم.
وقال الشيخ عيسى بن سالم السقطري (شيخ مشايخ الجزيرة) في مقابلة تلفزيونية إن القوات الإمارات تستخدم غطاء المؤسسات الخيرية لتنفيذ أعمالها المشبوهة في الجزيرة، داعيا إلى عدم الخلط بين العملين الإنساني والعسكري.
وخلال شهر يوليو قامت الإمارات بنقل قرابة 400 مجند إلى أبوظبي لتلقي تدريبات. كما نقلت مدير أمن أرخبيل سقطرى إلى أبوظبي العميد علي أحمد الرجدهي الذي يُتهم بتنفيذ أجندات إماراتية في الجزيرة من خلال موقعه.
وقال الشيخ السقطري إن أبناء الجزيرة يرفضون ما أسماه الاحتلال السعودي الإماراتي لأي محافظة يمنية بشكل عام وجزيرة سقطرى بشكل خاص.
التخاذل السعودي والحكومي
وابدى الشيخ السقطري استغرابه من الصمت السعودي على التصرفات الإماراتية رغم الوجود العسكري السعودي بالجزيرة، ومؤكدا أن سقطرى وأبناءها سيتصدون لكل من يحاول عرقلة عودة الشرعية مهما بلغ الثمن.
وبعد أن رفضت السلطات المحلية تسليم الأسلحة والمدرعات لميليشيا أبوظبي في الجزيرة، ضغط التحالف الذي تقوده السعودية على الحكومة الشرعية من أجل تسليمها ليتم ذلك بالفعل منتصف يوليو.
ويبدو أن "سقطرى" كانت الهدف الأساس لدخول الإمارات في التحالف ضد جماعة الحوثي المسلحة، وقال الصحافي البريطاني المخضرم المهتم بشؤون الشرق الأوسط باتريك كوكبورن إن الإمارات حققت أهدافها الحربية بالفعل في اليمن.
وأشارت إلى أن الإماراتيين "حصلوا على جزيرة سقطرى الاستراتيجية التي لم يكن هناك أي حرب فيها لكن أبوظبي هبطت على الجزيرة من أجل السيطرة عليها وبالسيطرة على عدن وسقطرى يمكن أن تسيطر الإمارات على معظم النصف الغربي الجنوبي من اليمن".
التعليقات