الى اقصى الشرق كانت وجهتنا ... تحدونا الاشواق الى سبر اغوار الجمال والغوص في أعماق التاريخ ...
حصوين معراج الروح ومهبط الطهر والنقاء وصفاء القلوب
كل شيء فريد في حصوين ... اهلها ... طبيعتها ... شواطئها ... اشجارها ونباتتها النادرة..
مع اطلالتك الأولى على مدينة حصوين التاريخية تبدو وكأنها فاتنة تقف مزهوة وقد زين خصرها عقد من النخيل فتزداد جمالا وهباء
المدينة المحصنة والمتربعة على عروش القلوب والمطوقة بالوادي الفسيح تتوسط المكان بموقعها الهام وتختزل الزمان بما تحويه من ارث انساني وتاريخي ضارب بجذوره في بطون التاريخ
جمال الطبيعة وسحر المنظور يجعلك تعيش وسط خضم أجواء مشدودة ما بين الانبهار والدهشة في آن واحد من اين ابدا يا ترى ؟
ولان الظلال الوارفة تستهوي الانفس كثيرا كانت البداية التي لا تنتمي الى قواميس النهايات ... وفي موطن النخيل حرث نوت قلب حصوين المرصع بالخضرة القينا عصى الترحال لنتشرف الصفاء عذبا من أعماق ابارها القديمة
في رحلة العودة الى الجذور الطيبة يتوارث السكان بحرث نوت زراعة النخيل كابرا عن كابر
ما بين غرس الفسائل الصغيرة والاعتناء بها حتى تصبح يوما شجرة طيبة اصلها في الأرض وفرعها بالسماء تراجيديا تحمل بين طياتها فصول متعددة المراحل يعيش تفاصيلها اليومية مزارعو حصوين منذ القدم صناعين بأيديهم ومفارسهم مجدا زراعيا خالدا
عبر طرق الري التقليدية تنساب المياه رقاقة من خلال الساقية مقتفيه اثر هذا المزارع فهومن يهديها السبيل وصولا الى الاحواض الواسعة فتروي ضما النخيل الباسقات
الى جانب النخيل تتنوع النباتات والمحاصيل الزراعية وسط هذه الواحات الظليلة فهي مصدر عيش هؤلاء
غادرنا المكان بنفوس مسكونة بالاخضرار ميممين صوب منطقة خيصيت وقد اعددنا الشباك والسنارة على امل بجلب صيد وفير وما ان اقتربنا حتى تبدى لنا بريق الشواطئ الساحرة الممتدة بمحاذاة شريط مرصع بالحب يحتوي بدفئه وخيره الجميع
خور مفتوح جعل من هذا المكان مزارا وقبلة للباحثين عن قضاء لحظة استجمام تختلط فيها زرقة الماء بحبات الرمال الآسرة
للصادين هنا حكايات تستحق المشاركة وتطلعات مشرعة تتقاذفها الأمواج في مدها وجزرها
مدينة بحجم حصوين حتما لن تخلو من الاثار والمعالم التاريخية والحصون المنيعة كلما عليك سوى الولوج في أعماق المدينة القديمة لتجد نفسك امام لوحة تاريخية بديعية يتوسطها مسجد جوما بإطلالته الزاهية وقد احاطته من جميع الزوايا بقايا اطلال ربما اعيتها وعوامل التعرية فخرت بين يديه تروي للأجيال مآثر الأجداد وما سطرته أيديهم من بديع العمارة وفن التشييد
الازقة العتيقة والأسواق القديمة هي الأخرى تبد وكأنها تجاعيد غائرة ترتسم على ملاح شيخ كبير تخفي وراءها عبق الماضي وتتزاحم بداخلها تفاصيل الحاضر
من رأس فرتك الى راس درجه تنتشر قرى وحواضر حصوين مشكلة اكبر تجمع سكاني وموروث ثقافي وفني سنكشف عن اسرار مكنونه في زيارتنا القادمة
التعليقات