الخبر من عمق المحيط

نساء سقطرى شقائق الرجال.. "أغنيات الحب" وواقع المعاناة (تقرير خاص)

نساء سقطرى شقائق الرجال.. "أغنيات الحب" وواقع المعاناة (تقرير خاص)

[ سقطريتان قرب الساحل في حديبوه ]

سقطرى بوست -  تقرير خاص الأحد, 08 مارس, 2020 - 10:55 مساءً

لم تعد المرأة في "أرخبيل سقطرى"، بدون صوت وبعيدة عن هموم المجتمع وإن كانت الطبيعة الذكورية تسيطر على السياسة فإن النساء يسيطرن على المجتمع. ومع ذلك فمنذ ثور 11 فبراير 2011 التي أسقطت نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تلك السياسات.

 

وفي الحياة العامة تجد النساء في سقطرى عاملة ومكافحة في بيئة عمل وكفاح سيئة للغاية مع انعدام البنية التحتية وتداخل الوضع السياسي والحرب التي تتأثر بها النساء. يسلط سقطرى بوست الضوء على نساء سقطرى في اليوم العالمي للمرأة الموافق (الثامن من مارس).

 

وتقول حليمة مقبل التي تعمل في الحرف اليدوية منزل إن "السقطريات يقاومن الحياة السيئة ويعملن من أجل إعالة أبنائهن منذ ما قبل الحرب الحالية".

 

وتضيف حليمة التي تعيش في حديبوه العاصمة لـ"سقطرى بوست" أن الوضع في حديبوه أفضل بكثير من القرى والبلدات البعيدة والنائية حيث تنعدم المستشفيات والمستوصفات كما تنعدم وسائل المواصلات والاتصال.

 

تشير حليمة وهي أم لثلاثة أبناء بعد وفاة والدهم بمرض سرطان الكبد إلى أنها "رفضت الزواج منذ وفاته قبل ثلاث سنوات إخلاصاً لذكراه وتفرغت لتربية أولادها وتدريسهم".

 

لم تتلقى حليمة تعليماً جيداً فقط تجيد القراءة والكتابة وتقوم بتربية الأغنام والمواشي وتقوم ببيع الحرف اليدوية للحصول على المال. مشيرةً إلى أن أحد أشقائها يعمل في السعودية ويرسل لها مبلغاً من المال عندما تحتاج.

 

تلبس النساء في سقطرى الزي التقليدي وهو يشبه الفستان الطويل ويرتدين وشاحاً في العادة لتغطية الوجه إن حضر رجل غريب. وتبدي النساء في الأرخبيل مألوفات للجميع إذ أن السياحة شجعت اندماجهن مع ثقافات مختلفة.

 

السياحة

وتقول سلطانة محمد وهي ناشطة في الأرخبيل لـ"سقطرى بوست": ارتبط المجتمع بعد 1990 بالكثير من المقومات والمجتمعات بدءاً من اليمنيين وسكان المحافظات الشمالية إضافة إلى السّواح الذين لا ينقطع وجودهم في الجزيرة.

 

تشير إلى أن سكان الأرخبيل وخصوصاً النساء "يلتقين بالنساء السائحات ويحدثنهن عن الجزيرة وكيف يعشن، انهن أحياناً ينقلن تجربة كفاحهن في المناطق الوعرة لنساء المُدن كنساء مُلهمات".

 

أبدت سلطانة سخطها على "المجتمع الذكوري في سقطرى" داعية السلطة المحلية إلى المزيد من إشراك النساء واستشارتهن في الأمور المتعلقة بالمجتمع والسياسة.

 

وزادت حركة السياحة في سقطرى بعد أن تم إعلانها في 2008 من قبل اليونيسكو على قائمة التراث العالمي. ما شجع المهتمين بالحياة البرية والنباتات إلى زيارة الجزيرة العجيبة.

 

مواجهة الرجال ودعمهم

أما سعدية التي ولدت في ديطواح لاجون، في الشمال الغربي ل"سقطرى" (محمية) فهي تناضل ضد الرجال الذين يحاولون السيطرة على أراضي ورثتها وشقيقاتها الثلاث من والدهما.

 

وقالت "إنها سُجنت في سجن مخصص للرجال لمدة 50 يوماً لأنها واجهت قبيلة الأرقابه الذين يدعون ملكية الأرض مع أنها أُعلنت كمنطقة سياحية". لقد كافحت العام الماضي بعد السجن الذي استخدم كمحاولة ضغط لإجبارها على التراجع لكنها قالت إنها لن "تستسلم ولن تخضع حقها وحق أخواتها وابنائهم للرجال السيئين".

 

تقوم سعدية بصيد الأسماك وتربية الماشية من أجل البقاء على قيد الحياة. وقالت "إن طبيعة سقطرى تمكن الجميع من العيش، منحنا الله أرضاً وثروة حيوانية لحمياتنا من الجوع".

 

أما "فاطمة" فتقول إنها باتت تخشى على زوجها كثيراً إذ يعمل صياداً ويغيب فترة طويلة ما يثير قلقها وقلق أولادها. لافتة إلى أن زوجها يعمل في منطقة اصطياد "اريسل" على أقصى الجزء الشرقي من الجزيرة لكنها لا تتمكن من التواصل معه بسبب انعدام تغطية الشبكات اللاسلكية في المنطقة.

 

تقول فاطمة إنها لا تجيد القراءة والكتابة لكنها تلزم أبنائها الاثنين (فتاة وفتى) بتلقي التعليم وتتحمل كل البيت والتربية في غياب زوجها الدائم. وعلى الرغم من أن ما يكسبه "الصيد" ليس بالكثير لكنهم يتمكنون من العيش.

 

 

 

 



مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات