الخبر من عمق المحيط

"مكافأة للمتمردين وشرعنة للعبث الإماراتي".. غضب شعبي عقب تعيين قائد الانقلاب في سقطرى محافظًا للأرخبيل

"مكافأة للمتمردين وشرعنة للعبث الإماراتي".. غضب شعبي عقب تعيين قائد الانقلاب في سقطرى محافظًا للأرخبيل
سقطرى بوست -  تقرير خاص الإثنين, 01 أغسطس, 2022 - 07:56 مساءً

أثار قرار المجلس الرئاسي تعيين رئيس المجلس الانتقالي في سقطرى، رأفت الثقلي، محافظًا لمحافظة أرخبيل سقطرى، بدلًا عن رمزي محروس، غضبًا واسعًا في الأوساط الشعبية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وفي وقت متأخر أمس الأحد، أصدر رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، قرارًا جمهوريًا رقم (19 ) لسنة 2022م، قضى بتعيين رأفت علي إبراهيم الثقلي محافظا لمحافظة أرخبيل سقطرى، وفقا لوكالة سبأ الرسمية. 

 

 

 

زعيم مليشاوي وأداة إماراتية

 

 

ويعد الثقلي، الذي يرأس فرع مليشيا المجلس الانتقالي في سقطرى، هو من قاد التمرد على السلطات الشرعية والمحافظ رمزي محروس، في يونيو 2020.

 

كما أن الثقلي هو ذاته من سهّل وتواطأ مع الإمارات، وسهّل في تعزيز حضورها الاحتلالي في سقطرى، وعمل في الترويج لأبو ظبي وأنشطتها، وفي تبرير تواجدها وسيطرتها على الجزيرة. 

 

ورأى مراقبون أن تعيين رأفت الثقلي ‏في منصب محافظ المحافظة، بمثابة تسليم سقطرى بشكل كلّي وعلني للإمارات، لافتين إلى أن القرار يكشف مدى الهيمنة الاماراتية والسعودية على المجلس الرئاسي.

 

وجاء هذا القرار، الذي اعتبره مراقبون شرعنة للانقلاب ولعبث أبو ظبي، متصادمًا مع الإرادة الشعبية السقطرية، حيث يرفض أبناء الأخبيل التواجد الإماراتي في محافظتهم، ويصفونه بالاحتلال، كما يرفضون حالة الملشنة التي عمل الانتقالي بقيادة رأفت الثقلي، على تكريسها في سقطرى.

 

 

اعتراف بالتبعية لأبو ظبي

 

 

وتداول نشطاء مقطع فيديو سابق لرأفت الثقلي، وظهر فيه خلال فعالية للانتقالي، وهو يعترف بأن مليشيا الانتقالي بسقطرى تابعة للإمارات، ومرتبطة بأجندتها.

 

وقال الثقلي: "خيارنا حددناه، وقرارنا قررناه، وقلنا "مع الإمارات"، شاء من شاء وأبى من أبى".

 

 

 

مكافأة للمتمردين

 

 

الإعلامي والصحفي بشير الحارثي، قال في تغريدة على حسابه بتويتر، إن "‏تعيين زعيم المليشيات وقائد الانقلاب في ‎سقطرى محافظاً لها يؤكد أن توجه الكفيل شرعنة أدواته وأتباعه وخدامه وتمكينهم من حكم البلاد بصورة رسمية وسط عدم اعتراض من مجلس القيادة الرئاسي الذي يبدوا أنه لايملك حتى حق الاعتراض وإنما سم طال عمرك".

 

 

من جانبه، قال الصحفي عامر الدميني، "لا يوجد دولة تكافئ المتمردين كما يفعل المجلس الرئاسي في اليمن".

 

وأضاف الدميني في تغريدة على تويتر، "في ذروة ضعف هادي ووجوده خارج اليمن لم يقدم على أمر كهذا"، مضيفًا "وهذا ليس غريب على مجلس عدة أعضاء فيه كانوا متمردين، وعينوا بعد سنوات من قيادتهم للتمرد وانخراطهم مع المليشيا". في إشارة إلى رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي وطارق صالح المدعومَين إماراتيًا.

 

وبحسب الدميني، "اليوم يتم تأسيس لدولة من شخصيات لها تاريخ دموي ومتورطة في التمرد والانقلاب"، متسائلًا: "فكيف ستكون مخرجاتها، وكيف سيكون المستقبل الناجم عن إدارتها؟".

 

 

الناشط السياسي أسعد الشرعي، قال في تغريدة: "‏في الوقت الذي الكفيل السعودي يطلق أبواقه اليمنية لتشوية ‎الشيخ علي سالم الحريزي وتتهمه بالتحوث، ها هي ‎الإمارات تعين محافظ لسقطرى متجنّس أمارتيًا وغارق في التحوّث والجعربة حتى اذنيه وهو رأفت الثقلي.

 

وأضاف الشرعي: "طبعًا هذه الأبواق ستغير وضعيتها الى الصامت ولن تتهم هذا الشخبوطي بالتحوث والعمالة".

 

 

بدوره، قال المحلل السياسي ياسين التميمي، إن رأفت الثقلي "رغم أنه من أبناء محافظة سقطرى إلا أنه لا يتمتع بأي معايير توافقية".

 

وأوضح السياسي التميمي، في مقال مطوّل اطلع عليه (سقطرى بوست)، : لقد برز الثقلي على الساحة السقطرية كمقاول سياسي رخيص وكائن انتهازي يتغذى على المشاريع السياسية الطارئة ويعقد صفقاته دون تردد مع أي طرف، لهذا التحم منذ نهاية 2014 مع المشروع الانقلابي الحوثي وردد شعارهم اللعين، ثم سرعان ما تحول إلى متعهد للمشروع الانفصالي ورجل أبو ظبي المخلص ونفذ باسمه التحرك الانقلابي الذي أطاح بالمحافظ رمزي محروس وأخرج السلطة الشرعية بشكل نهائي من محافظة أرخبيل سقطرى تحت أنظار قوة الواجب السعودية (808)".

 

وأشار التميمي إلى أن لتعيين رأفت الثقلي في هذا المنصب دلالات خطيرة عدة يصح أن نسقطها على مجمل التغييرات التي يجريها مجلس القيادة الرئاسي بتوجيهات وإملاءات مباشرة من الرياض وأبوظبي خصوصاً فيما يتعلق بمحافظي المحافظات الجنوبية ناهيك عن بقية المناصب الرئيسية في الدولة. 

 

 

 

ماذا بعد التعيين..؟

 

 

ويتوقع محللون أن تعيين الانتقالي رأفت الثقلي، محافظًا لسقطرى، سيضاعف من شهية الإمارات في عسكرة المحافظة وسلّخها عن يمنيتها.

 

 

ولفتوا إلى أن المحافظ الثقلي سيكون بمثابة غطاء شرعي للعبث الإماراتي الذي سيطفو على السطح وسيتوسع بصورة علنية، بعد أن كان يتغطى بيافطات إغاثية وإنسانية.

 

ومنذ أن سيطرت مليشيا الانتقالي بقيادة رأفت الثقلي، على سقطرى في 19 يونيو 2020، بدعم وتمويل وتسليح من أبو ظبي، تواصل الإمارات ممارسة انتهاكات واستحداثات عسكرية وبناء قواعد استخبارية في محافظة سقطرى اليمنية، مع المضي في تكثيف مساعيها الهادفة لتجريف الهوية الوطنية في محافظة سقطرى، ضمن أهدافها في الهيمنة الكاملة على الأرخبيل واحتلاله.


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات