لم تتأنى المملكة العربية السعودية قبل اتخاد أي موقف أو قرار من شأنه استفزاز اليمنيين خصوصا أبناء محافظة المهرة، بل لم تحسب المملكة أي حساب قبل اتخاذ أي إجراء يصفه أبناء المهرة ب "الأحمق المستفز".

فبعد ممارسة العديد من الانتهاكات من قبل القوات السعودية في محافظة المهرة بتغطية من المحافظ راجح باكريت، ها هم السعوديون يتجاوزون الخطوط الحمراء ويمارسون أساليب الاحتلال والوصاية على اليمنيين.

ففي 9 ديسمبر الحالي أقدمت القوات السعودية على اختطاف مواطنين يمنيين من منفذ شحن وقامت بترحيلهم إلى الرياض، أمام صمت وتواطؤ مخزٍ من قبل المحافظ با كريت في سابقة خطيرة كما يروي مواطنون مهريون.

كما قامت القوات السعودية بإغلاق بوابة مطار الغيظة في وجه الموظفين فضلا عن المواطنين قبل أيام.
 
وكيل محافظة المهرة بدر كلشات قال ل "سقطرى بوست": لا يحق للسعودية أو غيرها ترحيل أي يمني من الأراضي اليمنية إلى أي مكان حتى إن ثبتت عليه أي تهمة فذلك من اختصاص السلطات اليمنية وليس السعودية.

وأكد كلشات على أن ما قامت به القوات السعودية في منفذ شحن يعتبر انتهاك واضح وبشكل علني للسيادة، موضحا أن أجهزة أمنية يمنية متخصصة في ذلك، فحتى وإن كانت هناك تهمة على أي مواطن غير يمني في الأراضي اليمنية فلا يحق للسعوديين ترحيله مهما كانت الظروف بحسب كلشات.

فمنذ العام 2017م تقريبا تفرض قوات سعودية متواجدة في المهرة شرقي اليمن حصارا خانقا على المحافظة، محاولة إدخالها في حرب عبثية لمصالح وأجندات مشبوهة.

السياسي ياسر اليماني أكد ل "سقطرى بوست" أن ما يجري في محافظة المهرة من قبل السعوديين يعد خرق للسيادة اليمنية، مؤكدا على أن السعودية بهكذا تصرفات تعد دولة محتلة.

وأضاف اليماني بقوله: يجب مقاومتها من أبناء المهرة ورفض هذه التصرفات الخارجة عن القانون الدولي في سيادة الدولة والجمهورية.

مراقبون قالوا ل"سقطرى بوست" إن أبناء المهرة عندهم القدرة على قطع اليد التي تمتد على محافظتهم وأمنها وثرواتها وسيادتها بالقوة، لكنهم يتحلون بالحكمة والصبر لعل المملكة تتدارك ما وقعت فيه من الخطأ والخيانة التي تقوم بها مستغلة محافظ المحافظة الذي لم يُبقي شيئا إلا وسلمه للمملكة.

مسؤول التواصل الخارجي في اعتصام المهرة تحدث ل "سقطرى بوست" قائلا: تصرفات القوات السعودية وممارساتها منذ قدومها إلى محافظة المهرة تندرج ضمن تصنيف انتهاكات حقوق الإنسان، فعملية اختطاف المواطنيين ليست الأولى في منفذ شحن فقد سبق وأن قامت القوات السعودية باختطاف مواطنين يمنيين ورحلتهم إلى الرياض، وهذا انتهاكا لحقوق الإنسان وأيضا للسيادة اليمنية وكرامة المواطن اليمني .

أما عن إغلاق مطار الغيظة فقد قال بلحاف: مطار الغيظة هو مطار مدني أغلقته القوات السعودية وحولته إلى قاعدة عسكرية تنطلق منها المليشيات وتمول منها المتطرفين والخارجين عن القانون، وسبب منع الموظفين مؤخرا من دخوله يأتي من أجل أعمال توسعية سعودية في المطار إلى جانب بناء السجون والمعتقلات السرية، وتنشيط أماكن للقتلة المأجورين وهذا لا يختلف عن ما تقوم به الإمارات في مطار الريان بمحافظة حضرموت.

ويعلق وكيل محافظة المهرة بدر كلشات عن موضوع المطار بالقول: مطار الغيظة شبه مغلق منذ بداية الحرب في اليمن، لكن بعد تواجد القوات السعودية تم إغلاقه بشكل كامل، وبالنسبة للموظفين فلا فائدة من تواجدهم في المطار أصلا كون المطار أصبح في يد القوات السعودية التي أقدمت على إغلاق بوابته الأخيرة.

هي القوات السعودية إذًا التي استنجد بها الرئيس هادي لتخليصه من الحوثيين، لكنها وبعد أقل من عام واحد من الحرب والاستنجاد بدأت بتغيير أهدافها في اليمن بعد إيعاز من النظام الإماراتي الذي يشعر بالنقص جراء عدم استطاعته استعادة جزره الثلاث من الإيرانيين، الأمر الذي جعل هذا النظام يتخبط في الدول العربية قاصدا إهانتها وإخضاعها له كي يكمل النقص الذي أصابه بعد فشله في استرجاع جزره الثلاث، فهنا يقتل ويسحل ويذبح، وهناك يغتصب ويسلب ويستبيح، وفي مكان آخر يحتل الجزر والمطارات والموانئ، وهذا هو الحال الذي وصلت إليه السعودية في محافظة المهرة الأكثر سلما وسلاما في اليمن.