الخبر من عمق المحيط

في جامعة تعز: تعليم ونشاط وآثار حرب لم تنتهي بعد

في جامعة تعز:  تعليم ونشاط وآثار حرب لم تنتهي بعد
سقطرى بوست -   الخميس, 04 يوليو, 2019 - 10:21 مساءً

سقطرى بوست - ضيف الله الصوفي- تعز 

في الحرب سلبت الدولة من الشعب وأخذ حقهم غصباً، ومنع الناس من العيش في منازلهم، شرد البعض بينما أخرون بحثوا عن مأوى لهم في مناطق السلم بالقرى، في الحرب تضرر كل ماهو ملك للدولة، عام حكومي وخاص، وأصبح أسير جماعات استثمارية تنهل الدعم منه إن لم يكن ممول لهم.
في الحرب أغلقت المدارس والجامعات وتحولت الى ثكنات عسكرية وصار الطلاب والجامعيون ضحية حرب عبثية، لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بحسب طالب جامعي.
 
جامعة الحبيل في تعز وكر أساسي لجماعة الحوثي بعد إغلاقها وحرمان الجامعيون من ممارسة حقهم في التعليم، وأصبحت بعدها مكاناً استمر فيه جماعة الحوثي ليشن حربه على تعز وهو على يقين تام أن لا يجرو أحد على إنتزاعه أو الإطاحة به من الجوء، عاث فيها فساداً لا يطاق، وجعلها مركز إمداد لخطوط المواجهات القريبة من الجامعة، ومحل تغطية للجهات المقابلة بالأسلحة الثقيلة بما فيها الدبابة، استمر فيها لفترة ليست بالقصيرة، إلى أن حان تحريرها من قبل المقاومة الشعبية آنذاك، وحصلت المواجهات هناك، وتم إعطاب الدبابة التي مانزال نقف على أعتابها كل يوم وهي خائرة القوى، وتم استعادة الجامعة من أيدي تلك الجماعة الحاقدة على تعز وأبناءها بعد أن راح عدد من الشهداء إثر الغام زرعتها جماعة الحوثي في الخطوط المودية للجامعة وفي داخلها.

جرى انتزاع الألغام بشكل مباشر وتأمين المنطقة بعد معارك عنيفة هي الضاغطة والمجبرة لجماعة الحوثي على الإنسحاب أو الموت لا محالة.

كان من نصيب هذا الصرح التعليمي في ظل الحرب، عديد من ضربات طيران التحالف، إلا أن للإشتباكات الضرر الأكبر، والذي أدى الى توقف أعمال كانت سارية لمباني يخطط أن تكون لأقسام جديدة، خصوصاً في ظل كثافة الطلاب وصارت المشاريع متركوة على قوامها السابق مرهونة بممول انقطع دعمه لمشاريع الجامعة منذ بداية الحرب"هائل سعيد أنعم".

الحديث عن آثار الحرب تتطلب متسع كبير لتحتوي رصد كل ما عاثته جماعة الحوثي وما أوداه من معاناة المتضررين، وموت أسر لم يتبقى منها فرد، واستشهاد شباب هم بعمر الزهور لكنهم فضلوا الدفاع عن تعز على العيش في الهوان.

هنا في داخل الحرم الجامعي يوجد ما هي كارثة الحرب وأثارها التي خلفته، هنا ثمانية باصات متسمرة مكبلة لا تتحرك، هي حصيلة غارات شنها طيران التحالف واشتباكات دارت بين طرفي الحرب المقاومة والجماعة الحوثيه.
هنا "ستة باصات قدمت من مجموعة هائل سعيد وإثنان أخرون قدمها توفيق عبدالرحيم لتعمل ضمن عمل خيري سميئ بالتكافل الإجتماعي، يصب في صالح طالبات الجامعة، تكفلت هذه الباصات حينها بنقل طالبات الريف الأشد فقراً برسوم رمزيه، من والى الجامعه من جميع منافذ تعز، دمنه خدير، القاعده، مفرق ذي السفال، شيشه البحر، المسراخ، هجده، كل هذه المناطق كان الباصات تتحرك يومياً ذهاب  واياب لتوصيل الطالبات للجامعه" وذلك بحسب مدير عام الخدمات الطلابية عبدالله سرحان الصوفي.

سته باصات تضررت فيما يخص الإداره العامة للخدمات الطلابيه، إلا أن هناك باصات أخري تضررت وباصات مفقودة، إضافة الى إثنين وائتات مياه مفقودة تخص الجامعه، على حد قول الصوفي، هذا هراء بل الجنون بعينه أن بلغت حجم تضرر الطالب الجامعي الى هذا المستوى، وأصبح كل طالب هو حبيس جيبه، إن توفر له مصروفه اليومي ذهب للدراسة، بينما إن كان خال الوفاض، لم يعد قادر على المعيشة سوى الذهاب الى جبهات القتال، أو التضور جوعاً.

هكذا أصبح الحال بعد رحيل جماعة الحوثي من الحرم الجامعي، وعاد النشاط الى سابق عهده إدارة ونشاطاً وتوافد الدارسين، إلا أن أصبح الطلاب يقفون يومياً على عتبات مناظر تصور لهم مدى جهل جماعة الحوثي لهذا الصرح والعبث فيه، بل والوقوف أيضاً على محو كل شعار هو خاص بتلك الجماعة، ومع عودة النشاط الجامعي دون باصات تنقل طلاب الجامعة الوافدين من مسافات بعيدة، هي مأساة لم تغب عين الناظر عن إدراكها.

"انا صاحب الفكرة" عبارة قالها رئيس قسم صندوق التكافل الاجتماعي فى الإدارة العامة للخدمات الطلابية، نشوان الرباصي، حيث أكد أنه "بعد أن تم عمل دراسه لهذه الباصات المحطمة، وأوضحت أنه بالإمكان إعادة هذه الباصات إلى حالها السابق خصوصاً بعد عودة طالبات السكن الجامعي فهن بحاجة إلى خدمات" وأيد تلك الفكرة نائب رئيس الجامعة رياض العقاب، وأمر بتمويل ذلك العمل وفق نيابة رئاسة الجامعة لشؤون الطلاب من حساب صندوق التكافل الاجتماعي فى الإداره العامه للخدمات الطلابية، وفق ما ذكره لي الرباصي.

ثلاثة باصات جرى إصلاحهم على يد مجموعة من مهندسيي المكنيك وكهربائي وسمكري، كما يقال، في إنجاز هذا العمل وبإشراف من الرباصي، حيث استغرق هذا العمل الشاق لفترة لا تقل عن شهر ونصف، بحسب الصوفي، ونضراً للضروف القاهره التى تمر بها بلادنا قمنا بتشغيل الباصات الصالحة وعددها إثنين لتعمل فى توصيل الطالبات الأشد فقرا والمكفوفين وذوي الإحتياجات الخاصة، إلى منطقة ثعبات وزيد الموشكي وغيرها من المناطق، ويؤكد الرباصي أن" الباصات تعمل داخل المدينه في الوقت الراهن".
هيكل باص ثالث جرى تحويله الى وائت مياه يعمل في خدمة سكن الطالبات المكتنف لأكثر من مئتان طالبة، وذلك بعد إضافة قاعدة له والصاق الخزان على متنها، ويقول الصوفي موضحاً" إننا نضراً لعدم وجود وائت مياه فى الجامعه، يخدم سكن الطالبات، حيث نحتاج في اليوم الواحد لثلاث وائتات ماء، لذا ومع ظهور براعة الإختراع، جرى تحويل إحدى الباصات الثلاثة الى وائت يعمل في خدمة الجامعة وذلك يعود الفضل الى نشوان الرباصي، في طرح أفكاره، وإقدام الجامعة على تنفيذه، خصوصاً في ظل غياب الممول".


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات