كشفت حادثة استيلاء الحوثيين على السفينة الإماراتية "روابي"، عن مدى التواطؤ السعودي مع الانتهاكات والممارسات العدائية والاحتلالية لأبو ظبي في محافظ سقطرى.

والاثنين الماضي، أعلن التحالف السعودي الإماراتي عن اختطاف الحوثيين سفينة إماراتية تحمل معدات طبية سعودية، خاصة بالمستشفى السعودي بسقطرى قبالة الحديدة، كانت في طريقها من الأرخبيل إلى جازان، فيما نشر الحوثيون فيديوهات تظهر أن حمولة السفينة معدات عسكرية سعودية وأسلحة وذخائر. 

وتساءل نشطاء ومراقبون عن السر وراء نقل السعودية معداتها من سقطرى على متن سفينة إماراتية، في حين السعودية ذاتها لديها إمكانيات تفوق إمكانيات أبو ظبي.

وقال الناشط السقطري عبدالله بدأهن في منشورٍ على صفحته بالفيسبوك تابعه (سقطرى بوست): "بما أن تلك السفينة كانت في طريقها من سقطرى إلى ميناء (جازان) حد رواية ناطق التحالف، وعلى متنها معدات طبية كانت تتبع المستشفى السعودي الذي أنشأته القوات السعودية في سقطرى بعد أن دخلت إلى سقطرى في مايو 2018 م بهدف إنهاء التوتر بين الحكومة الشرعية اليمنية والإمارات .. وبما أنها تحمل العلم الإماراتي؛ فلماذا يا ترى يتم نقل أغراض القوات السعودية بالسفن الإماراتية ؟ .

ولفت بدأهن إلى أن الإمارات منزعجة من التواجد السعودي في سقطرى، في إشارة إلى أن الإمارات دائما ما توجه مليشياتها في سقطرى للاحتجاج ضد القوات السعودية المتواجدة في عدد من المواقع في الأرخبيل، خصوصًا المطار. 

وتابع الناشط السقطري: "كما أنه من المفترض أن لا تكون القوات السعودية على رضى أو تماهي مع أفعال الإمارات في سقطرى وإلا فإن قصة كهذه تدل على عكس المفترض.

وواصل بدأهن حديثه متسائلا: "طالما وأن السعودية مشكورة وعبر قواتها المتواجدة في سقطرى قد أنشأت المستشفى الميداني، فيا ترى ما الذي حدث لتقوم بنقل تلك الأغراض الطبية التابعة للمستشفى السعودي في سقطرى ؟ .. بينما سقطرى وأهلها بحاجتها !! أم أنها العدوى (عدوى الفكفة) بسبب عدم الإلتزام بالتباعد قد انتقلت من الصغرى إلى الكبرى ؟! .

ومضى بالقول: "وطالما أن المعدات التي على ظهر السفينة المغتصبة من قبل الحوثيين طبية، كان من الأولى عدم تهويل الحدث إلى حد التهديد والوعيد باستخدام القوة، وظهور الناطق الرسمي بإسم التحالف الذي هو عسكري بينما الحادثة يفترض أن نعتبرها (قرصنة بحرية) ليس إلا ؟. في إشارة إلى أنه من المحتمل أن تكون السفينة تحمل معدات عسكرية، وليست طبية.

ونشر الناشط السقطري مقطع فيديو من تصويره، يظهر نقل القوات السعودية لبعض معداتها العسكرية إلى ميناء سقطرى لنقلها إلى خارج المحافظة.

ودائمًا ما تتظاهر السعودية على أنها لا تؤيد ما تمارسه الإمارات ومليشيا الانتقالي التابعة لها، في سقطرى، من انتهاكات احتلالية وعسكرة لطبيعة الأرخبيل، لكن الرياض سرعان ما تنفضح وتظهر على حقيقتها.

ومنذ أن سيطرت مليشيا الانتقالي على سقطرى في يونيو 2020، بتمويل وتسليح إماراتي، وتواطؤ سعودي، سارعت أبو ظبي لنقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى الأخبيل، وعملت على إنشاء قواعد عسكرية وإدخال خبراء أجانب بينهم إسرائيليون، وكل ذلك أمام مرأى ومسمع من السعودية التي تتواجد قواتها في المحافظة.

ويرى مراقبون ونشطاء يمنيون أن الإمارات ليست سوى "مخلب قط" تابع للسعودية، وأنه لايمكن للأولى أن تمارس تلك الانتهاكات لولا رضا الثانية.

وأكدوا أن السعودية ليست سوى إمارات كبيرة، وأن الدولتين تتبادل الأدوار، مشيرين إلى أن الرياض وهو تسعى للسيطرة على محافظة المهرة، لن تعارض الممارسات الاحتلالية لأبو ظبي في سقطرى.