الخبر من عمق المحيط

في تظاهرة جبارة قادها المحافظ..

سقطرى تقول كلمتها للعالم

سقطرى تقول كلمتها للعالم
سقطرى بوست -  صدام الحريبي ل "سقطرى بوست" الأحد, 30 يونيو, 2019 - 07:11 مساءً

 

هي محافظة سقطرى إذًا، الجزيرة اليمنية التي عانقت السلام ورفضت الحرب رغم ما حل بنظيراتيها من المحافظات اليمنية، ها هي اليوم تخرج عن بكرة أبيها بقيادة محافظها الذي وصفه محبوه ب"حارس سقطرى الشاب" ضد مشاريع دولة الإمارات التقزيمية، التي تريد لسقطرى أن تكون قطعة أرض إماراتية محتلة حتى وإن لم يفصح المسؤلون عن ذلك.

في صباح هذا اليوم المكسو بالحرية ورفض الوصاية والرضوخ وانتهاك السيادة، خرج أبناء محافظة سقطرى مؤيدين لشرعية فخامة رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي، وكذلك مؤكدين على وقفوفهم بكل شموخ وقوة إلى جانب محافظ المحافظة رمزي محروس وقراراته ورفض تواجد ما يسمى ب "الحزام الأمني" الذي فرضته دولة الإمارات لمحاولة التهام جزيرة سقطرى اليمنية، ليقل أبناء المحافظة كلمتهم في وجه الجميع جاعلين محافظتهم نصب أعينهم فوق كل الممارسات والتوقعات.

رمزي محروس محافظ المحافظة وفي تصريح خصَّ به موقع "سقطرى بوست" عبر اتصال هاتفي، قال إن محافظة سقطرى خرجت اليوم لتأييد شرعية الرئيس هادي، وتقول كلمتها الفاصلة في رفض أي مشاريع تقزيمية أو تكوينات خارج سيطرة الشرعية والسلطة المحلية.

وأضاف المحافظ الذي قاد بنفسه مسيرة اليوم: إن السلطة المحلية على تواصل مع فخامة الرئيس وهي لن تقبل أي تشكيلات لا تنصاع للرئاسة أو تحاول النيل من المحافظة.

وكان المحافظ قد أعلن عن استعادة ميناء سقطرى بعد فرار المليشيات التخريبية التابعة للإمارات في التاسع عشر من يونيو هذا العام، حيث تعرض للاستهداف ومحاولة الاغتيال رفقة وزير الثروة السمكية فهد كفاين قبل ذلك بيومين في السابع عشر من يونيو، وقد لاقى استهداف المحافظ ووزير الثروة السمكية استنكارا رسميا وغضبا شعبيا كان متراكما بسبب التحركات العسكرية لأدوات الإمارات في المحافظة.

تمادات الإمارات وحزامها في المحافظة وتطاولت على السلطة المحلية ولم تحترم قرارات الرئيس الشرعي ولا إرادة أبناء المحافظة، وحاولت العبث بالجزيرة كما فعلت في بعض المحافظات المحررة، ليخرج أبناء المحافظة في وقفة وكلمة واحد وبصوت رجل واحد رافصين ذلك العبث، مجددين تأييدهم لشرعية الرئيس هادي فقط. 

مسؤول رفيع في وزارة الاعلام قال ل"سقطرى بوست" : إن حشود سقطرى الكبيرة التى خرجت اليوم هي رد على عبث الإمارات ومشاريعها التدميرية في سقطرى وباقي المناطق الجنوبية، فخروج هذه الأعداد الهائلة دليل واضح على أن أبناء سقطرى مع مشروع اليمن الكبير ومع اليمن الاتحادي.

وأكد مختار الرحبي المسؤول في وزارة الإعلام والذي يتعرض للعديد من الحملات الإعلامية الإماراتية بسبب دفاعه صراحة عن الشرعية بقوله: لن تكون سقطرى سلعة قابلة للبيع والشراء رغم كل ما تقوم به الإمارات عبر مندوبيها من شراء لولاءات كثير من مشائخ وأعيان سقطرى، ولذلك فإن الخروج اليوم أثبت أن سقطرى مع القيادة الشرعية ومع قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ رمزي محروس الذي أثبت أنه مع اليمن وقد اختُرق القرار السيادي، مضيفا: أبناء سقطرى يرفضون ملشنة المحافظة وضد تشكيل مليشيات مسلحة خارج إطار الدولة والخروج اليوم أثبت ذلك.

مسيرة سقطرى التي خرجت اليوم الأحد، كانت قد نجحت في إيصال الرسالة للمجتمع الدولي وتشكيل رأي عام مخلي وإقليمي حول ما تمارسه الإمارات في هذه المحافظة التي لا تريد الخروج عن أنظمة وقوانين السلطة المحلية المدعومة من الرئاسة بحسب مراقبين، وكذا رفض الأحزمة والنخب التي تُدار من خارج الشرعية، ويُراد فرضها على اليمنيين بالقوة.

الناشط السياسي السقطري ومنسق تظاهرة اليوم "عيسى مسلم" صرَّح ل "سقطرى بوست" أن السقطريين خرجوا اليوم من كل القبائل والأرياف بكل توجهاتهم ومشاربهم لتأييد جميع قرارات المحافظ رمزي محروس في رفض الملشنة وإنشاء النخب والأحزمة.

وأردف مسلم بقوله: لقد ردد أبناء سقطرى هتافات الجمهورية والدولة والوحدة وخيار الدولة الاتحادية، وموقفهم كان واضحا من المليشيات التي يحركها المجلس الانتقالي في المحافظة.

من جهته قال الناشط الاعلامي والقيادي في اعتصام المهرة السلمي "أحمد بلحاف" إن محافظة أرخبيل سقطرى قالت كلمتها بأنه لا للانقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية، لا للوجود الإماراتي السعودي ومليشياتهم في جزيرة سقطرى اليمنية.

وتابع بلحاف:  هكذا هي سقطرى على مر التاريخ ترفض الغزاة والمحتلين وكل من ينوي أن يمس الجزيرة بسوء.

وأشاد بلحاف بأبناء سقطرى قائلا: فأهل سقطرى أهل سلم لكن وقت الشدائد يدافعون عن كرامتهم وحريتهم وعن جمال سقطرى ببسالة وشجاعه، فكل الشكر للوقفة الوطنية للدفاع عن الوطن من عمق المحيط.

هي سقطرى التي لن تهدأ ولن تستكين ما دام المحتلون يحاولون مساسها، وما زال الغرباء يحاولون احتلالها ونهب ثرواتها، فكما صدَّرت سقطرى البخور واللبان سابقا على مر التاريخ، ها هي اليوم تصدِّر الغضب والانتفاضة ضد الغزاة المعدين المحتلين، فاختبار صبر الأحرار.. فشلٌ يُلحق الضرر بأهله.


مشاركة

كلمات مفتاحية

التعليقات