سقطرى بوست - تحليل: باسم فضل الشعبي
دارت خلال الايام الماضية موجهات مسلحة بين قوات الجيش التابعة للحكومة الشرعية وبعض التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي والمدعومة من التحالف العربي.
واسفرت المواجهات عن سقوط ضحايا وجرحى في كل من محافظة سقطرى ومدينة عتق عاصمة محافظة شبوة ولم تتبين حتى الان الاسباب الجوهرية لهذا الصدام عدا اتهامات متبادلة بين انصار الطرفين لايمكن الاعتماد عليها كمعطيات للوقوف على نذر صراع وشيك.
نذر الصراع تبدو ساخنة وهذا ما حذر منه مراقبون وقد بدات تحركات في عدن عبر نشر دبابات في مداخل المدينة ومخارجها اثارت كثير من المخاوف والتساؤلات في نفوس المواطنين.
مراقبون يرون ان انفجار الصراع كما حدث في يناير من العام المنصرم سيكون صراعا مفتوحا لايمكن التكهن بمالاته او نتائجه الامر الذي جعل الوساطة تنشط في عتق عاصمة شبوة لنزع الفتيل هناك درا لاية تصعيدات قد تحدث في عدن او غيرها من المحافظات.
قواعد الاشتباك
تقول مصادر في الشرعية ان دولة الامارات كما يبدو تريد ايجاد دولة داخل الدولة او بالمعنى المتعارف عليه دولة موازية في الجنوب لها جيشها ووحداتها العسكرية ومع ان الناس لاتمانع اذا ارادت الامارات واذرعها ان تسيطر وتدير الوضع فكل مافي الامر هو وجود سلطات دولة مدنية وامنية وعسكرية لا ان تظل السلطات المدنية بيد الشرعية بينما الامنية والعسكرية بيد الامارات وحليفها المجلس الانتقالي استمرار هذا الوضع الخاطي هو معزز للفوضى ويسلب سلطات الدولة اهم ادواتها وهو الامن والجيش وحيازة واحتكار السلاح وفي نفس الوقت اعاقة عملها المدني.
قواعد الاشتباك في هذا الوضع المائع تتوفر بكثرة ..ولكن السؤال :ماهو موقف الطرف الرئيس في التحالف الذي يستظيف القيادة الشرعية وحكومتها في ارضه? ما هو موقف الرياض مما يحدث?
مؤخرا عبر ناشطون غاضبون على ما حدث مشيرين الي ان الرياض تغض الطرف عما يحدث ولم يصدر عنها ولو موقف مما حدث في سقطرى وشبوة وهو الامر الذي جعل المراقبون يعززون فرضية ان التحالف بدا فعلا عمله بالسيطرة على مناطق الجذب في اليمن ولو اضطر لاستخدام السلاح ضد الجيش الذي يدعي انه يدعمه ولنا شواهد عديدة .
اما مناطق الاشتباك فهي تتظاعف يوميا من سقطرى الي المهرة مرورا بشبوة وحضرموت وعدن وما شاهده الناس اشبه بخرق كبير لقواعد الاشتباك اذ يدخل التحالف في صراع مع جيش وقيادة جا لحمايتها ونصرتها ..خرق واضح لاهداف التحالف العربي التي على اساسها دخل الي اليمن بينما يعبر ناشطون جنوبيون ان الامر طبيعي وان الاشتباك يحدث مع جماعة الاخوان او حلفاء 7/7 اللذان يريدان الانفراد بالجنوب مجددا حد وصفهم.
الحاجة الي القوة
هل كان التحالف بحاجة للقوة ليفرض تواجده على الارض جنوبا لو ان الامور سارت كما كان متفق عليه… اعتقد انه لن يحتاج لذلك فنفوذ التحالف سوف ياتي على الجميع بناء على ما قدمه في الحرب ضد الانقلابين لكن ماحدث اليوم شي مريب كما يرى محللون اذ ان السلطة الشرعية باتت مستبعدة ومنزوعة الريش في عديد مناطق لاسيما المناطق المحررة وتم تنصيب الاصلاح كخصم للتحالف لتبرير ما يحدث من محاولات سيطرة واستحواذ على مناطق الجذب جنوبا.
ليس دفاعا عن السلطة الشرعية فهي اول من تتحمل مسؤولية ما يحدث ولكن حينما نتكلم عن الدولة بكل تاكيد سياتي حديثنا على السلطة الشرعية الممثل الوحيد لليمنين امام العالم وهذا ليس انتقاصا من المجلس الانتقالي بل حقيقة وضرورة لابد وان نتمسك بها قبل ان يحدث الفراغ الكبير وتسير البلاد صوب المجهول.
واذا كان للتحالف اطماع هنا او هناك فان ذلك لاينبغي ان يحدث باستبعاد السلطة الشرعية وهدم اليمن بل بالتراضي.. ولا اعتقد ان السلطة ستمنع التحالف اذا ما اراد الاستثمار في مناطق الجذب جنوبا اما السيطرة والضم والالتحاق فهذه حيلة يرى مراقبون انها لن تنطلي على اليمنيين.
وتاسيسا على ما سبق فان نذر الصراع لايمكن ان تطفيه او تخمده الا سلطة قوية متوافق عليها ويشارك فيها الجميع وليست سلطة مختطفة من قبل حزب او احزاب او سلطة مستبعدة ومغيبة على ان هناك من يرى في هذه التحركات مجرد مقدمة لاعادة تقسيم اليمن وهناك من يرى فيها ايصال جميع القوى الي امر نهائي يتم فيما بعد اقناعهم بدولة الاقاليم على اعتبار ان الاطراف الاقليمية والمحلية ما هي الا ادوات بيد الخارج يحركها كيفما شاء.
لكن الشعب وحده من يدفع الثمن وهو صامت وكل ما يحدث يستهدفه بدرجة رئيسية ويستهدف مستقبله.
التعليقات