سقطرى بوست - أنيس ابو حاتم - تقرير خاص
بدأت الإمارات في القيام بأنشطة مختلفة في سقطرى تحت لافتة الأعمال الإنسانية والاستثمارية منذ وقت مبكر، خاصة بعد تدخّل التحالف العربي في اليمن في مارس/آذار 2015.
وحتى اليوم لم يصدر أي موقف من الحكومة الحالية بقيادة رئيس الوزراء معين عبدالملك، بخصوص سقطرى وطبيعة تواجد الإمارات فيها باستثناء مكالمة هاتفية اجراها يوم أمس عبر فيها رئيس الوزراء عن امكانية حدوث ذلك في أي دولة تندلع فيها حروب ومعارك.
شغب إماراتي
شكّلت الإمارات قوات تابعة لها في اليمن، كالحزام الأمني الذي يحكم سيطرته على العاصمة المؤقتة عدن، وسبق له أن خاض معارك ضد القوات الحكومية في مطلع العام الماضي.
وفي 10 يونيو الجاري نقلت
سفينة إماراتية عناصر جديدة من سقطرى إلى عدن لتدريبهم ضمن ذلك الحزام الأمني لنقل النشاط الى سقطرى.
وفي السادس من مايو ايار الماضي وصلت تلك قوات غير نظامية موالية للإمارات إلى ميناء سقطرى قادمة من العاصمة المؤقتة عدن بعد ما خضعت للتدريب على ايدي موالية للإمارات في عدن.
منتصف الاسبوع الماضي قامت تلك العناصر التخريبية التي تطلق على نفسها الحزام الامني بالاعتداء على موكب المحافظ محروس ومعالي الوزير كفاين في زيارتهما للقطاع السمكي غرب سقطرى في مديرية قلنسية وفور دخولهما المجمع الحكومي بالمديرية قامت تلك العناصر بالرمي ورفع هتافات مسيئة للوفد وكسرت زجاجات سيارات الوفد .
استنكار
معالي وزير الثروة السمكية فهد كفاين: "ما تعرضنا له انا والوفد المرافق لي من السلطة المحلية متمثلة بسعادة محافظ سقطرى محروس سلوك منقول من محافظات اخرى تمت التجربة فيها لمثل هذه المشاغبات سقطرى بريئة من هذه الأفعال".
وأضاف: "دوما العابثين يقفون امام مصالح المواطن واذا استمرت هذه الفوضى ستتوقف كل المشاريع التنموية وستقف عجلة التنمية".
وقال مسؤل لدى القطاع السمكي إن "ماحدث من اعتداء لوفد المحافظ من قبل عناصر تنتمي للحزام الامني وهذه عادات وتقاليد لا تنتمي لنا بل هي دخيلة علينا".
رئيس تحالف شباب ارخبيل سقطرى قال في بيان "تابعنا ما اقدم عليه بعض المغرر بهم في اعتداء سافر على معالي وزير الثروة السمكية كفاين وسعادة المحافظ محروس في مديرية قلنسية واذ نعبر عن استنكارنا وادانتنا لتلك الافعال الدخيلة على اهلنا وابناء هذه الجزيرة المسالمة ويعتبر هذا السلوك مرفوض ونعبر عن وقوفنا مع الشرعية والوحدة الوطنية ونعلن تضامننا مع السلطة المحلية ونطالب بالتحقيق مع المتسببين في هذا الضرر الدخيل على جزيرتنا".
وبعد ساعات من الاعتداء على موكب الوزير كفاين والمحافظ محروس عاودت نفس المجموعة الكرة وانطلقت إلى ميناء المحافظة في العاصمة حديبو للإستيلاء عليه وذلك في الساعة الثانية ضهرا من يوم الثلاثاء تم الإعتداء من قبل مجموعة متمردين عن القانون على الحراسات الخاصة وقاموا باقتحام الميناء بالقوة مما اضطرت القوات العسكرية والامنية بالتصدي لهم وإخراجهم من الميناء بالقوة بحيث حصلت اشتباكات بينهم.
بيانات ومواقف
اصدر محافظ سقطرى بيان صحفي اكد فيه ان "ما حصل عبث بأمن واستقرار الجزيرة ومحاربة للشرعية".
واعتبر مداهمة الميناء "سلوك دخيل على الارخبيل"؛ لافتا"نحن قمنا بتأمين المطار بقوات خفر السواحل الذين قاموا بالتصدي لهم ولغيرهم وعززناهم بقوات الجيش والامن".
قال مسؤل لدى اللجنة الأمنية بالمحافظة في سقطرى في بيان "قامت عصابة تخريبية بمداهمة الميناء الساعة الثانية ظهرا لكن قامت قوات خفر السواحل بالتصدي لهم بحيث تم اخراجهم من حرم الميناء وعند وصول تعزيزات من قوات الجيش والأمن لاذوا بالفرار وتم السيطرة على الوضع وتأمين الميناء ولذا ننوه بان مؤسسات الدولة والممتلكات العامة للمواطنين خطوط حمراء ومن يتعدا ذلك يتحمل نتائج ما يحدث.
من جهته قال شيخ مشائخ سقطرى عيسى سالم بن ياقوت إن "ما حدث في سقطرى هو محاولة احتلال للميناء من قبل عناصر تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا".
وطالب بن ياقوت في تصريح لقناة بلقيس الرئيس هادي والحكومة بالتدخل ووضع حد لتدخلات الامارات في محافظة سقطرى مؤكدا ضرورة انهاء تواجد الامارات في الجزيرة.
الموقع الإستراتيجي للجزيرة خولها أهمية قصوى، جعلها قبلة للأطماع الاستعمارية منذ القرن السادس عشر الميلادي، إذ إن البرتغاليين احتلوا الجزيرة عام 1506، وتم اتخاذها مقرًا للأسطول البرتغالي بقيادة ترستاو دا كونها وألفونسو دي ألبوكيرك، كما احتلتها بريطانيا بعد قرنيين من ذلك التاريخ، واستخدمتها قاعدة عسكرية إبان احتلالها لمدينة عدن.
وبعد اندلاع ثورة 14 من أكتوبر عام 1962 وإجلاء الوجود البريطاني في اليمن، أغرت الجزيرة الاتحاد السوفيتي الذي كان حليفًا للدولة الاشتراكية التي قامت بعد ذلك في الجزء الجنوبي من اليمن، متخذًا من جزيرة سقطرى قاعدة بحرية عسكرية للبوارج والأساطيل، حتى قيام الوحدة اليمنية عام 1990.
وحديثًا انتهى المطاف إلى الإمارات التي ضمت الجزيرة إلى جملة غنائم مشاركتها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ 26 من مارس
2015.
لم يعد الجنوح الاستعماري للإمارات في السيطرة على أرخبيل جزيرة سقطرى اليمنية قصة خافية، بل واقع أصبحت شواهده من ظاعرة للعيان، بعد أن أصبحت المتحكم الفعلي والوحيد عسكريًا وإداريًا في أرض الجزيرة وبحرها، على نحوٍ يحمل كل سمات الاحتلال والعبث بأرض الجزيرة البكر.
في ظل موقف ضعيف للحكومة اليمنية التي أصبحت قليلة الحيلة أمام التغول الإماراتي في الأرخبيل والساحل اليمني برمته، بعد أن نجحت الإمارات في تعطيل سلطة الحكومة الشرعية، وإخماد كل الأصوات المعارضة للتحركات الاستعمارية للإمارات التي سخرت الجزيرة ومواردها لخدمة أهدافها التوسعية في المنطقة.
التعليقات