بدأت الإمارات تحركاتها لإسقاط السلطات المحلية في أرخبيل سقطرى، عبر بدء مسلحين موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي التابع لها بناء مخيمات أمام مبنى ديوان المحافظة بعد فشل محاولة اقتحامه والبنك المركزي وقطع الشوارع الرئيسية ونشر مسلحين تابعن للإمارات.
يأتي ذلك قبل مراسم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي التابع لأبوظبي الذي كان من المقرر توقيعه غدا الخميس.
انقلاب مبكر
وقال مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي إن الهجوم من قبل مسلحين تابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا على مقر محافظة سقطرى، يعد "انقلابا مبكرا" على اتفاق الرياض
واعتبر الرحبي في حديث لبرنامج "ما وراء الخبر" على شاشة الجزيرة. أن تلك العلمية كشفت النوايا الحقيقية للإمارات أو "المليشيات التابعة لها" في المجلس الانتقالي.
وقال إن ما قامت به الإمارات في سقطرى هو رسالة ويُعد تصعيدا خطيرا ومحاولة لعودة الإمارات لممارسة نفوذها غير المشروع في محافظة سقطرى الآمنة.
وأضاف الرحبي أن سقطرى ضلت آمنة حتى وصلت اليد الإماراتية العابثة، تحت غطاء ما يسمى بالهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة.
وأشار الرحبي إلى أن "أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي" استعجلوا إظهار النوايا الحقيقية لهم "هذه الميليشيات تقوم بنفس ما تقوم به الميليشيات الحوثية في شمال اليمن فقد انقلب الحوثيون على الاتفاقيات في جنيف والكويت أو أي اتفاقيات وهذه الميليشيات التابعة للإمارات لا تختلف عن الميليشيات الحوثية."
ولفت الرحبي إلى أن ميليشيات المجلس الانتقالي المدعومة من أبوظبي لا يريدون الاتفاق بل يريدون "الشرعية والشرعنة بدلاً عن أن كانوا ميليشيات خارج الدولة بعد الاتفاق سيكونون جزء من الدولة".
وقال الرحبي إن الإمارات تتعامل مع سقطرى وكأنها إمارة ثامنة تابعة لها وليس أرض يمنية.
فرض أمر واقع
أما القيادي في المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني فقال لتلفزيون الجزيرة "إن أبو ظبي أرادت أن تسيطر على مدينة سقطرى قبل الذهاب إلى التوقيع لفرض أمر واقع على الشرعية".
وقال اليماني إن من المحتمل أن نشهد تكرار ما حدث في سقطرى في حضرموت وفي شبوة مرة أخرى.
واتهم اليماني الرئيس عبدربه منصور هادي بالتنازل للإمارات.
من جهته استبعد الكاتب الصحفي أسعد بشارة أن يكون هذا انقلابا مبكرا على اتفاق الرياض الذي سيتم توقيعه، بل رأى أنها تمثل هزة ارتدادية تعقب الزلزال الكبير الخاص بتوقيع الاتفاق الذي يعمل على ترسيم الحدود.
وأوضح بشارة أن هذا الاتفاق لا يضمن الشرعية اليمنية كاملة، إلا أنه ينظم العلاقة بين السعودية والإمارات والحكومة بطريقة تمنع تكرار الأحداث المؤسفة التي حدثت في السابق.
كما توقع أن تقوم السعودية والإمارات بتطويق هذا الحادث بشكل سريع لكي يصل الجميع إلى توقيت تطبيق الاتفاق.
مستقبل اتفاق الرياض
وفيما يتعلق بمستقبل اتفاق الرياض عقب تلك الهجمات، ذهب الرحبي للقول إن الاتفاق لن يتم، مشيرا إلى عدم التزام المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بأي اتفاق مسبق.
وأعتبر أن أجندة المجلس الانتقالي تهدف إلى انفصال اليمن وضياعه والسيطرة على المحافظة الجنوبية، موضحا أن القوات التابعة للإمارات تغلغلت في الجنوب حيث أنشأت 90 ألف من عناصر مليشيات تابعة لها من مرتزقة وعصابات منتشرة في المنطقة الجنوبية.
وأضاف أن الانسحابات الأخيرة من القوات الإماراتية من جنوب اليمن تعد شكلية فقط لتحسين صورتها أمام إيران، بينما هي تمتلك جيوشا من المرتزقة الداعمة لتواجد الإمارات في الجنوب.
واعتبر بشارة أن تنظيم الوضع الجنوبي يعد أولوية لدى الإمارات والسعودية، ولذلك سيعملان على تنفيذ اتفاق الرياض، معتبرا أن الإمارات دولة غنية ليست بحاجة لموانئ أو أرض باليمن.
التعليقات