تقرير: أنيس أبوحاتم السقطري
اوشك شهر رمضان أن ينتهي وكلها أيام معدودة ويحل علينا شهر شوال الذي يحمل معه عيد الفطر السعيد، ويجب علينا استقبال العيد والاستعداد له.
ترى كيف يستقبلون اليمنيين عيد الفطر في مصر.
أُم سعاد لها طابع فريد لإستقبال العيد تقول يجب على رب الاسرة ان يبدا في التخطيط لشراء الملابس مبكرا؛ لانه مع اقتراب موعد العيد تزداد الازدحام في الاسواق، ويصبح من الصعب المشي في الشوارع، وقد يكون من الحكمة احيانا شراء الملابس قبل قدوم رمضان وتخبئته لحين العيد وذلك تفاديا للتسوق وقت الازمات، وتفاديا لنفاذ الملابس أو المقاسات المطلوبة.
بينما سعاد لا تحبد ذلك كونها مازالت في ريعان الشباب مثلها مثل بنات جنسها تتبع موضات الملابس فلذلك تحب أن تشتري ملابسها قبل يوم العيد بيومين بحيث يكون في تلك اللحظات نزلت كل الموضات الى السوق وأُخرِجت من مخازنها.
اما العم منير الاب لخمسة ابناء صالح ومحمد ويوسف وسلوى البالغة من العمر اثنتي عشر سنة وهاجر التي تصغرها بسنة
الجالس في احدى زوايا مطعم مملكة سبأ اليمني الذي يقع في 53شارع الملك فيصل كفر نصار محطة الوفاء والأمل،، الهرم، الجيزة
متناولا وجبة الفطور مع عائلته التي يسودها جو مليئ بضحكات يوسف ومحمد اللذان مازالت براءة الطفولة تكمن في ملامح وجههما اللطيف لكن سرعان ما عبس وجه يوسف بعدما اسقط كوباية الماء من يديه امام المباشر مما ادى الى خجلانه واحساسه بالذنب وبعدها أسقط دموع الخوف فقام العم منير بإتجاه دورة المياه مع يوسف لغسل وجهه وبعد خروجهما من دورة المياه تناولت الحديث معه وساقني الى مائدته لنبدأ بالحوار عن موضوع حديثنا
العم منير ماهي الاكلات المفضلة لديكم هنا قاطعتنا الام حديثنا مجاوبة على سؤالي بُني هنا مهما أكلنا اشهى الأكلات وتناولنا كل أنواع الفاكهة والخضروات لانجد طعم للعيد بما أن اليمن لم تنعم بسلام
بني هناك في موطني وموطنك يمن السعيد العيد فرحتين فرحة العيد وفرحة ملامسة جبهتك ثرى ارض الوطن حينها لم استطع اكمال حديثي معها عادت بي الذاكرة الى موطني فخانتني الانفاس وتسربت مني زفرات واهات مع وداعي لهم .
وعند إيابي بواسطة احدى العربيات الى محل سكني كان بجانبي أحد اصدقائي عبدالخالق عيسى العليفي طالب من طلاب سقطرى اليمنية في الجامعة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية
وجهت سؤالي له كالعادة عزيزي كيف تستقبلون العيد في مصر اجابني والبسمة لم تفارق ملامح وجهه.
مع إطلالة فجر يوم العيد في مصر، ينتقي أبناء اليمن من طلاب ومقيمين أفضل ملابسهم، لاسيما الملابس التقليدية الشعبية، فالرجال يلبسون قميصًا مكممًا، طويلًا إلى أسفل القدمين، يطلق عليه في مصر “البيجامة” كما هو الحال في بعض المناطق العربية، إضافة إلى لبس الشال وكوت البذلة، لتكتمل الهيئة اليمنية الأصيلة في شكل تقليدي عريق.
اما ابو غازي العتيبي الذي كان برفقة والده العزيز الذي الم به داء بحول الله وقوته حينما تطرقت معه بالحديث عن العيد اجابني بكل هدوء والوقار يسوده أخي العيد في مصر هذه المرة تختلف تماما عن العيد الماضية لم نعد نعرف طعما للعيد كاد المواطن اليمني ان ينسى كلمة فرح لكثرة الحزن والكاءبة التي حلت به لكن الى الله المشتكى.
بينما سالم العولقي من ابناء محافظة شبوة التي
تبلغ مساحتها حوالي اثنين وأربعين ألفاً وخمسمائة وأربعة وثمانين كم²،التي تقع تحديداً في الجزء الجنوبي منها إلى الجهة الشرقيّة من مدينة عدن قال سيستقبل عيد الفطر بكل استعداد بدايةً من شراء الملابس في التاسعة والعشرين من رمضان ومن ثم بعد أداء صلاة العيد التي سيؤديها في الجيزة ستكون وجبة العيد في اقرب مطعم له مستعدا للإنطلاق نحو الإسكندرية ليتمع بسواحلها الرائعة ويستنشق هواءها الطلق ويمكث ليلتين هناك وبعدها يتجه صوب شرم الشيخ لتكون ثالث يوم العيد هناك وبعدها العودة الى الجيزة بعد غروب شمس الاصيل .
اما علي النهاري الذي التحق بالأكاديمية العربيه للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري
في هذا العام الذي أجرى معي مكالمة هاتفية سائلا عن حال أحد اصدقائه الذي كان برفقتي قبل أن ينهي مكالمته معي بادرته بسؤالي المعتاد عزيزي كيف يكون استقبالك لعيد الفطر اجابني انا كأول مره أودي صلاة العيد في مصر وجدت صعوبه في استقبال العيد ولكن كان لابد من كسر الحاجر والمضي قدماً وممارسة الحياه بشتى ظروفها فكان استعدادي للعيد من حيث يبدأ كل انسان بشراء الملابس وقد ربما اقضي يومين او ثلاث في الاسواق حتى اجد ما يناسبني من كسوة العيد لا اخرج وحيداً سيكون برفقتي بعض اصدقائي يمنين ومصريين كذالك .. نتسوق معا فنختلف في الاراء والاذواق وفي النهاية نشتري ما نتفق عليه جميعنا ...وبعد ان ننتهي من شراء كسوة العيد في اليوم الثالث وهي ليلة العيد نفترق متفقين على ان نلتقي في مصلى العيد الواقع في شارع جامعة الدول العربية لكي نبدا يوم العيد ونرى كيف اجواء العيد في جمهورية مصر وبعد صلاة العيد نتبادل السلام بيننا وبين بقية المصلين والاجواء مليئة بالفرحة وبعدها نتجه مجتمعين الى احدى المطاعم اليمنية انا واصدقائي في المنيل لكي نتناول وجبة الافطار ونتبادل الحديث فيما بيننا...وبعد ان ننتهي من وجبة الافطار سيعود كلٌ منا الى دار إقامته ليأخذ بعض الراحة على ان نلتقي عصراً للخروج الى شارع قصر النيل المطل على نهر النيل حيث يجتمع بعض الناس لاستنشاق الهواء وركوب القوارب والتصوير فنحن ايضاً سنشاركهم ذلك الى حين تنحدر الشمس رويداً رويدا مودعة ثالث ايام العيد وبعد صلاة المغرب نبحث عن اقرب مقهى لنحتسي أكوابا من القهوة ولو لم يكن البن يافعي الاصل لكن نتغابى ذلك.
أما صاحب مطعم الرومانسية اليمني الواقع في 8شارع إيران بجوار فندق روز-الدقي الاخ/عبدالله عبدربه البيضاني من محافظة يافع الذي أفنى طيلة حياته في السعودية ضمن المغتربين اليمنيين الا انه قرر الذهاب الى مصر لفتح مطعم الذي سماه الرومانسية .حينما أقترب موعد أذان المغرب أقتربت انا من مطعمه وعند دخولي على بوابة المطعم رأيته في زاوية المطعم بجانب طهاة المأكولات دققت النظر فيه لم أكن اعلم أنه سيد المطعم بعد إكمالي وجبة الفطور إنطلقت إليه وبعد أن تبادلنا السلام وجهت سؤالي له عزيزي أيمنيٌّ أنت فكانت الإجابة انه يمني من محافظة يافع كما اسلفت أنفا عدت به الى موضوعي وهو كيف استعداده لعيد الفطر الذي سيحل علينا بعد أيام قليلة
مما ادهشني أن عبدالله متمسك بعادات وتقاليد السعوديين على حد تعبيره كما قال نحن لا نحبد الخروج في المناسبات تديُّنا وإن لزم الامر في خامس ايام العيد سأخرج وانا والعائلة الى أقرب استراحة خاصة للعوائل طبعا هذا في السعودية اما هنا لا أظن أخرج انا والعائلة الا عند شراء كسوة العيد انا هنا اتيت للعمل لا اهتم كثيراً بالمناسبات .
تُرى لماذا سهى أبت حتى الذهاب لمصلى العيد ناهيكم عن شراء كسوة العيد والخروج للأماكن العامة لقضاء ايام العيد بين مرحٍ وفرح نعم هكذا أجابتني انا هنا طالبة علم مالي ومال العيد كتابي وقلمي فقط ومن ثم ادارت لي ضهرها تكمل طريقها.
يبقى العيد ناقصًا بالنسبة للكثير من اليمنيين، حيث تسرق الغربة عن الوطن الجزء الأكبر من فرحة العيد، فيعيش اليمنيون أيامهم كل عام، آملين بعودة قريبة إلى بلادهم بعد أن تنتهي الحرب، التي حولت الأيام الجميلة إلى ذكرى تثير النفوس اشتياقًا للزمن الذي كانت السلم عنوانًا للحياة في اليمن السعيد.
التعليقات