سقطرى بوست ـ خاص
يتذكر أبناء أرخبيل سقطرى يوم الـ 19 من يونيو 2020م، بكثير من الحزن والألم، كيف لا ومؤسسات الدولة ومعسكراتها انهارت بشكل متسارع بيد مليشيات مناطقية، أمام مرأى قوات الواجب السعودية في حدث صعب عليهم تفسيره.
عامٌ بالكامل انقضى وأبناء سقطرى ينتظرون وفاءاً من السعودية لتعهداتها بإنهاء الانقلاب وعودة الوضع إلى لما كان عليه قبل سيطرة مليشيا الانتقالي، ولا شيء من ذلك تحقق.
أعطى السقطريون للسعودية الفرصة تلو الأخرى حتى تثبت براءتها من خطيئة الصمت والتواطؤ مع المشروع الإماراتي الاحتلالي للجزيرة، إلاّ أن الرياض فشلت في الاستفادة من جميع تلك الفرص وأثبتت بعد عام فرضية (التواطؤ) التي كشف عنها المحافظ رمزي محروس وهو يتذوق طعم المرارة بعد يوم واحد من الانقلاب.
في البداية .. ورقة ضغط
"ع. م " ـ ناشط من أبناء الجزيرة، قال في حديث لـ "سقطرى بوست"، إن السعودية عمدت في خضم صراع الانتقالي مع الحكومة الشرعية إلى استخدام "سقطرى" ورقة ضغط حاولت من خلالها لي ذراع الشرعية التي رفضت تقديم تنازلات في مفاوضات تنفيذ اتفاق الرياض.
وأضاف: "حققت السعودية ماتريد حينما أوعزت لحليفتها الإمارات بتفعيل مليشياتها المحلية في سقطرى للضغط على الشرعية، وبدت وكأنها تقوم بدور الوسيط".
وتابع: "إلاّ أن ذلك الوسيط لم يكن محايداً فقد عمل على تحييّد الجيش وإبطال فاعليته بإخراجه من النقاط والمواقع التي كان يسيطر عليها، والتفرج على المليشيا أثناء اقتحامها للمؤسسات والسيطرة عليها دون أي تدخل".
عملية تخدير
لم تكن تصريحات الرياض وقيادات التحالف التي تقوده بريئة وهي تطلق التصريحات بين الحين والآخر عن وقوفها مع الشرعية وتأكيدها على العمل على عودة الأمور في الجزيرة إلى نصابها، بل كانت بمثابة عمليات تخدير للشرعية والسلطة المحلية والمواطنين في الأرخبيل، كمايرى ذلك الصحفي "محمد أحمد".
وتابع في تصريح لـ "سقطرى بوست"، "لم تكن السعودية يوماً على الحياد مما حدث في سقطرى، على العكس من ذلك شاركت وبشكل لايقبل التأويل في عملية الانقلاب ورعته".
وأضاف: "السعودية من منطلق مسؤوليتها كقائدة للتحالف ليست بعاجزة عن ردع أي قوة سواء محلية أو أجنبية وهو ماكان مُعّول عليها، وبما أن ذلك لم يتم يعني بمالايدع مجال للشك أنها مشاركة في الانقلاب".
وأوضح : "يثبت هذه الفرضية استمرار الوضع في الجزيرة طوال عام كامل رغم كل الوعود التي تطلقها للشرعية أو للمواطنين مع كل انتفاضة".
المواطن الضحية
بعد عام من الانقلاب يعاني أبناء المحافظة من أزمات في الغذاء والوقود والخدمات الأساسية (مياه وكهرباء)، وتحولّت الجزيرة التي كانت تتميز برخص كل شيء إلى أسواق سوداء لكل شيء تشرف عليه قيادات الانتقالي المدعومة من الإمارات.
أزمة خانقة في الوقود والمواد الغذائية دفعت أبناء المحافظة إلى التظاهر والاحتجاج بوسائل مختلفة في أكثر من مناسبة.
وفي الذكرى الاولى للانقلاب، كشف زير الثروة السمكية السابق، فهد كفاين، عن معاناة للمواطنين في الجزيرة المحاصرة في المحيط الهندي بسبب موقف السعودية المتخاذل.
وذكّر كفاين بالوساطة السعودية ـ سيئة الذكر ـ وقال في تغريدة على تويتر: "في هذا التأريخ من العام الماضي كان الاتفاق مع الأشقاء السعوديين على ضرورة الاسراع بحل الاشكالية في أرخبيل سقطرى وتجنب آثارها على الأرخبيل أرضا وإنسانا".
وأضاف: "سنة مرت وآثار الانقلاب على مؤسسات الدولة تتفاعل سلبا فانعدم الوقود والغداء وأغلب الاحتياجات الأساسية".
انكشف المستور
بعد دعوات وبيانات ونداءات متكررة من عدة مكونات مجتمعية إلى قوات الواجب السعودية وقيادة التحالف بضرورة إنهاء الانقلاب في الجزيرة وعودة السلطة المحلية ومؤسسات الدولة في الجزيرة، زار متحدث التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، العقيد تركي المالكي أواخر أبريل الماضي الجزيرة على رأس وفد واستمر فيها عدة أيام.
الوفد التقى عدد من القيادات الاجتماعية، وكالعادة تعهد لهم بإعادة الجزيرة إلى وضعها الطبيعي.
"تلك الوعود لم تكن إلاّ ذراً للرماد في العيون، ولم تكن سوى وعود عرقوبية" يقول الناشط الإعلامي "أحمد هزاع" في حديثه لـ "سقطرى بوست"، مضيفاً: "لحظة التصريح كان يضمر المالكي ـ شراً لسقطرى وللشرعية .. شراً سيكشفه في تصريح آخر".
ويتابع: "في السابع والعشرين من مايو الماضي، خرج مصدر في التحالف بتصريح لوكالة واس السعودية ينفى بشكل جازم وجود أي تواجد عسكري للإمارات في سقطرى، وهو النفي الذي شكل صدمة لدى المجتمع السقطري الذي يعاني من ويلات هذا التواجد".
وأكد هزاع أن السعودية التي لطالما حاوت أن تظهر محايدة في سقطرى، كشفت عن ماكانت تخفيه وأظهرت حقيقة أنها شريكة الانقلاب، وبات المواطن على قناعة بذلك وسيأتي اليوم الذي يهتف فيه السقطريون برحيل كل الغزاة والمحتلين.
ويختم: "الحق لأصحاب الأرض ومن قال حقي غلب".
التعليقات