نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا سلّط الضوء على مساعي الإدارة الأمريكية الجديدة لوضع حد للحرب المستمرة في اليمن منذ سنوات.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس جو بايدن بدأ باتخاذ خطوات عملية لإنهاء الحرب التي أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى خلال السنوات الماضية، وتسببت في أزمات إنسانية أثّرت على معظم أفراد الشعب اليمني.
وحسب الصحيفة، فقد تفاقم الصراع بدعم من القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، حيث لم تتوقف هذه الدول إلى حد الآن عن بيع الأسلحة إلى الأطراف المشاركة في الحرب.
إلغاء قرار ترامب
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة الماضي أنها ألغت قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية". وجاء قرار ترامب قبل أيام قليلة من مغادرته البيت الأبيض في محاولة واضحة لعرقلة جهود الإدارة الجديدة، وأدى - وفقا للصحيفة - إلى عرقلة عمل المنظمات الإنسانية التي تحاول تخفيف آثار الحرب على الشعب اليمني، وأعطى دفعة جديدة للسعودية والإمارات لمواصلة التدخل عسكريا في البلاد.
وتؤكد الصحيفة أن قرار الإدارة الأمريكية الجديدة حظي بتأييد من الأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يضع حدا لصفقات بيع الأسلحة البريطانية والفرنسية، والتي تزيد من مآسي الشعب اليمني.
وقد برّر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلغاء تصنيف الحوثي منظمة إرهابية "بتردي الوضع الإنساني في اليمن. لقد سمعنا عديد التحذيرات من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وأعضاء الكونغرس من كلا الحزبين، ومن أطراف أخرى".
وأضاف بلينكن أن القرار يهدف إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية، لكنه أكد استمرار تطبيق العقوبات التي فُرضت سابقا على قادة جماعة الحوثي.
وقد استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء سنة 2014، ويسيطرون حاليا على شمال اليمن حيث يعيش 80 بالمئة من السكان. ومنذ 2015، تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في النزاع اليمني، وتتهمه منظمات دولية مختلفة بارتكاب جرائم حرب.
وقال أنتوني بلينكن في شهر كانون الثاني/ يناير: "لقد شهدنا حملة بقيادة السعودية ساهمت أيضا في ما يعتبره الكثيرون أسوأ أزمة إنسانية عالمية، وهو أمر لا يمكن الاستهانة به".
الموقف من السعودية والإمارات
وتوضح الصحيفة أن واشنطن تتجه لإنهاء دعمها للحملة العسكرية التي تقودها السعودية والإمارات، وقد بدأت بالفعل في مراجعة صفقات بيع الأسلحة للبلدين، مع التأكيد في الوقت ذاته أن السعودية سوف تبقى شريكا مهما في الشرق الأوسط، بغض النظر عن الصراع اليمني.
ويرى مراقبون أن الإجراءات الأمريكية الجديدة من شأنها أن تضع حدا للسياسات الكارثية التي تبناها محمد بن سلمان ومحمد بن زايد خلال السنوات الماضية، ليس في اليمن فحسب، بل في المنطقة بشكل عام.
وحسب الصحيفة، بدأت السعودية والإمارات تستشعران أن الدعم الذي كانا يحظيان به من الولايات المتحدة قد لا يستمر خلال السنوات القادمة في ظل تراجع استهلاك النفط عالميا، كما أن تصريحات بلينكن عن التزام واشنطن بأمن البلدين لا تبدو كافية لتبديد تلك المخاوف.
وتضيف الصحيفة أن الخوف من فقدان الدعم الأمريكي قد يكون من أهم الأسباب التي دفعت السعودية والإمارات للارتماء في أحضان إسرائيل، والحصول على دعم تل أبيب لمواصلة الأنشطة التي تزعزع الاستقرار في المنطقة.
وبعد مرور 6 سنوات على التدخل في اليمن، يبدو أن السعوديين والإماراتيين لا يعرفون كيفية الخروج من الورطة التي وقعوا فيها، وقد يكون موقف الإدارة الجديدة في واشنطن طوق النجاة بالنسبة للتحالف العربي من أجل الخروج بأخف الأضرار، وفقا للصحيفة.
وفي إطار جهود حل الأزمة، زار المبعوث الأممي مارتن غريفيث إيران للمرة الأولى الأسبوع الماضي، بموافقة واشنطن. وترى الصحيفة أن هذه الخطوة تشير إلى أن إدارة بايدن والأمم المتحدة تدركان أهمية الدور الإيراني في إيجاد حل سلمي للأزمة في اليمن.
التعليقات