وصلت عملية انسحاب القوات من محافظة أبين اليمنية إلى طريق مسدود، بعد محاولات التفاف للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً على بنود اتفاق الرياض، تهدد بنسف المكاسب النسبية التي تحققت خلال اليومين الماضيين، والعودة إلى مربع الصفر.
وكان من المقرر أن تشهد عمليات اليوم الرابع من تطبيق الشق العسكري لاتفاق الرياض، انسحاب القوات الانفصالية من مقر شرطة محافظة أبين، ومعسكر الأمن العام، وتسليمها للقوات الحكومية، لكن المجلس الانتقالي بدأ بالتحايل، وذلك بتسليم المقرات الأمنية لقوات الحزام الأمني التابعة له.
وقال مصدر في القوات الحكومية لـ"العربي الجديد"، إن الآلية التنفيذية لاتفاق الرياض نصت على تسليم مقر الشرطة ومعسكر الأمن العام لقوات الشرعية بقيادة أبو مشعل الكازمي ومحمد العوبان، لكن أتباع الإمارات قاموا بالتحايل، كما حصل في معسكرات عدن.
قوات المجلس الانتقالي الجنوبي-فرانس برس
تقارير عربية
تقدم نسبي في تطبيق اتفاق الرياض باليمن: انسحابات أوسع لعدة ألوية
ويقول المجلس الانتقالي الجنوبي، إن الاتفاق مع الوسطاء السعوديين نص على أن قوات الحزام الأمني التي دربتها الإمارات، ستكون ضمن القوات النظامية التي تتبع وزارة الداخلية، وتتولى حماية الأمن داخل المدن بالشراكة مع قوات الأمن العام والقوات الخاصة الحكومية.
وقد تعثرت عمليات الانسحابات في جبهة أبين، اليوم الإثنين، جراء الانسحابات الشكلية التي يصر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي، وسط مساعٍ من الوسطاء السعوديين لإنهاء التوتر ومتابعة عملية إعادة تموضع القوات قبل انتهاء المدة المحددة بأسبوع بهدف الإعلان عن الحكومة.
وبعد أيام من الهدوء، عاد المجلس الانتقالي الجنوبي، الإثنين، للتصعيد إعلاميا ضد الحكومة الشرعية، واتهم القوات الحكومية بـ"الالتفاف على تنفيذ الشق العسكري وانسحاب القوات، كما جاء في آلية تسريع اتفاق الرياض". حيث اتهم المجلس، في بيان صحافي، الجيش الموالي للشرعية، باستمرار الاعتداءات على مواقع القوات التابعة له بالقصف اليومي، في ظل وجود لجان المراقبة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي.
كما اتهم حلفاء الإمارات، الشرعية، باستخدام ما أسموه بـ"الحصار الاقتصادي"، وحرب الخدمات على محافظات الجنوب كوسيلة ضغط للوصول إلى مكاسب سياسية، بالإضافة إلى عملية تنفيذ الشق العسكري وإعادة تموضع القوات بحسب آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
ولا يزال المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك قوة ضاربة في تخوم مدينة زنجبار عاصمة أبين، على الرغم من تنفيذه أربعة انسحابات. حيث جاءت الانسحابات في الأيام الأولى شكلية واقتصرت على عدد من السرايا، عدا انسحاب بعض الألوية في اليوم الثالث.
وأعاد المجلس الانتقالي، خلال اليومين الماضيين، عدداً من قوات ألوية الصاعقة إلى معسكر 7 أكتوبر في مدينة جعار بأبين ومعسكر جبل حديد في مديرية خور مكسر، والذي يطل على مقر مجلس الوزراء ومجلس القضاء الأعلى، فيما تمت إعادة قوات محدودة إلى ردفان والضالع.
التعليقات